الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"رحلة رقم 50".. نحو مدن الانتظار المفزع!

"رحلة رقم 50".. نحو مدن الانتظار المفزع!
13 أكتوبر 2018 00:04

نوف الموسى (دبي)

يُعرف المخرج الشاب محمد بن يعروف كممثل مسرحي، شارك في مختلف الفضاءات المسرحية، من بينها «أيام الشارقة المسرحية»، وحضوره في مهرجان دبي لمسرح الشباب 2018، في تجربة إخراجية ثانية، مساء أول من أمس، عبر مسرحية «رحلة رقم 50» للكاتبة الكويتية تغريد الداود، يَكشف مستوى تحول الوعي الإبداعي لدى الشباب أنفسهم، في التماهي مع مسألة خلق أقدار الشخصيات، بعد أن يكونون جربوا تقمصها، ما يدعو المتابع للحراك المسرحي المحلي، لقراءة ما يمكن أن يسعى الشباب إلى إيصاله من صوت خاص فيهم، بطريقتهم الأولية الهادئة في إيقاعها في بعض المواقع، والمتمردة في مواضع أخرى، ممثلاً ما يمكن أن نسمية إعادة اكتشاف المسرح إخراجياً.
وربما ما أثاره المخرج الشاب محمد بن يعروف، في «رحلة رقم 50»، عبر قطار لم يأت أبداً، وضعنا جميعاً عند آخر استنزاف للانتظار، ذلك الشعور المفزع المتجلي عبر وهم الزمن الممتد، ليشكل فينا مدناً كبيرة ضخمة، تتسع لكل شيء، ولكنها لا تسعنا!
«رحلة رقم 50»، التابعة لـ «مسرح الفجيرة»، جاءت بناءً على تشكلات الواقع في الطرح، ببساطة الرمزية المرتبطة بالشخصيات التي اختارت من محطة القطار، مساحة للتكشف عن مخاوفها وصراعاتها. وبرغم التسارع غير المقنع أحياناً في تراتيب الأحداث في العرض، إلا أن حوارات الشخصيات، حمل بين جنباته، إسقاطات عميقة، لم تأخذ أبعادها بشكل مركز، (نموذجاً) على ذلك، اللحظة التي تأتي فيها الشخصية «سامي»، ليتحدث عن هروبه من البيت، ورغبته في السفر إلى مالا نهاية، حباً في تعلم الموسيقى، لا كما يود أهله، بالانتساب إلى العسكرية، يلاحظ الجمهور صراع مواجهة القانون المتجذر فينا عبر الذاكرة الشعورية وهم الأهل، حيث جلس سامي وانتظر أيضاً القطار، ولكن السؤال ما علاقة انتظاره ومسألة الانفكاك النهائي (الاستقلالية) من منطقة الأمان الأول وهي (البيت)؟! أين يكمن الانتظار في الشخصية، هل هو بين (الهروب) أم (المواجهة)؟! لذلك فإن تعميق الشخصية المسرحية عبر تصعيدها، إحدى أهم مرتكزات التشكل على الخشبة، ومستوى نضجها مرتبط عادةً بحالة الوعي لدى المخرج محمد بن يعروف، من قدم نفسه ببداية تتجه نحو رحلة نضج داخلية.
بين الإشراف المسرحي، ومكامن النصوص المسرحية، أوضح المسرحي القدير حسن رجب، أن دوره كمشرف على المسرحية، لم يتجاوز الملاحظات العامة، مؤكداً ضرورية إتاحة الحرية الكاملة لما يود الشباب قوله في أعمالهم المسرحية، أن يخوضوا منطقة التجريب بكل تفاصيلها المعقدة، من خلال تفكيكها، ليدركوا إلى أين ممكن أن تصل بهم خلق المشهدية المسرحية، مبيناً أن إشرافه مجرد سبب لـ «تحريك» الفعل المسرحي، لا يمكن أن يتجلى دونما شغف حقيقي من قبل الشباب. في المقابل، اعتبرت الكاتبة المسرحية تغريد الداود، أن مسرحيات الشباب يجب أن لا تكون حبيسة العرض الواحد، وأن المخرج يتطور وينضج مع كل عرض جديد للمسرحية نفسها، مضيفةً أن المسرح يختلف عن دور السينما، في بنيته الوجودية، بقدرته على الاستمرار والتواصل، بعكس السينما المحكومة بانتهاء إنتاج الفيلم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©