«الجزيرة الحمراء».. تاريخ حافل بحكايات الأولين

أبوظبي (الاتحاد) تقول الباحثة مريم جمعة الكيبالي في كتاب «دراسات في تراث الإمارات»، إن هناك عدة تقسيرات حول تسمية «الجزيرة الحمراء»، إذ سميت بالحمراء لأن تاريخها حافل بالمعارك والبطولات، التي كتب فصولها إنسان هذه الجزيرة، والذي عرف بشجاعته وبسالته. كما أن هذه التسمية تعود إلى انعكاس أشعة الشمس عليها حيث رمالها القريبة للحمرة عندما تعكس لون الشمس، لتصبح على شكل صبغة حمراء فتظهر للرائي من بعيد وكأنها كتلة مشتعلة من الاحمرار الموشى بالذهب، وقد قيل عن هذه المنطقة في كتب التاريخ، إنه في القطاع الجنوبي من رأس الخيمة تنتشر المناطق البرية حيث كثبان الرمال الحمراء والأشجار والمراعي الجميلة. قهر الغزاة وقيل إن شاطئ الجزيرة الحمراء تكثر فيه الشعب المرجانية الحمراء التي انتشرت قبالة شواطئه البحرية، وكانت هي الأخرى شاهداً على صمود الجزيرة في وجه الغازين الذين لم تستطع سفنهم تجاوزها، فتوقفت في عرض البحر، ولم تستطع التقدم، حيث أعاقت هذه الشعب المرجانية تقدم السفن المعادية التي لم تكن تعرف أماكنها، وهذا ما جعل الناس يتجمعون في سكناهم ومعيشتهم أمام هذا الشاطئ حماية لهم من الغزاة. ولا نستطيع الجزم بأي تسمية، وإن كانت كلها تحمل بعض الحقيقة إذ لا نستبعد منها شيئاً، فقد تكون قد شهدت معارك فارتوت أرضها بدماء الذين سقطوا عليها، ويشهد على ذلك أنك في كل مكان من أرض رأس الخيمة ينتصب أكثر من شاهد على الدور البطولي لأهالي رأس الخيمة، ووقوفهم في وجه المعتدين والغزاة، كما أن أبراج المراقبة المنتشرة بالإمارة ما هي إلا شاهد حي على ذلك، وهذه الأبراج هي الآثار الباقية الدالة على شبكة الدفاع القوية التي حمت أراضي وبساتين النخيل وقرى رأس الخيمة التي تم تشييدها بأيدي أهلها المدافعين عنها حماية لهم من الأعداء. أما الرواية الأقرب إلى الصواب عن تسميتها، فهي لوجود «الفشت الأحمر» على طول ساحلها البحري، وقد وصف لوريمر الجزيرة الحمراء، فقال: «تتألف من 500 منزل، ولدى السكان 100 جمل، و100 حمار، و150 بقرة، و500 رأس من الماعز، ولديهم قارب لصيد اللؤلؤ، و10 قوارب صغيرة يجلبون بها حطب الوقود لبيعه في الشارقة ودبي». أقدم المناطق يستطيع القادم من إمارة أم القيوين إلى رأس الخيمة أن يتوقف قبل 30 كم من وصوله ليجد اسم الجزيرة الحمراء، وقد قطعها الطريق إلى شطرين فجعل قسماً مستقلاً منها داخلياً وهو المأهول بالسكان، وقسمها الآخر ساحلي هجره الكثير من الأهالي. تعد الجزيرة الحمراء أقدم المناطق في رأس الخيمة حيث عثر فيها على ركام ضخم من الهياكل ومجموعة من الأسطح الخارجية، مما أعطى تلميحات أولية لأنشطة إنسانية في هذه المنطقة منذ الآف السنين، بالإضافة إلى ذلك عثر على الفخاريات والخرز وشباك وأدوات من الصوان، وهي تمثل الحضور السابق لسكان البادية الذين كانوا يعيشون على الساحل أثناء شهور الصيف. إن هذا التاريخ العريق لهذه المنطقة يمنح الجزيرة الحمراء أيضاً جزءاً منه فهي قديمة أصيلة وعريقة، وتعد من الشواهد الحية الباقية على بعض تاريخ جلفار الأثري، وتقع الجزيرة الحمراء جنوب مدينة رأس الخيمة على خط العرض 42,25 وخط الطول 56,00 شرقاً، وكانت في السابق شبه جزيرة، ثم أصبحت جزيرة فيما بعد بفضل حركة المد والجزر.