الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بهلاء العمانية تستقطب السياح بمعالمها الأثرية

بهلاء العمانية تستقطب السياح بمعالمها الأثرية
18 أكتوبر 2010 21:14
تتميز ولاية بهلاء ذات التاريخ العماني العريق بالنشاط السياحي الذي يستقطب الزوار سواء من داخل عمان أو من خارجها، وتقع في داخلية عمان وتتميز هذه المدينة العريقة بسورها المنيع وقلعتها الشامخة. وفي الولاية معالم حضارية مسجلة لدى منظمة “اليونسكو” بوصفها أحد أبرز المعالم التراثية في المنطقة. ذكرت مدينة بهلاء في سير التاريخ، حيث ذكرها الإمام نور الدين السالمي في وصفه لها بهلاء بضم الباء، والمعنى اللغوي لها هي كلمة مشتقة من البهل ومعناه الجامع للخير، وفي رواية أخرى جاء هذا الاشتقاق من البهلول السيد السمح الجواد، أو من الابتهال وهو التضرع إلى الله تعالى، فكأنها تبتهل إلى الله فتسجد له شكراً لما وهبها من حسن وجمال. وذكر ياقوت الحموي بهلاء في الجزء الأول من كتابه “معجم البلدان”. قبل الإسلام يقول الشيخ أحمد الهنائي، من سكان الولاية، إن بهلاء تقع على سفح الجبل الأخضر بالمنطقة الداخلية في فضاء سهل واسع منبسط، يحدها من الشمال ولاية الحمراء ومن الشرق ولاية نزوى ومن الغرب ولاية عبري بمنطقة الظاهرة، ومن الجنوب ولاية أدم. وتبعد ولاية بهلاء عن مسقط العاصمة حوالي 225 كم، ونظراً للتطور الحضاري فإن تعداد سكان الولاية يتوقع أن يتجاوز حاجز السبعين ألفاً في التعداد القادم، وهو نتاج للوعي الصحي والبنية الحضارية. ويتبع بهلاء قرى عديدة مثل بلادسيت والغافات وبسيا وسيفم. ويؤكد الهنائي أن ولاية بهلاء مسكونة بالتراث وموغلة حتى القدم بمعطيات حضاراتها، فقلاعها وحصونها شواهد على تاريخها، وروعة الفن المعماري وزخارفه التي أهلتها لتصبح من المعالم السياحية الغنية بفنون المعمار الإسلامي كحصن جبرين الشامخ، وسور وقلعة بهلاء وقصبتها التي اختطت في صحائف المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، كأحد أبرز المعالم التراثية في المنطقة. ويقول ممدوح الحضري، من وزارة السياحة العمانية، إن قلعة بهلاء من القلاع العُمانية التي بنيت قبل ظهور الإســلام وهي عبارة عن سور مثلث الشكل تقريباً يحيط بنتوء صخري، ومنحدراته الســفلية الشـبيهة بالأخدود كانت تردع الغزاة عن شن هجوم مباشر على الحصن، ويقع المدخل المفضي في الساحة الخارجية على الواجهة الجنوبية التي يبلغ طولها حوالي 112م، ويبلغ طول الواجهة الشرقية حوالي 114م، في حين يبلغ طول السور الشمالي الغربي المقوس حوالي 135م من البرج الشمالي حتى برمج الرميح قرب المدخل. ويفضي المدخل المقنطر الوحيد، الذي توجد به كرات لإطلاق النار فوق بوابته، إلى قاعة طويلة تحتوي على باب يؤدي إلى الداخل في ركنها الأقصى المقابل، وهناك مجموعات من البيوت المصطفة داخل السور المحيط الخارجي، كما أن الأرض في الداخل تنحدر بشكل حاد، وتصطف بمحاذاة الأسوار أبنية مشيدة باللبن وهناك بناء مربع ومنفصل في الطرف الشمالي من الموقع يستخدم مربطاً للخيل. ويضيف “تقع المباني الرئيسية في القلعة في الركن الشرقي على أرض مرتفعة وهي تشغل مساحة 300 متر بين الزاوية الجنوبية الشرقية والبرج المربع على السور الشرقي، وتتواصل عملية الترميم لهذا السور والقلعة ليعود مطلاً على شرفة التاريخ مخبراً عن حضارات عُمان”. معالم حضارية يقول الحضري إن تاريخ القصـبة يعود إلى عصور ما قبل الإسلام. ويوجد بالسور، الذي يمتد سـبعة أميال، أبراج وأبواب رئيسية أهمها باب بادي وباب الســيلى وباب البطحاء وباب الخرمزان. ويضيف “مع اقتراب ميلاد قلعة بهلاء بثوبها الجديد بعد سنوات الإعمار والترميم والمكتشفات التي رافقت رحلة ترميمها بوجود متحف وجامع، ستكون قلعة بهلاء في حلتها القشيبة وستكون معلماً تراثياً معمارياً يحكي عظمة الأجداد ووفاء الأحفاد بالمحافظة على الموروث والعناية به”. وعلى مسافة 17 كيلومتراً من مركز الولاية، يشمخ حصن جبرين وقصره المنيف الذي يعد من أجمل الحصون على الإطلاق في السلطنة لما يتميز به من فنون الهندسة المعمارية والنقوش والزخرفة الإسلامية، وقد تم بناء الحصن في عهد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي عام 1089م، ويتكون من ثلاثة طوابق وبه العديد من الغرف، أهمها غرفة الصلاة، والغرفة الخاصة بالإمام، وغرفة الشمس والقمر، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم والفقه وأمور الدين، والمكتبة، ومخازن البارود والذخيرة من السلاح، وغرفة الطعام وغرفة للضيوف ومرافق أخرى منها، مربط الخيل والسجون والآبار التي تغذي الحصن بالمياه وقبر الإمام. ويضيف الحضري أن حصن جبرين شاهد على عصور عُمان المتعاقبة ويقصده السياح من شتى بقاع الأرض كمعلم سياحي ينبض بالتاريخ. وفي ولاية بهلاء العديد من القلاع والحصون والأبراج الأثرية منها قلعة الصرم بالغافات، وقلعة حصن الغربي بالغافات. من جهته، يقول ناصر المجرفي، من وزارة الزراعة العمــانية إن ولاية بهـلاء تمتلك كبقــية ولايات وقـرى الســلطنة أفلاجاً وعيوناً، تشــد الضيوف والزوار، حيث يقدر عدد الأفــلاج في ولاية بهلاء وقراها ما يربو على 175 فلجاً، منها ما هو حي تسقى به المزروعات والبساتين والأراضي الزراعية، ومنها ماهو ميت ومندثر. واستطاع العمانيون منذ عصور سالفه إقامة نظــام للري بقي سائداً حتى اليوم وهو نظام الأفـلاج وعن طريقــه يتم ري المزروعـات كالنخـيل والخضراوات والمحاصيل الموسمية. أما فيما يخص العيون المائية فولاية بهلاء، وفق المجرفي، تشتهر بوجود عيون استشفاء مائية، منها عين وضاح ذات الشهرة السياحية، حيث يقصدها الناس للاستجمام والاستشفاء وتقع في المنطقة الشمالية لبهلاء على طريق منطقة كيد. سوق بهلاء التراثي لن يغفل الزائر لولاية بهلاء أن يذهب إلى سوق بهلاء التراثي، فهو معلم يختزن في جنباته الكثير، ويحكي بين ردهاته الأثرية تجليات لماضي حافل، إذ يحتفظ السوق بطابعه الشعبي التراثي القديم بما يضم بين جنباته من صناعات وحرف، وما يجسده من طقوس المناداة وعملية البيع والشراء وطرق عرض البضائع، كما أن السوق بموقعه يمثل وسيطاً تجارياً بين أسواق الظاهرة والداخلية، ويزدحم السوق في فترات الأعياد الموسمية والمناسبات الوطنية، فالسوق يزخر بكل ما تحتاجه الأسرة من بضائع، لا سيما التقليدية. وشهد سوق بهلاء مراحل تجميلية وإضافات جديدة لأماكن سوق السمك وبيع التمور والخضار وغيرها.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©