الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عروة بن الزبير.. أول من كتب السيرة النبوية

7 أغسطس 2014 20:05
عروة بن الزبير، تابعي جليل، ولد في آخر خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ولُقب بـ «أبي عبدالله»، أبوه الزبير بن العوام ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه أسماء بنت أبي بكر، واشتهر بالفقه والعلم والورع والزهد، حيث تفقه على يد خالته أم المؤمنين عائشة، وروى الحديث عن كثير من الصحابة، ويعتبر أحد الفقهاء السبعة في عصره. ويعتبر عروة بن الزبير من الطبقة الثانية من جيل التابعين، عاش فترة طويلة بالمدينة، وبعدها رحل إلى البصرة، ثم إلى مصر، وعاد مرة أخرى إلى المدينة وعاش فيها حتى توفي. مولعاً بطلب العلم ومنذ صغره نشأ عروة مولعاً بطلب العلم والتفقه في أمور الدين، وقد تفقه وروى أحاديث النبي عن السيدة عائشة، وعن أبيه وأمه، وعن سعيد بن زيد، وعلي بن أبي طالب وسهل بن أبي حثمة، وعبد الله بن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة، وأبي حميد الساعدي والمغيرة بن شعبة وعن حكيم بن حزام، وعن زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر بن العاص، وأبي أيوب الأنصاري. ويروى أنه ذات مرة اجتمع عبدالله بن الزبير، وأخواه عروة ومصعب وعبد الملك بن مروان، فقال أحدهم: ليتمن كل منا ما يحب، فقال عبد الله بن الزبير: أمنيتي أن أملِك الحجاز، وأن أنال الخلافة، وقال مصعب: أما أنا فأتمنى أن أملك العراقَين، وألا ينازعني فيهما منازع، وقال عبد الملك بن مروان: إذا كنتما تقْنعان بذلك، فأنا لا أقْنع إلا أن أملكَ الأرض كلها، وأن أنال الخلافة بعد معاوية بن أبي سفيان، وسكت عروة بن الزبير، فلم يقل شيئا، فالتفتوا إليه، وقالوا: وأنت ماذا تتمنى؟ قال: بارك الله لكم فيما تمنيتم من أمر دنياكم، أما أنا فأتمنى أن أكون عالماً عاملاً يأخذ الناس عني كتاب ربهم وسنة نبيهم وأحكام دينهم، وأن أفوز في الآخرة برضا الله عز وجل، وأن أحظى بجنته، وقد تحقق ما تمنى، حيث صار أبرز فقهاء عصره، وتتلمذ على يديه عدد كبير من كبار الأئمة والفقهاء، حيث حدث عنه ابنه هشام، وروى عنه الزهري وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان القرشي وغيرهما من علماء المدينة. وتميّز عروة بن الزبير بخصال فريدة في عبادته وزهده وورعه وأخلاقه، فكان كثير الصيام والصلاة، يقرأ سبعه أجزاء من القرآن الكريم يومياً، ويروى أن رجله أصيبت بمرض «الأكلة»، وكان لابد من بترها، وقد طلب منه الطبيب شرب بعض النبيذ ليتمكن من تحمل آلام البتر، فأبى ذلك وطلب من طبيبه قطعها وهو مستغرق في صلاته وقراءة القرآن. أشهر علماء مدرسة الحجاز وكان عروة بن الزبير من أشهر علماء مدرسة الحجاز، وتسمى مدرسة الأثر، نظراً لاعتمادها على الأحاديث والآثار غالباً، وبسبب كثرتها عندهم، ولقلة المسائل الحادثة في المجتمع الحجازي في ذلك الوقت، ويعد عروة أول من كتب السيرة، إذ جمعها في كتاب أسماه «مغازي الرسول»، وذات مرة سئل عراك بن مالك عن أفقه أهل المدينة، فقال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير. وعرف عروة بن الزبير بالكرم والجود وحبه للتصدق، وكان يعتبر الصدقة بمثابة هدية تهدى لله عز وجل، فقال لأبنائه: لا يهدين أحدكم إلى ربه ما يستحي أن يهديه إلى عزيز قومه فإن الله تعالى أعز الأعزاء، وأكرم الكرماء، وأحق من يختار له، كما كان يوصي أبناءه ويحثهم على طلب العلم قائلاً: يا بني تعلموا العلم، وابذلوا له حقه، فإنكم إن تكونوا صغار قوم، فعسى أن يجعلكم الله بالعلم كبراءهم، وكان يقول: واسوأتاه، هل في الدنيا شيء أقبح من شيخ جاهل. وجاءت أقوال الفقهاء وكبار العلماء عنه لتؤكد غزارة علمه وتبحره في علوم الفقه وتمتعه بفضائل الأخلاق، فقال عنه تلميذه ابن شهاب الزهري: كنت أطلب العلم من ثلاثة سعيد بن المسيب وكان أفقه الناس وعروة بن الزبير وكان بحرا لا تكدره الدلاء، وعبيد الله بن عبد الله وكنت لا أشأ أن أقع منه على علم ما أجد عند غيره إلا وقعت، وقال عمر بن عبد العزيز: ما أحد أعلم من عروة بن الزبير، وقال ابن عينية: إن أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن محمد وعروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن. وقال عبدالرحمن بن حميد بن عبدالرحمن: دخلت مع أبي المسجد، فرأيت الناس قد اجتمعوا على رجل، فقال أبي: انظر من هذا؟، فنظرت، فإذا هو عروة، فأخبرته وتعجبت، فقال: يا بني، لا تتعجب لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه. وفي المدينة سنة 94 هجرية، توفي عروة بن الزبير وهو في السبعين من عمره. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©