الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اكسسوارات تترجم التراث إلى منتجات تلبي احتياجات المرأة العصرية

اكسسوارات تترجم التراث إلى منتجات تلبي احتياجات المرأة العصرية
18 أكتوبر 2010 21:22
تؤمن رشا لطفي مبدعة الحقائب التراثية أن كل إنسان بداخله مبدع له أسلوبه الخاص وشخصيته الفنية. وترى أن اكتشافها لهذه الحقيقة نابع من ذلك الثراء المتنوع في خامات النسيج التي تميز كل منطقة مصرية وتعبر عن بيئة مختلفة. وهو ما جذبها لدراسة معظم الفنون التراثية والتعلق بها. ومعها بدأت قصة نجاحها إلى أن أصبحت حديث عشاق الأناقة والتميز. تتنوع إبداعات رشا لطفي في مجموعات من الحلي والاكسسوارات المستوحاة من التراث، وكذلك حقائب ومحافظ تعبر كل منها عن قصة مدينة أو منطقة معينة. وأفكار لا تنتهي في استخدام النسيج النوبي والبدوي والسيوي والسيناوي لتصميم حقائب عصرية تحمل جمال وعبق الماضي بكل بهائه وثرائه. فنانو الفطرة في معرضها الذي اختارت له اسم “أفنان” طرحت لطفي مجموعة متنوعة من الحقائب اليدوية والاكسسوارات المنزلية تعتمد على قطع نسيج أصيلة يبدعها “فنانو الفطرة” كما تطلق عليهم. والذين تعتبرهم شركاء نجاح حيث تضع هي التصاميم والأفكار لكل حقيبة وتختار ما يلائمها من خامات وفنون النسيج التراثية لتخرج قطعا عملية وعصرية ولكل منها شخصية وطابع مميز. وعن الخطوة الأولى وعلاقتها بدراستها، تقول “لم أدرس الفنون الجميلة بشكل أكاديمي وان كان هذا أحد أحلامي التي لم أحققها ولكني تخرجت في كلية التجارة وإدارة الأعمال ولم أجد نفسي في العمل المحاسبي أو المصرفي. وقررت التفرغ لمشروعي الخاص فقد كنت منذ طفولتي عاشقة للنسيج التراثي ورغم أنني من عائلة ليس بها فنانون لكن أسرتي الصغيرة كانت تعشق الفنون التراثية بكل تنوعاتها وكان والدي يصحبنا معه في رحلات إلى سيناء والصعيد والواحات وسيوه وأسوان”. وتضيف “علمت نفسي وبدأت المذاكرة عن طريق “الإنترنت” وعرفت الكثير عن ثراء النسيج المصري. وتميز كل بيئة وبهرني الزخم والثراء فنسيج أخميم له طابع يختلف عن منطقة شندويل والتي تتميز بنسيج وتطريز يغلب عليه “المنسج” أما “التلي” فهو نسيج أصبحت له شهرة عالمية وشاهدت كبرى بيوت الأزياء العالمية تستخدمه في بعض الموديلات وهو نسيج مميز لمنطقة أسيوط وسوهاج بصعيد مصر ويتميز بتداخل الخيوط الفضية مع التلي الأسود في أشكال تراثية تتوارثها الأجيال”. المرأة العصرية حول ابتكارها لاكسسوارات عصرية مثل الحقائب والإيشارب والشال ومحافظ النظارات والموبايلات وأغلفة الكتب بخامات تحمل رموزا تراثية، تقول لطفي “أشعر بأنني أعبر عن نفسي ولدي رسالة هي نشر التراث والحفاظ عليه من خلال ابتكار تلك الاكسسوارات العصرية التي تترجم التراث وتحوله إلى منتج يلبي احتياجات المرأة العصرية في كل المناسبات سواء لفترات الصباح أو المساء وكل قطعة وراءها قصة وهو ما يمنح المرأة الإحساس بالتفرد، وتتميز الأزياء والحقائب والاكسسوارات التراثية بأنها لا ترتبط بتغيرات الموضة وتقلباتها والمهم أن تختار المرأة القطع المناسبة التي تحقق التناغم مع أسلوب ملابسها والأماكن والمناسبات التي تحضرها”. وتشير لطفي إلى أنها لمست صدى لتصاميمها في العديد من عواصم العالم حيث شاركت في معارض كثيرة منها معرض المشغولات التراثية في فرنسا وآخر في فينا، وشاركت في مشروع كلية وارتن بجامعة بنسلفانيا بالتعاون مع الجامعة الأميركية بالقاهرة وحصلت على منحة دراسية تحت عنوان “عشرة آلاف رائدة حول العالم” لتطوير منتجاتها بما يحقق لها المنافسة على المستوى العالمي وتستعد لمعرض يقام في تركيا على هامش مؤتمر المرأة العالمي خلال شهر يونية المقبل. وتضيف “رحلتي مع تصميم الحقائب والاكسسوارات المعتمدة على المفنون التراثية بشكل احترافي لا تتجاوز عشر سنوات ولكني فخورة بكل قطعة أصممها وأنفذها وأنظر لهذه الأعمال باعتبارها رسالة للعالم تؤكد تذوق الإنسان العربي للفنون وعشقه للجمال مهما كانت البيئة التي يعيش فيها صحراء أو بحرية أو زراعية أو بدوية حيث نجح في أن يظل معتزا بفنونه وتراثه”. ألوان التمر توضح مصممة الحقائب والاكسسوارات رشا لطفي أن واحة سيوة لها نسيجها وتطريزاتها وألوانها المحددة والمعروفة وهي بيئة صحراوية تشتهر بالنخيل والتمور. ولاحظت أن معظم النسيج محصور في خمسة ألوان فقط هي البرتقالي والأحمر والأصفر والأخضر والأسود وهذه الألوان في كل أزياء المرأة هناك حتى عندما تحاول المرأة تزيين منزلها ببعض المعلقات أو المفروشات لا تستخدم سوى هذه الألوان. وتقول “عرفت من خلال قراءاتي ولقاءاتي مع أهالي المنطقة أن هذه الألوان تعكس جانبا من حياتهم وبيئتهم وهم مرتبطون جدا بالتمر لذلك وجدوا انفسهم يستخدمون تلك الألوان التي تتعلق عيونهم بها أثناء مراحل نمو التمر”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©