الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سنغاليون يقاومون جاذبية الهجرة إلى أوروبا

17 يوليو 2015 00:03
داكار (أ ب) قبل نحو عشرة أعوام، سعى الصياد السنغالي «مور مار» إلى خوض مغامرة الهجرة بطريقة غير شرعية عبر رحلة بحرية إلى إسبانيا، أملاً في حياة أفضل تنتظره على الشاطئ الآخر في أوروبا. وإلى جانب 80 آخرين من الباحثين عن الهجرة، جميعهم دفعوا للمهربين نحو 500 دولار على الأقل، غادر «مار» على متن قارب خشبي كبير من دولة موريتانيا المجاورة، يقتات على الأرز والبسكويت والمياه إلى أن أصبح على بعد مائتي كيلومتراً من الساحل الإسباني. لكن أمواجاً عاتية عنيفة لم تتركهم يهنئون برحلتهم، فأجبرتهم على العودة أدراجهم، ومنذ ذلك الحين لم يحاول «مار»، الذي أصبح في التاسعة والثلاثين من عمره، العبور مرة أخرى. و يقول «مار»، بينما يتابع التقارير الإخبارية عن غرق أكثر من 1800 مهاجر خلال العام الجاري أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط، أنه تعلم مقاومة الجذب الأوروبي، وتُعينه على ذلك قصص الفرص المحدودة وارتفاع معدلات البطالة هناك. وأوضح أن «كثيراً من الشباب الذين نجحوا في الوصول إلى أوروبا لم يتمكنوا من تحقيق أشياء تذكر في وطنهم، ويقولون إن الوضع بالغ الصعوبة هناك». ويتقاسم مع «مار» وجهة النظر نفسها كثير من مواطنيه في قرية «ثياروي» الواقعة في ضواحي العاصمة السنغالية داكار، والتي كانت قبل عشرة أعوام واحدة من المناطق التي تسجل معدلات هجرة كبيرة بين أبنائها إلى أوروبا. ويتذكر «عمر ضيوف»، أحد كبار السن في المدينة، كيف تحولت حالات الهجرة المحدودة في البداية إلى موجة عاتية، قائلاً: «كنا نشهد يومياً شباباً يغادرون، بسبب تراجع قطاع الصيد في المدينة». وأضاف: «راود الجميع حلم السفر إلى أوروبا إلى أن بدأت حالات الموت تتضاعف». ولعب ارتفاع أعداد الشباب الذين ماتوا في سبيل الهجرة دوراً كبيراً في إضعاف حماس السنغاليين بقرية «ثياروي» الراغبين في خوض التجربة، وباتوا الآن يركزون على العمل في الوطن، رغم صعوبة الأوضاع. بيد أن جاذبية الهجرة إلى أوروبا تظل قوية في مناطق أخرى داخل السنغال، إذ حاول نحو 2300 سنغالي خوض الرحلة الخطيرة العام الجاري، بحسب «جو ليند روبرتس» رئيس مكتب منظمة «الهجرة الدولية» في السنغال. وتساعد المنظمة الحكومة في تنسيق عودة المهاجرين، وخلال العام الماضي أعادت نحو 400 سنغالي تم اعتقالهم أثناء العمل في مدينة طرابلس الليبية. وتخطط الحكومة السنغالية خلال الأشهر المقبلة إلى تشجيع الشباب على عدم الانضمام إلى موجة المهاجرين، من خلال تعزيز فرص اقتصادية في الداخل، حسبما أفادت الحكومة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©