الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عيد الفطر ... والثبات على الطاعات

عيد الفطر ... والثبات على الطاعات
18 يوليو 2015 08:47
استقبل المسلمون في هذه الأيام عيد الفطر المبارك، وبهذه المناسبة يسعدنا أن نتقدم من أبناء الأمتين العربية والإسلامية بأصدق التهاني والتبريكات، تقبل الله منا ومنكم الطاعات، في يوم العيد يتجلى الله على عباده، فيغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، ويرحمهم ويوفيهم أجرهم بغير حساب. في هذا اليوم، يظهر الناس وقلوبهم مُتَحابة، وصدورهم مُتَصافية، وأيديهم مُتَصافحة، فتبدو أخوة المسلمين كأقوى رابطة، وأوثق صلة، ومن المعلوم أن العيد في الإسلام مناسبة طيبة لجمع الشمل وصفاء القلوب، وبرّ الوالدين واجتماع الإخوة، ووسيلة للتعارف وصلة الأرحام. وفي العيد، دعوة إلى تأكيد أواصر المودة بين الجيران و الأصدقاء، والتراحم بين الأقرباء، والتعالي على أسباب الحقد والشحناء. وفي يوم العيد يعطف الأغنياء على الأيتام و الفقراء والمحتاجين، فتدخل البسمة والفرحة كل البيوت، وتظهر وحدة المسلمين وتكافلهم، فهم كالجسد الواحد، فليس بينهم محزون ولا محروم. التهنئة بالعيد العيد مناسبة طيبة ومباركة، يجمع الله بها شمل المؤمنين ويؤلف بها بين قلوبهم، حيث يتقابلون في المساجد والمُصَلَّيات والأسواق والطُرقات فيصافح كلٌ منهم الآخر، ويتبادلون التهاني والتبريكات، ومن السُنَّة أن تقول لأخيك المسلم يوم العيد مهنئاً: «تقبل الله منا ومنكم»، (أخرجه الطبراني). الجوائز والمكافآت مضى شهر رمضان، وجاء عيد الفطر المبارك، وَهَنَّأَ المسلمون بعضهم بعضاً في أيام العيد مرددين: «تقبل الله منَّا ومنكم الطاعات، وكل عام وأنتم بخير». نعم جاء العيد، ليفرح فيه المؤمنون الصائمون، نفرح شكراً لله سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تُعّدُّ ولا تُحصى، كما جاء في الحديث الشريف: «وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه»، (أخرجه البخاري). لقد ارتبطت الأعياد في الإسلام بمواقف مشهودة وعبادات جليلة، فهناك عيدان سنويان هما: عيد الفطر ويرتبط بشهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى ويرتبط بمناسك الحج المقدسة. فقد ورد في الحديث عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قَدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان»؟ قالوا: كنَّا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر»، (أخرجه أبو داود). ورحل شهر الصيام مضى وانقضى شهر رمضان المبارك، وجاء العيد السعيد، والناس قسمان: منهم من أطاع ربه وخاف يوم الوعيد، فهنيئاً له، وله عند الله المزيد، ومنهم من عصى ربَّه، وقصّر في طاعته، ونسي يوم الوعيد (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ)، «سورة ق: الآية 30»، هذا الصنف من الناس ندعو الله لهم بالهداية والرشاد، والتوبة الصادقة قبل الممات (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بقَلْبٍ سَلِيمٍ)، «سورة الشعراء: الآيتان 88 - 89». صومُ الستِّ من شوال شُرِعَ الصومُ بعد شهر رمضان لما ورد في الحديث عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر»، (أخرجه مسلم)، كما رُوِىَ عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «صيام شهر بعشرة أشهر، وستة أيام بعدهن بشهرين، فذلك تمام سنة»، (أخرجه الدارمي)، يعني شهر رمضان، وستة أيام بعده. وفي الأحاديث السابقة دليل على استحباب صوم الأيام الستة بعد اليوم الذي يُفْطر فيه الصائم وجوباً وهو يوم عيد الفطر، والمتبادر في الاتباع أن يكون صومها بلا فاصل بينها وبين صوم رمضان سوى هذا اليوم الذي يَحْرُمُ فيه الصوم، وإن كان اللفظ يحتمل أن تكون الستة من أيام شوال، وعلى ذلك يجوز صيامها متتابعة من اليوم الثاني إلى آخر السابع فمن يفعل ذلك فقد أتى بالأفضل، وإذا صام المسلم الأيام الستة مجتمعة أو متفرقة في شوال في غير هذه المدة كان آتياً بأصل السنة. وخلاصة القول: صوم الستة من شوال مستحبٌ بعد اليوم الأول منه، ومن الأفضل أن يكون الصوم لها متتابعاً في شوال، ويجوز أن يكون متفرقاً فيه. الثبات على الطاعات إن الثبات والاستمرار على الطاعة من أخلاق المؤمنين، فقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يدعو قائلاً: «يا مُقَلِّب القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك»، (أخرجه الترمذي)، ومما يُؤْسف له أن بعض المسلمين الذين حافظوا على الطاعات خلال شهر رمضان المبارك من صلاة وصيام وصدقات وتلاوة للقرآن الكريم، قد هجروا المساجد وانقطعوا عن الطاعات، ومن المعلوم أن راحة المؤمن في طاعة ربه، وأن عمله لا ينقضي حتى يأتيه أجله، لذا أمرنا الله سبحانه وتعالى بوجوب الثبات على الطاعات والخيرات . بقلم الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©