السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء دين: صيام ستة أيام من شوال دليل قبول العمل الصالح في رمضان

علماء دين: صيام ستة أيام من شوال دليل قبول العمل الصالح في رمضان
8 أغسطس 2014 00:17
أكد عدد من علماء الدين أن صيام ستة أيام من شهر شوال بعد صيام شهر رمضان كاملاً هي سنة واجبة تقرب المسلم من الله تعالى، بل إنها دليل على قبول صيام الفريضة، حيث يوفق الله تعالى عباده الصالحين لما يحب ويرضى. وأكد العلماء لـ «الاتحاد» أن العبد المسلم عندما ينتهي من شهر رمضان يشعر بالحزن لانتهاء هذا الشهر الكريم الذي ترفع فيه الأعمال، لهذا تتوق نفسه للاستمرار في الأعمال الصالحات، خاصة الصيام الذي اختص الله تعالى بجزاء صاحبه، لهذا جاءت الشريعة الإسلامية لتمنح المسلم فرصة الحصول على مزيد من الجزاء الصالح في صورة صيام ستة أيام من شهر شوال، يعوض بها ما شاب صومه في رمضان خلل أو نقص ويزيد بها تقربه لله تعالى. بداية يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر، إن النبي صلي الله عليه وسلم حثنا على صيام ستة أيام من شهر شوال، حيث كان النبي يحرص على أن يصومهم متتابعين أحياناً ومتفرقين أحياناً أخرى، وقد اتفق الفقهاء على أن صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنّة مستحبّة وفيها فضل عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: «من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر»، وجاء في حديث شريف رواه ابن خزيمة: «صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة»، وقد فسر العلماء حديث النبي بأن الله تعالى قال إن الحسنة بعشر أمثالها، وهكذا فمن صام رمضان فقد صام عشرة أشهر، ومن صام ستة أيام من شوال فقد صام شهرين، وهكذا يكون كمن صام العام كله. ويضيف د. هاشم: ولقد جاءت وصية النبي لأمته بصيام ستة أيام من شوال للتأكيد على سماحة ووسطية الدين الإسلامي، وحرص الشارع الحكيم على تعويض المسلم ما فاته أو اقترفه في أي من أيام صيامه في شهر رمضان، فمن رحمة الله تعالى بالمسلمين أنه وضع لهم مع كل فريضة نافلة تعوض ما يكون قد شاب أداء تلك الفريضة خلل أثناء تأديتها وهكذا وجدنا مع كل صلاة ركعتين سنة تاليتين أو سابقتين لها بحيث تكون جابرة لما قد يكون وقع فيها من خلل، ومتممة لما قد يكون فيها من نقص، وفي الصيام جاء حث النبي على صيام ستة أيام من شوال، وحرص النبي على توضيح فضلها، ومن ضمن فضائل تلك الأيام الستة، أنها تعوض المسلم عن أي شيء يكون قد جرح صيامه في أيام شهر رمضان، كأن يكون قد ارتكب ذنباً خلال الصيام بشرط ألا يكون ذنباً من المفطرات، وبصيام الأيام الستة يجبر الصائم الخلل الذي شاب صيام الفريضة، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت تامة، وإنْ انتقص منها شيئاً قال انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم»، ومن هذا المنطلق ينبغي أن نحث أزواجنا وأولادنا وإخواننا وأصحابنا على صيامها، ليتم لكل منا بفضل الله تعالى فضل صيام عام كامل، ومن حافظ عليها كل عام كان ذلك مثل صيام الدهر، وذلك من واسع فضل الله ورحمته بهذه الأمة. القضاء قبل التطوع ويقول الدكتور زكي عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر: جاء صيام ستة أيام من شهر شوال إحساساً من النبي والمسلمين من بعده بعظمة الحديث القدسي الذي بلغ به النبي عن رب العزة وجاء فيه: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، فقد شعر المسلمون وقتها بعظمة فريضة الصوم وتمنوا أن يطول شهر رمضان حتى يصوموا أكثر ليأتي الوحي الإلهي للنبي بأن صيام ستة من شوال تطوعاً فيهم الخير الكثير للمسلمين، ففي مواصلة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة، يجد بركتها أولئك الصائمون لهذه الست من شوال، فإن صيام شوال كصلاة السنن قبل الصلاة المفروضة وبعدها وبلا شك، فإن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده، فثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها. ويضيف د. عثمان: يجب على المسلم بداية وقبل الشروع في صوم ستة أيام من شوال، أن يقضي ما عليه أولاً إذا كان قد اضطر للإفطار لمرض أو خلافه، ونخص في ذلك السيدات والفتيات اللائي اضطرتهن ظروفهن للإفطار في الشهر الكريم، لأن صيام المسلم أو المسلمة ما فاتهما من صيام الفريضة أولى، وذلك لسببين، أولهما أن يخلص ذمته من الواجب الذي هو ألزم من التطوع، وثانيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف: «من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال، فمن عليه قضاء لا يصدق عليه أنه صام رمضان»، وعلى كل مسلم أن يدرك أنه لا يجوز القضاء بنية أجر الست من شوال، بمعنى أن يكون الإنسان عليه قضاء أيام أفطرها في رمضان ويأتي ليصومها بنية صيامها وصيام الأيام الستة السنة من شوال، وذلك لأن كلاً من القضاء وصيام الست عبادة مستقلة تحتاج إلى نية خاصة، وهكذا فمن كان عليه قضاء فليبادر به، خاصة الأخوات اللاتي يفطرن بسبب المانع ثم يصمن الست ليدركوا هذا الأجر العظيم، فلو صابر الإنسان نفسه وغالب هواه وواصل نوافل العبادات التي اعتادها في شهر رمضان من صيام وقيام ليل وقراءة للقرآن وصدقة وخير، لانقلبت حياته إلى موسم للخير دائم، وتقلبت نفسه في رياض من القربات متصل، وتمثل قول الله عز وجل: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، «سورة الأنعام: الآية 162». فتاوى في الستة ويقول الدكتور صبري عبدالرؤوف - أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: هناك للأسف الشديد من يشكك في صيام الستة ويعتبرها من البدع وهذا خطأ كبير، وهذا التشكيك لا يعتد به لوضوح الدليل في صيامها في السنة النبوية المطهرة، ولا شك أن صيام الستة فضيلة، والمتتبع لفرائض الله تعالى سيجد أنه لا توجد عبادة مفروضة إلا وبجانبها ما يماثلها من النوافل لزيادة الأجر ولتسديد ما قد يحصل في الفريضة من النقص، ومن ذلك صيام رمضان شرع إلى جانبه من نوافل الصيام الشيء الكثير، ومن ضمن ذلك صيام ستة أيام من شهر شوال، ولنا أن نتذكر في هذا المقام قوله صلى الله عليه وسلم: «من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً» هو: أن «كل من صام يوماً في سبيل الله أي في طاعة وابتغاء وجه الله ورجاء مثوبة الله، فإنه يجازيه على هذا الصيام بأن يباعد بينه وبين النار سبعين سنة» سواء كان هذا اليوم الذي صامه من الأيام التي رغب النبي صلى الله عليه وسلم في صيامها على وجه الخصوص أم كان من غيرها من أيام السنة، وبلا شك، فإن الأيام التي رغب النبي صلى الله عليه وسلم فيها لها فضل خاص بها، فهي أولى بالصيام من غيرها، ومن هذا المنطلق، فإن صيام ستة أيام من شهر شوال بقصد طاعة الله أمر جائز يثاب عليه المرء، وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة وثبت أن النبي كان يصوم ستة متتابعة من شهر شوال بعد صيام رمضان، وبلا شك، فإن الإكثار من العبادة لا أحد ينكره على مؤمن، وقد ورد حديث في استحباب صيام هذه الأيام يتفق الجميع على صحته، والله عز وجل أنعم على عباده بأوقات فاضلة ينهلون من الطاعات والعبادات الكثيرة فيها، فيضاعف الله لهم الحسنات ويغفر لهم السيئات، ومن هذه الأوقات بعد شهر رمضان المبارك صيام ستة من شهر شوال، ولا بد أن يصاحب الصيام في تلك الأيام الستة الاجتهاد في العبادات طلباً لمغفرة الله كقراءة القرآن والدعاء والذكر وغيرها، فتلك الأمور من الممكن أن تكون سبباً في تغيير حياة الكثيرين بأن عادوا إلى ربهم واستزادوا من الطاعات والعبادات، آملين التقرب لله بفعل هذه العبادات. صيام تطوع ويضيف د. عبد الرؤوف: هناك عدد من الملاحظات التي يجب على كل مسلم الإلمام بها، وهو يشرع في صيام الأيام الستة من شوال، أهمها أنه يحرم صيام أول أيام عيد الفطر، كذلك فإنه مطالب بقضاء ما فاته من رمضان إذا كان قد أفطر، فعلى المسلم ألا يتوهم بأن صيامه الستة البيض في عام يعني أن يلتزم بصيامهم طوال عمره، لأن هذا غير صحيح على الإطلاق، فيجوز للمسلم أن يصوم هذا العام ولا يصومهم العام المقبل لأن صيام الستة أيام هو صيام تطوع وليس فريضة، وللأسف فهناك بعض المتشددين الذين قالوا للناس إن صيام الستة مرة يلزم المسلم بصيامهم طوال العمر، وهو ما يجعل البعض يتقاعس عن الصيام في شوال، كذلك فإن للمسلم أن يفطر إذا أراد الإفطار وهو صائم في شوال، لأنه يصوم صوم تطوع وليس فريضة، فمن شرع في صيام يوم من الستة ثم بدا له أن يفطر لأمر عرض له، فلا بأس بالفطر، لأن صوم التطوع يجوز قطعه، ويصوم بدلاً عنه يوماً آخر، فصوم التطوع لا يشترط لصحته تبييت النية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©