أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس، أن وفداً من وزراء خارجية 4 دول أعضاء في الجامعة العربية على الأقل سيتوجه إلى غزة «قريباً»، تعبيراً عن تضامنه مع سكان القطاع بعد شهر من الهجوم الإسرائيلي الوحشي.
وسيقوم هذا الوفد الذي سيقوده العربي، ويضم حتى الآن نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، ممثلاً لرئيس القمة العربية، ووزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، ونظيره المصري سامح شكري، ووزير خارجية الأردن ناصر جودة، بتقييم الاحتياجات من أجل إعادة الإعمار في القطاع المدمر جراء العدوان الإسرائيلي.
وكان وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية تيسير عمر أعلن أمس الأول، أن الدول المانحة ستجتمع مطلع سبتمبر المقبل لبحث تمويل إعادة إعمار القطاع، مقدراً قيمة الخسائر المباشرة للعدوان الإسرائيلي بما بين 4 و6 مليارات دولار.
بينما قال مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه، إن بلاده تريد أن تصل المساعدات الإنسانية لغزة بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى «فيتو» إسرائيلي بشأن توريد الإسمنت الضروري لإعادة البناء، وقال إنه سيعتمد على «تقديم ضمانات بألا يستخدمه الناشطون لبناء المزيد من الأنفاق والتحصينات الأخرى».
من جهته، أكد عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» في غزة، أن أضرار العدوان الإسرائيلي على القطاع فادحة، وأن الدمار «فاق توقعات» الوكالة التي بعثت مئات العاملين إلى المناطق المدمرة لتقدير حجم الأضرار والخسائر، ومن ثم وضع الخطط لمخاطبة المجتمع الدولي بشأن إعادة الإعمار.
وقال إن هناك نصف مليون فلسطيني مهجر، والمدارس على الأبواب.
وفيما تواصلت حملة التبرعات ووصول الإغاثة، أعلنت بيرنيل ايرنسايد رئيسة المكتب الميداني الذي تديره منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في غزة، أن إعادة بناء حياة الأطفال ستكون جزءاً من جهد أكبر بكثير لإعادة بناء القطاع بمجرد أن يتوقف القتال بصفة دائمة، معتبرة مهمتها «جسيمة».
بالتوازي، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه وفر معونات غذائية طارئة إلى 300 ألف شخص في قطاع غزة من المتضررين من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وذكرت اليزابيث بيرز المتحدثة باسم البرنامج، أن الأخير، وبالتعاون مع الأونروا، بدأ جهوداً واسعة لجلب 10 آلاف طن متري من الخبز من القدس المحتلة إلى القطاع يومياً لتخفيف الضغط على مخابز غزة التي تضررت نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وتدمير البنية التحتية جراء العدوان.
وأضافت بيرز أن البرنامج يحتاج إلى 48 مليون دولار للاستجابة الإنسانية في غزة لمدة 3 أشهر، كما يحتاج إلى 20 مليون دولار للاستمرار في تقديم برامجه العادية فيها، و25 مليون دولار لبرامجه في الضفة الغربية.
وأوضحت أن تلك المساعدات الطارئة تشمل توفير الغذاء الجاهز للأكل للنازحين الذين اتخذوا من مدارس الأونروا ملجأ لهم، والنازحين الموجودين بمدارس حكومية، وتوفير قسائم غذائية لألفي عائلة من العائلات النازحة، وتزويد نحو ألفي شخص من المرضى والطواقم الطبية في المستشفيات بحصص غذائية عاجلة.
من ناحيتها، حذرت منظمة التنمية العالمية «أوكسفام» من أن مواطني غزة يواجهون أزمة صحية خطيرة، بسبب الدمار وتلوث إمدادات المياه بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر على مدار 4 أسابيع.
وقد ساهمت حكومة اليابان بمبلغ مليون دولار أميركي، استجابة لدعم خطط اليونيسيف الطارئة، لاحتياجات المياه والصرف الصحي والنظافة لدى الأطفال والنساء في القطاع.
وبدورها، وزعت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية بالتعاون مع شركة توزيع الكهرباء لمحافظات غزة، 10 مولدات احتياطية بقدرة تشغيلية عالية لقطاعي الصحة والمياه، وتمت عملية دخول المولدات عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة.
ودعا الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المجتمع الدولي إلى توفير جسور برية وبحرية وجوية للتعامل مع الكارثة الإنسانية في غزة، والناتجة عن العدوان والجرائم الإسرائيلية التي ارتكبها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
(عواصم - الاتحاد، وكالات)
عدد اليوم
