الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الوزاري العربي» مطالب بـ«تحالف ضد عملاء إيران»

16 نوفمبر 2017 00:04
عمار يوسف (الرياض) أجمع وزراء وبرلمانيون وخبراء سياسيون سعوديون ويمنيون على أن طلب المملكة العربية السعودية عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب الأحد المقبل في القاهرة كان ضرورياً في هذه المرحلة بسبب استفحال التدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي والعربي عموماً، إما بصورة مباشرة أو من خلال وكلائها «حزب الله» في لبنان وجماعة «الحوثي» في اليمن، وأكدوا أنه بعد استهداف الرياض بصاروخ إيراني واختطاف الدولة اللبنانية من قبل «حزب الله» والدولة اليمنية من قبل الحوثيين ستعمل السعودية وبقية أشقائها في الجامعة العربية على وضع حد للعبث الإيراني بالأمن القومي العربي واستعادة القرار اللبناني واليمني والعربي من إيران والجماعات الموالية لها. وقالوا في تصريحات لـ«الاتحاد» إن وزراء خارجية الدول العربية لن يكتفوا هذه المرة بمجرد إصدار بيان يدعم السعودية والبحرين واليمن وغيرها من الدول التي تأذت من إيران وعملائها في المنطقة بل يجب عليهم أن يتخذوا سلسلة إجراءات عقابية موجعة ضد كل من حزب الله والحوثيين والتنظيمات التابعة لإيران في كل من البحرين وغيرها من الدول. وأكدوا أن هناك قناعة عربية ترسخت بعدم اقتصار دور الجامعة العربية على مجرد إصدار البيانات الرافضة للتدخلات الإيرانية في الشأن العربي، خاصة أن الأمر وصل إلى مرحلة إعلان حرب على السعودية من قبل إيران، وفقاً للتوصيف السعودي الرسمي للصاروخ الباليستي الذي استهدف الرياض، مما يجعل الأمن القومي العربي مهدداً بشكل بدليل التغلغل الإيراني المباشر وغير المباشر في كل من اليمن وسوريا والعراق ولبنان. وقال الخبير الاستراتيجي اللواء متقاعد الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية إن المواطن العربي مل وسئم من تكرار عبارات التنديد والشجب والاستنكار امتلأت بها أدبيات الجامعة العربية وخطابها تجاه إيران وعملائها في المنطقة، وينتظر من الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب اتخاذ قرارات بمحاصرة عملاء إيران في المنطقة وفي مقدمها حزب الله والحوثي وتطويقها سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وتجريدهما من السلاح ولو بالقوة، خاصة وأن الجامعة العربية ذاتها سبق أن صنفت حزب الله كحزب إرهابي، وأنه حان الوقت لمعاقبته. وأضاف أنه بعد أن نجح التحالف الدولي في القضاء على داعش في كل من العراق وسوريا، رغم قوته العسكرية ورغم سيطرته السابقة على منابع النفط في العراق، فإن على الجامعة العربية في اجتماعها المقبل حشد تحالف دولي أو عربي أو إسلامي للقضاء على حزب الله اللبناني وبقية عملاء إيران في المنطقة العربية، وذلك لحماية الأمن القومي العربي باعتبار ذلك هو أحد أهم أسباب تأسيس الجامعة العربية نفسها. من جهته، شدد وزير السياحة اليمني ووزير الإعلام السابق محمد عبد المجيد قباطي أن الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب فرضته ضرورات الحفاظ على الأمن القومي العربي الذي بات مهدداً أكثر من أي وقت مضى. مرجحاً أن تتخذ الجامعة هذه المرة موقفاً أكثر حزماً وصرامة حيال تهديدات إيران، وأن يكون هناك تركيز كبير على أذرعها المنتشرة في المنطقة وفي مقدمتها حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي. وأشار إلى ما تعرضت له الرياض من هجوم صاروخي إيراني بأذرع حوثية، وما يشهده لبنان من أزمة سياسية كبيرة على خلفية استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري الموجود حالياً في الرياض، والذي ذكر في مسببات استقالته إصرار حزب الله على ضرب سيادة لبنان، وتحويل البلد إلى منطلق لزعزعة استقرار الدول العربية، خدمة لأجندة إيران. وقال الوزير قباطي إن الكل ينتظر كيف سيكون الموقف اللبناني في الاجتماع، وما إذا كان سيأتي مترجماً لرغبة الشعب اللبناني بعدم تعريض الأمن القومي العربي للخطر من قبل ميليشيات حزب الله ومن خلفها إيران أم سيكون في الخط الإيراني كما فعل وزير خارجيتها خلال اجتماع الجامعة العربية الذي عقد عقب الهجمات الإيرانية على البعثات الدبلوماسية السعودية في كل من طهران ومشهد عندما امتنع وزير الخارجية جبران باسيل عن التصويت على بيان الجامعة العربية رافضاً ربط اسم حزب الله بالإرهاب. وأضاف أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد سيضع لبنان أمام اختبار جديد لتحديد موقفه الرسمي من الأزمة التي اشتدت حدتها في الأيام الأخيرة بين الرياض وطهران، إما أبيض أو أسود، لا مجال للمواقف الرمادية بعد الآن في القضايا المتعلقة بالأمن العربي. أما عضو مجلس الشورى السابق والخبير السياسي د. محمد آل الزلفة، فأكد أن الاجتماع الوزاري العربي المرتقب خطوة إيجابية وضرورية في ذات الوقت لرسم استراتيجية عملية لتقليم أظافر إيران وقطع اذرعها المتغلغلة في الدول العربية، خاصة أن إيران تعد قنبلة موقوتة في وسط الدول العربية ولابد من الحذر منها، وإيقافها عند حدودها. وقال إن الكل يترقب الموقف اللبناني في اجتماع وزراء الخارجية العرب وبناء عليه ستتحدد الخطوة التي ستتخذها السعودية تجاه لبنان وعما إن كان التصعيد سيظل سيد الموقف خاصة بعد الحملة الإعلامية التي بدأ الرئيس اللبناني ميشال عون بشنها ضد السعودية، مشيراً إلى عدم تفاؤله شخصياً بمصير لبنان وعودته إلى حاضنته العربية استجابة لتطلعات شعبه العربي. وأوضح آل الزلفة أن تمثيل حزب الله في البرلمان اللبناني لا يتجاوز 10 % من إجمالي عدد النواب البالغ 128 نائباً، إلا أن انفراده بالسلاح مكنه من فرض سيطرته على القرار السياسي، فعطل محاولات انتخاب رئيس جديد، وفرض على الحكومة اللبنانية اتخاذ قرارات تخرج عن الإجماع اللبناني والإجماع العربي. وشدد على أن مقررات الاجتماع الوزاري المرتقب يجب أن تكون حازمة وجريئة لكشف حقيقة حزب الله كمنظمة إرهابية تعمل على تحقيق أهداف إيران في السيطرة على المنطقة، وأنه لا يمثل أهداف لبنان الدولة والشعب، فضلاً عن الأهداف العربية، وأصبح يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي، ومسيرة التاريخ والحضارة العربية، وهوية لبنان العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©