نسأل ونقول أين الزمان الذي مضى وكان الإنسان فيه إنساناً؟ وكان للحب قيمة كبيرة في حياتنا؟ حتى هذه العاطفة النبيلة الحب يشترى ويباع بالمال ··هذه الايام صعب جداً التعامل والتفاعل معها تباين وغموض وهروب وتلوث وطلاق·· غموض يلف أيام السنة·· هل نحن في خرافة وخيال فلا تصدق أبداً أحداً بعد العطاء أخذ وبعد الوفاء وعد، ومن المحال أن تترك شيئاً في مكان ما أن تجده فيما بعد ثم لا تسأل أين ذهب هذا الشيء·· وان وجدته يكون ناقصا أو مكسورا؟ في ظل هذه التناقضات هل تستطيع أن تمنح شخصا ما ثقة·· سلف·· عاطفتك؟ الجواب كلا، فلا هناك أهلاً ولا سهلاً·· الكل يريد أن يتسلق فوق أكتاف الغير·· الكل يريد أن يسير فوق أمعائك حتى يمزقها أو يضغط عليها حتى تموت بسرعة؟ وإذا كنت لا تصدقني جرب أن تمد يدك لأحد·· حاول أن تستدين من أحد عندها تعرف ما أقول لك وتعرف حقيقة موقفك من الآخرين ــ ستجدهم ثعابين ملتوية وتماسيح كاذبة وأجسام صناعية مجرد دمى وأشباح تسير معك·
إزاء هذا الواقع المرير والمؤلم ماذا عساك أن تفعل؟
عليك بالصبر ولا شيء سوى الصبر هذا هو قدرك في الحياة الحالية ورغم كل هذا اضحك وابتسم حتى لا تخسر نفسك وكوّن احساساً عميقاً بالحياة وبالبشر حاول جرب لا تيأس املأ نفسك بالحب وادفن الحسد والحقد في الأعمال كن كالماء تروي الصحارى واملأ قلبك بالأمل والخير والتفاؤل ولا تتحسر على أهل الزمان ولا تجعل أيامك قاسية كالصخرة الصماء بلا إحساس وذات، فأنت تستطيع أن تودع أو تستقبل ولا تحزن على شيء ذهب وعلى شيء لا تستطيع أن تمتلكه أو الحصول عليه لكن لا تفقد خصوصيتك وحريتك وأحلامك وإلا تموت أمنياتك وطموحاتك أمامك واجعل من كل يوم جديد فرصة تضيف بها الكثير لنفسك·
وفي النهاية قد تسأل نفسك أين الضمير الإنساني؟
أجيبك: نعم الكل يمتلك الضمير ولكن لا أحد يعمل به لأنهم يرون أن الضمير عضو زائد لا فائدة منه·
محمد صالح بداه
عدد اليوم
