الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوجه التنمية الثقافية في الكويت

أوجه التنمية الثقافية في الكويت
19 يناير 2011 20:05
إن الحديث عن الثقافة في الكويت والعالم العربي، شائك فهو: يحتاج إلى تحديث الخطة الشاملة للتنمية الثقافية، وإلى مزيد من الجهد لمواكبة التطورات التي طرأت على شتى المجالات الحياتية، فعالمنا العربي يمر بطفرة هائلة جعلت عبارة “الكون قرية صغيرة” تبدو جملة عتيقة أو قديمة، وقد آن الأوان أن نحدد موقعنا الثقافي في هذا الكون، ونعمل من اجل اللحاق في هذا العالم المتحدي للزمن. والإفادة من العقول العربية المبدعة التي لا تقل قيمة وإبداعا عن غيرها من العقول في العالم كافة. حتى نواجه التحديات الملحة للنهوض بالمجتمعات العربية ثقافياً واجتماعياً لتلحق بحركة التحديث التي يسير بها العالم، والأخذ بإيجابيات العولمة بما يتناسب وقيمنا ومبادئنا كي تنهض مجتمعاتنا خاصة فيما يتعلق بالتربية والثقافة.. وسيكون الحديث في هذه الورقة محاور عدة: ? جذور الثقافة في الكويت. ? الثقافة والموقع الجغرافي والتأثير الإيجابي. ? جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. ? مؤسسة البابطين للشعر العربي ودورها الريادي في دعم الثقافة والشعر العربي، ونشر اللغة العربية وتعليمها. ? جهود مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. ? دور رابطة الأدباء والثقافة في الكويت. ? الديوانية قديماً وحديثاً ودورها الثقافي. ? مشروع مجمع اللغة العربية المطروح في الكويت والذي سيكون على مستوى دول مجلس التعاون، كمشروع ثقافي يعني بالتراث الثقافي لدول المنطقة. والحفاظ على اللغة العربية. وسنعرض لظاهرة النتاج الأدبي والثقافي والممارسة الديمقراطية ودورها في دعم حرية الرأي والتعبير واستثمار التنمية الفكرية والثقافية، ولذا تعتبر الكويت من الدول القليلة التي برزت فيها التنمية الثقافية والتعليمية وتمتع المواطنون والوافدون بحرية القراءة والتعليم والإبداع في مجالات عدة مفتوحة لهم، ولم تؤثر الحياة السياسية في صد الإبداعات الثقافية بل شجعتها بسب سيادة الحياة الديمقراطية ووجود مجلس الأمة والممارسة الديمقراطية بمساحة كبيرة من الحرية.. جذور الثقافة إن طبيعة المجتمع الثقافي متفاعل، في محيطة وفي تركيبته السكانية واتصاله بالبحر والأسفار البحرية والتجارة من جانب آخر، جعل لهذا المجتمع خصائصه الحية المتحركة والمفتوحة على المجتمعات والثقافات.. كما أن الاحتكاك أعطى فرصة طيبة لتثبيت جذور الثقافة وانتشارها في الكويت. إن الحديث عن الثقافة في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، لابد من الإلمام بحالة المجتمع في تلك العصور الماضية، التي رشحته لكي يعبر عن تطلعاته الثقافية بالحركة الفكرية المتنامية والتي شكلت في النهاية ذلك النسيج الحي في العقل الجمعي المثقف ولكي نتناول جذور الثقافة بصورة أكثر شفافية لابد أن نعرض الظروف السياسية والتاريخية والجغرافية والاجتماعية والنفسية والاستراتيجية والاقتصادية والدينية وغيرها التي كانت المناخ الملائم والمؤثر في تشكيل الحركة الفكرية والثقافية فمن الناحية السياسية نجد أن طبيعة المجتمع الكويتي وعلاقته مع حكامه على مر القرون تكشف بصورة واضحة أن مبدأ التشاور والحوار المفتوح بين الفريقين كان شعارا دائما التزم به الجميع، وقد حدثنا المؤرخون عن بعض حكام الكويت واشتراك المؤرخين والرحالة معهم في نقل قسمات صورة جميلة لطبيعة تلك العلاقة التي شكلت إرثاً تاريخياً مجيداً للشعب الكويتي الذي تفرد عن بقية شعوب المنطقة بطبيعته المنفتحة دائما، واستعداده لسماع الرأي الآخر وحرصه على وصول صوته وحمل آرائه إلى أعلى مستويات الدولة، فقد أشار المؤرخ سيف مرزوق الشملان إلى أن حاكم الكويت الأول صباح الأول بن جابر المتوفى سنة 1776م تعهد بالتشاور مع أهل الكويت في المهم من الأمور وبألا يقطع أمراً دون استشارتهم، والصورة الواضحة المعاصرة في مجلس الأمة والزحام الدائم والاختلاف الحالي الذي يدل على امتداد واتساع مساحة الحرية بين الحاكم والمحكوم. تأثير الموقع الجغرافي يعد ارتباط الكويت بنجد والجزيرة العربية، صورة مصغرة عن حال تلك المنطقة من الناحية الحضارية والثقافية بشكل عام، وخصوصا قسمها الشرقي المطل على شواطئ الخليج العربي، وتصور لنا لهجة السكان وعاداتهم تلك العرى الوثيقة التي تربط الكويتيين منذ القديم بأصولهم في الجزيرة العربية، ويعتبر موقع الكويت عاملا مهما لسرعة تطور الثقافة بها نتيجة التقاء الثقافات المحيطة بها والثقافات العالمية، فموقعها في الركن الشمالي الغربي للخليج، جعل منها ميناء له أهميته في إطار الحركة التجارية التي نشطت في الخليج خلال هذه الفترة بفضل التنافس بين الدول الأوربية والشركات التابعة لها على التجارة في المنطقة وعبرها، وهناك أعلام آخرون كان لهم دور الريادة في تأسيس قواعد النهضة الثقافية في الكويت، مما يدل بصورة واضحة على أن النهضة الثقافية التي واكبت ظهور البترول في الكويت قد أرسيت قواعدها قبل هذا بزمن ليس بقصير. ولم تكن الكويت بمعزل عن الحركة المفعمة بالأمل والممتلئة بالطموح في البلاد العربية، بل شاركت ـ في المرحلة نفسها ـ عواصم البلاد العربية المشهود لها بالسبق في ميدان النهضة، ولم تنتظر أكثر من استشراف بدء الخطوة الأولى في الرحلة الكبيرة نحو التطور والإصلاح في تلك المجتمعات التي يفتخر أبناؤها بأنهم رواد التنوير في الوطن العربي. وسارت حركة الفكر والثقافة في الكويت نحو النمو والتطور مستمرة تلامس أعطافها مناكب حركة الفكر العربي وقد تحذو أحياناً حذو تلك الخطى في نفس الاتجاه الذي تحث فيه خطى سير العواصم العربية العريقة مثل القاهرة أو دمشق أو بغداد. هذه المظاهر الديمقراطية جعلت النّتاج الأدبي والثقافي في مأمن من التدخل الرسمي، وأَمِنَ العاملون على استثمار التنمية الفكرية والثقافية على مسيرة أعمالهم.. لذا تُعتبر الكويت ضمن دولٍ قليلة سادت فيها التنمية الثقافية والتعليمية، ولقي المواطنون والوافدون فيها حرية للقراءة والكتابة وقد لاقت البلاد بعض الهزات والنكبات جرَّاء هذه الحرية التي يتطلع إليها الجميع، فتعرضت البلاد إلى مخاطر كما تعرضت لبنان من قبل بسبب حرياتها في إعلامها ونهجها الثقافي والسياسي.. ووجود الحياة البرلمانية وخير ما استثمرت الكويت تنميتها الثقافية خلال نصف قرن مضى، ولم تنازعها في ذلك الدوافع السياسية ولم تحجبها الشواغل الاجتماعية والرسمية فبقيت الدوريات الثقافية منذ نشأتها بلا عائق رسمي... في منتصف الأربعينيات انطلقت من مصر موطن العلم والثقافة مجلة “البعثة” لتكون خير سفير للكويت قبل إنشاء وزارة الخارجية، والتمثيل الدبلوماسي... فصارت مرجعاً من المراجع الأدبية والثقافية شارك في إصدارها، أدباءُ ومثقفون بأقلامهم النيرة، وكانت تستقطب الكتاب من الطلبة والأساتذة الكويتيين في مصر وداخل الوطن... واستمرت هذه المجلة إلى مطلع الخمسينيات... وقبلها بعقود زمنية أصدر المؤرخ والأديب عبد العزيز الرشيد مجلته المعروفة باسم (مجلة الكويت) وذلك في سنة 1928 لتكون أول المراجع الأدبية داخل البلاد.. ومجلة “كاظمة” في سنة 1948 للأستاذين أحمد السقاف وعبد الله الصانع. شهدت حِقْبة الخمسينيات ظهور جريدة “الفجر” من إصدار جمعية الخريجين، ثم تلتها عدة مجلات أخرى وفي عام 1958 صدرت مجلة “العربي” برئاسة العلامة الدكتور أحمد زكي رحمه الله وعندما التقى مع المغفور له الشيخ عبد الله السالم حاكم الكويت قال الأمير نريدها رسالة لكل عربي ولا تتخذ طابعاً محلياً، وعليكم أن تبعدوا عن الزوابع السياسية وتسعون إلى السلام.. واحتفلت الكويت العام الماضي بمرور 40 سنة على إصدارها. وظلت مجلة “العربي” سفيرة للكويت في أنحاء العالم العربي، وسعت نحو إيصال رسالة المعرفة والفكر والأدب لكل عربي، ولا تزال هكذا حتى هذا اليوم... هيئة رسمية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، هي هيئة تعنى بالشؤون الثقافية والفنون والآداب، تم تأسيسها في دولة الكويت بتاريخ 17 يوليو 1973م في عهد الشيخ صباح السالم الصباح. من أهداف المجلس في المادة الثانية من مرسوم إنشائه: العناية بشؤون الثقافة والفنون والآداب، العمل على تنمية وتطوير الإنتاج الفكري وإثرائه، توفير المناخ المناسب للإنتاج الفني والأدبي، اختيار وسائل نشر الثقافة، العمل على صيانة التراث والقيام بالدراسات العلمية فيه، السعي لإشاعة الاهتمام بالثقافة والفنون الجميلة ونشرها وتذوقها، العمل على توثيق الروابط والصلات مع الهيئات الثقافية العربية والأجنبية، وضع خطة ثقافية تستند إلى الدراسات الموضوعية لاحتياجات البلاد. ومن مهام المجلس في المادة الثالثة من مرسوم إنشائه: مسح الواقع الثقافي وجمع البيانات عن مجهودات الهيئات المختلفة فيما يتعلق بإجراء دراسات دورية مستفيضة حول الجهد المبذول والذي يمكن أن يبذل لنمو الثقافة وازدهارها وتقدم الآداب والفنون ووضع ما يلزم لذلك من المشروعات والخطط. وإصدار المؤلفات والمعاجم والفهارس وتجميع الوثائق والإسهام في نشر الإنتاج الفكري الجيد المبتكر والمترجم والاهتمام بالتبادل الثقافي والمشاركة في المعارض والمؤتمرات والمهرجانات والندوات الثقافية والفنية. وإنشاء جوائز تمنح عن أحسن إنتاج محلي في الثقافة والفنون والآداب. يستهدي المجلس في تنفيذ مهامه برأي ومشورة مجموعة من اللجان الاستشارية، ويشارك في هذه اللجان نخبة من المثقفين الكويتيين في مختلف المجـالات والتخصصـات ومعظمهم من غير العاملين في المجلس، كما تدعم عمل المجلس مجموعة من اللجان المتخصصة المؤقتة. وللمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سلسلة من الإصدارات بدءا من مجلة “العربي”، وسلسلة عالم الفكر، وسلسلة عالم المعرفة، والثقافة العالمية، والمسرح العالمي، وجريدة فنون، وقد ساهمت هذه الإصدارات في إنماء الثقافة في الكويت والعالم العربي. وأشرفت وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على استمرارية هذه الإصدارات لتظل الكويت مركزاً ثقافياً في المنطقة. كما يظل معرض الكتاب السنوي ظاهرة حضارية ويرافقها مقهى أدبي وندوات ومحاضرات، كما لا يفوتنا أن ننوه بمهرجان القرين السنوي والذي يعمل على التواصل العربي في ندوات ومحاضرات ولقاءات بين المثقفين العرب على أرض الكويت. رابطة الأدباء الكويتيين تتميز رابطة الأدباء في دعم الأدباء والمثقفين في الكويت كما تدعم الموهوبين والمبدعين من الشباب الكويتي والعربي الذين يعيشون على أرضها وتشارك في التنمية الثقافية وتصدر “مجلة البيان” ثقافية أدبية منذ سنة 1966... ولها إصدارات تخصصية في الأدب وأصدرت منها حتى الآن أحد عشر كتاباً تعد من المراجع الحية للأدب العربي.. ولها نشاطها الأسبوعي ندوات ومحاضرات ولقاءات دورية، ومشاركات خارجية ضمن إطار اتحاد كتاب العرب في القاهرة... مؤسسة البابطين وتعتبر مؤسسة البابطين للإبداع الشعري منارة مشعة للأدب العربي في الكويت وتهتم في الإبداعات الشعرية في العالم العربي وحينما يكون الشعر العربي في بلاد غير عربية.. وتعنى مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، بالشعر والشعراء، وهي جائزة سنوية قيمتها المادية (100.000) مائه ألف دولار. وتتكفل المؤسسة بتعليم 1500 طالب من الجمهوريات الإسلامية الآسيوية التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي وللمؤسسة دور كبير في نشر اللغة العربية وإنشاء المراكز التعليمية والثقافية (الدورات الشعرية). وقد أنجزت عملها الكبير في “معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين” في ستة أجزاء من الحجم الكبير، ولهذه المؤسسة إصدارات لأعلام الأدب والشعر العربي وتعقد مهرجانات عربية ودولية وتنقل أنشطتها إلى عواصم العالم العربي. جامعة الكويت ولجامعة الكويت إصدارات دورية وبحوث ودراسات منذ تأسيسها في سنة 1966... وتصدر في الكويت ست صحف يومية واثنتان باللغة الإنجليزية ودوريات أسبوعية وشهرية ونصف شهرية تقارب الـ 400 إصدار.. هذه الكمية الهائلة تعد الأولى بزخمها في قطر عربي.. وتدل على اتساع رقعة الحرية المتاحة للمواطن والمقيم على أرض الكويت. تعمل إدارة الأبحاث بجامعة الكويت على دعم واحة أبحاث الجامعة في المجال الأكاديمي وخدمات المختبرات البحثية والحاضنات للأبحاث ودراسة الأفكار البحثية ما يتعلق بالتراث العربي فكان بحث قضايا المذكر والمؤنث في اللغة العربية من الأبحاث التي قمت بها بدعم من إدارة الأبحاث في الجامعة، وغيرها من المشاريع الثقافية. ومن الأعمال الكبيرة التي شهدتها دولة الكويت إنشاء المكتبة الكبرى والوحيد في جامعة الكويت بالشويخ من نوعها في العالم العربي، وتم افتتاحها في 21 يناير هذا العام وتولى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد رعاية احتفاليتها الكبرى وتشعبت بفضل الله أعمال المؤسسة حتى شملت مركزاً للترجمة إلى العربية.. النشاط المسرحي تعد الحركة المسرحية في الكويت من النشاطات الثقافية البارزة، التي صاحبت المتغيرات الاجتماعية الحديثة، وقد توافقت إيقاعاتها هبوطاً وصعوداً انسجاماً مع واقع تلك المتغيرات فلا نجافي الحقيقة إذا جعلنا النشاط المسرحي في الكويت من ابرز أنواع النشاط الفني فيها وأكثرها امتيازا وان كانت المسرحية المحلية قد اقترنت بالكلمة المحلية شكلا ومضمونا خلال ما عرض على خشبة المسرح في الكويت عبر ثلاثين عاما ـ أي من عصر الارتجال إلى عصر التجريب فالتميز والانتشار ـ فإن النص المسرحي الأدبي يعد من ابرز عطاءات البحث عن الذات، بدايات المسرح في الكويت: قد بدأت منذ عام 1938م على يد أساتذة أفاضل من بعثة المدرسين العرب، تلك التي جاءت إلى الكويت في ديسمبر 1936م ثم أخذت الحركة المسرحية الطابع الرسمي وذلك بعد استدعاء دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل الأستاذ زكي طليمات للتباحث معه في شؤون المسرح، بحيث تنمي إنتاجها وتعمقه وقد عمل بجهد صادق لإبراز النواحي المسرحية في الكويت ووضع تقريرا مفصلا، محاولا ترسيخ المفاهيم الجديدة في البيئة لتقبل الفن المسرحي مع الإقناع بأنه ليس خرقا للتقاليد والعادات، وقد رفع بعدها تقريره إلى الدائرة، وهو عبارة عن بحث مستفيض يمكن أن يحدد الكثير من طبائع الحركة المسرحية ويرسم خط المستقبل المسرحي كما تصوره. السينما في الكويت بدأت الدول النامية في الاهتمام بهذا الفن وإعطائه دوراً في العمليات التنموية التي حرصت على القيام بها والكويت كانت واحدة من هذه الدول التي حاولت الإفادة من هذا الفن وقد كان الكويتيون على معرفة بالسينما من خلال أسفارهم التجارية إلى الدول التي كانت تتوافر فيها دور العرض، مثل الهند وزنجبار وغيرها وكان ارتياد السينما يعتبر من الوسائل التي يطلع الناس من خلالها على أساليب الحياة المختلفة التي كانت سائدة في حياة الشعوب الأجنبية الأخرى، حتى تلك التي لم تصلها سفنهم كأميركا وأوروبا مثلًا، وكان ارتياد السينما يعتبر إحدى وسائل التسلية والاستمتاع للبحارة والتجار عندما تحط سفنهم في موانئ الهند والموانىء الأفريقية بعد عناء أسفارهم البحرية المضينة، وكانت فرصة لمشاهدة تقنية لم تكن موجودة حينذاك في الكويت. أما في داخل الكويت فقد كان الناس خاصة الميسورين يقومون بعرض أفلام روائية طويلة عربية وأجنبية في منازلهم على آلات عرض خاصة بهم، ويذكر عبدالله الحاتم أن أول آلة عرض سينمائي دخلت الكويت عام 1936م، وكانت للمغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح، وكذلك محمد حسين قبازرد باعتباره من أوائل الذين اقتنوا آلة عرض سينمائي في بداية الثلاثينيات، وقد استمرت هذه العادة لدى الكثيرين حتى بعد أن أقيمت دور العرض في الكويت ومن أشهر الجهات التي كانت تؤجر هذه الأفلام، والتي استمرت حتى منتصف السبعينيات أحمد شهاب الوهيب وأفلام الشميس وأفلام شريدة وبدر الطخيم وأفلام السراج وغيرها وظل نادي السينما يقوم بعرض أفلام أسبوعية تحمل طابع الريادة أو حصولها على جوائز، وأفلام توثيقية عن الكويت، وعن تجربة المرأة الكويتية بدخول البرلمان وغيرها من الأنشطة. وفي كتابه “تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي ـ الجزء الثاني” يذكر المؤرخ سيف مرزوق الشملان إن أول من اهتم بتصوير سفن الغوص على اللؤلؤ في الكويت هي السيدة “أم سعود” زوجة الكولونيل “ديسكون” ـ أحد المعتمدين البريطانيين في الكويت، وأم سعود هي الوحيدة التي صورت “البتيل” سفينة المرحوم راشد بن احمد الرومي، كذلك صور “فليبر” وهو سائح إسترالي الفيلم التسجيلي الوثائقي “أبناء السندباد” وكان فيلما سينمائيا مدته ساعتان عن جميع أعمال البحر من عدن حتى الوصول إلى الكويت، عندما سافر مع النوخذة “على بن ناصر النجدي” بسفينة إلى سواحل إفريقيا الشرقية ومر بميناء عدن، ويسجل أيضا لمحمد حسين قبازرد أنه أول مخرج فيلم وثائقي كويتي طويل مع استعانته ببعض اللقطات الأرشيفية من شركة نفط الكويت، ولا نغفل هنا الأفلام التسجيلية التي ساهمت شركة نفط الكويت في إنتاجها منذ عام 1946م، عندما سجلت تحميل أول شاحنة نفط، ثم مساهمتها بعد ذلك في تسجيل الأحداث المهمة سواء في حقل عملها، أو في الكويت بشكل عام بناء الجزيرة الاصطناعية، محطات تكرير البترول، بناء الخزانات، إنشاء مشروع الغاز.. وغيرها. وفي مطلع عام 1950م أنشأت وزارة التربية “دائرة المعارف آنذاك” قسما للسينما، وخلال السنوات اللاحقة، أنجز هذا القسم ما يقرب من 60 فيلماً تعليمياً بين عامي 1959 ـ 1961م. الديوانية : تظل الديوانية مركزاً للحوارات والسجالات وطرح الآراء والأفكار والتبادل في الآراء منذ أُنشئت وحتى الآن .. تُعد المركز الأول ، للثقافة العامة للفرد الكويتي الرجل وتبرز أهمية الديوانية في الوقت المعاصر، كونها تحقق أهدافاً في التواصل والتبادل رغم اعتراض البعض عليها وأكملت المرأة هذه المسيرة بوجود صالونات أدبية تحقق نفس أهداف الديوانيات ومن أشهرها، ديوانية الدكتورة رشا الصباح وملتقي نجلاء النقي الثقافي والاجتماعي. * أمين سر رابطة الأدباء، جامعة الكويت * ورقة قدمت في الملتقى الثقافي الأول لدول مجلس التعاون الخليجي الذي أقامه اتحاد الكتاب في الشارقة في الفترة من 5 إلى 8 ديسمبر 2010 في الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©