الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

معهد مصدر يوقع اتفاقيات شراكة مع جهات محلية ودولية

معهد مصدر يوقع اتفاقيات شراكة مع جهات محلية ودولية
21 يوليو 2011 20:54
وقع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا خلال الفترة الأخيرة عدداً من اتفاقيات الشراكة مع جهات محلية ودولية، حيث تشمل قائمة شركاء المعهد حالياً كلاً من بوينج والاتحاد للطيران وهانيويل وسيمنس وشركة استثمار التكنولوجيا المتطورة “أتيك”، بحسب الدكتور فريد موافنزاده رئيس المعهد. وقال موافنزاده لـ “الاتحاد” إن المعهد يسعى إلى تعزيز علاقات التعاون وإقامة المزيد من الشراكات مع مؤسسات أخرى في المنطقة، وذلك في إطار اهتمام المعهد بتعزيز مكانة أبوظبي كمركز للمعرفة ومحرك رئيسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن إعداد جيل جديد من القادة والمفكرين المبدعين في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وأضاف “نود التعبير عن بالغ تقديرنا وامتناننا للثقة الكبيرة التي وضعتها المؤسسات الشريكة في أبحاثنا ومساعينا الرامية لإيجاد حلول لقضايا الطاقة والتنمية المستدامة على مستوى العالم، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بالمخاوف السائدة في العالم بشأن تغير المناخ”. وتابع موافنزاده “علاقات الشراكة التي تربط معهد مصدر بالعديد من المؤسسات ذائعة الصيت عالمياً، سيكون لها أثر بالغ وواضح في دفع عملية نقل المعرفة والتكنولوجيا”. ويمثل “مشروع أبحاث الوقود الحيوي المستدام” ثمرةً لعلاقات التعاون والشراكة بين معهد مصدر وكل من بوينج والاتحاد للطيران وهانيويل. ويهدف المشروع البحثي لاستخدام نظام الزراعة المتكامل بواسطة مياه البحر لدعم تطوير وتسويق مصادر الوقود الحيوي لقطاع الطيران وغير ذلك من المنتجات. وقال يرىجيفري جونسون، رئيس شركة بوينج الشرق الأوسط، إن إنتاج الوقود الحيوي المستدام يستأثر باهتمام كبير على الصعيد العالمي، موضحاً انه من المجالات التي تشهد نمواً متزايداً في الشرق الأوسط. ومن ثم، هناك الكثير من الفرص المتاحة أمام المهتمين بهذا المجال. وأضاف أن مشروع أبحاث الوقود الحيوي المستدام يعتبر واحداً من بين العديد من المبادرات الهادفة لإيجاد جيل جديد من الوقود الحيوي والحد من البصمة الكربونية لقطاع النقل. وتابع جونسون “شراكتنا مع معهد مصدر وغيره من الأعضاء المؤسسيين هامة للغاية، ونحن متحمسون جداً للعمل بالتعاون مع نخبة مميزة من الشركاء من مؤسسات أكاديمية وشركات رائدة في القطاع من أجل الإسهام في إنتاج الوقود الحيوي والحد من غازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراري”. وأضاف “تعاوننا في سبيل إيجاد وقود مجدٍ من الناحية التجارية سيكون له فوائد مباشرة على أداء الطائرات التجارية وأثرها على البيئة”. ووافقه في الرأي جيمس هوجان الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للطيران، موضحاً أن مشروع أبحاث الوقود الحيوي المستدام يركز على دراسة مدى جدوى إنتاج وقود حيوي مستدام في المنطقة وإمكانية تسويقه تجارياً. وأضاف “تعكس المبادرة المتعددة الأطراف التزام الاتحاد للطيران بدعم جهود معهد مصدر وحرصه على المشاركة في الأبحاث والمشاريع الرامية إلى تطوير مصادر بديلة من الوقود الحيوي، ولا تقتصر الفائدة التجارية لهذا المشروع على توفير مصدر بديل من الوقود، بل تتعدى ذلك إلى احتمال تأييد القوانين التنظيمية المرتقبة لاستخدام مثل هذه الأنواع من الوقود في القطاع”. وفي إطار هذه الشراكة، أعلن التحالف الذي يضم كلا من بوينج والاتحاد للطيران وهانيويل في يناير من العام الحالي عن العمل على دراسة هدفها تقييم مدى استدامة نظام الزراعة المتكامل بواسطة مياه البحر لإنتاج الوقود الحيوي وغير ذلك من الموارد الحيوية. وسعت الدراسة لتقييم مدى جدوى استخدام النباتات المقاومة للملوحة التي تم ريها بواسطة مياه البحر كمادة أولية مستدامة لإنتاج الوقود الحيوي. وأكّد الباحثون ما ينطوي عليه نظام الزراعة المتكامل القائم على مياه البحر من إمكانات لإنتاج أنواع من الوقود والموارد ذات القيمة العالية، بما في ذلك وقود الطائرات ووقود الديزل الحيوي والكهرباء ومنتجات زراعة الأحياء المائية وغيرها، وذلك دون استنزاف موارد المياه العذبة والأراضي الصالحة للزراعة المستخدمة في الزراعة التقليدية. المباني الذكية من جهة أخرى، تربط معهد مصدر شراكة قوية مع شركة سيمنس، التي أعلنت مؤخراً عن نيتها إنشاء “مركز التميّز للمباني الذكية” في مدينة مصدر. وقال يواكيم كوندت، الرئيس التنفيذي لـ “سيمنس” في دولة الإمارات “نعمل مع معهد مصدر حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على خطط البحوث والتطوير، وكذلك برامج المنح الدراسية للسنوات القادمة، وتتناول هذه الخطط والبرامج بشكل أساسي مجالات الشبكات الذكية والمباني الذكية وتقنيات التقاط الكربون وتخزينه”. تهدف هذه الشراكة بين معهد مصدر وسيمنس إلى توفير فرص عمل أمام الشباب من ذوي العقول الخلاقة والمبدعة، وتمكينهم من بناء حياة مهنية ناجحة في المستقبل. وأضاف كوندت “يتمتع خريجو معهد مصدر بقدرات إبداعية وذهنية عالية، وقد أتيحت لنا فرصة اختبار هذه القدرات خلال معرض الوظائف، حيث التقينا بالعديد من الطلاب ممن يتمتعون بذكاء وحماس شديدين فضلاً عن كفاءتهم وطموحاتهم الواسعة”. وتابع “قمنا عقب ذلك بترتيب مقابلات وجلسات تقييم مع ستة من الطلاب، وذلك بغرض تأهيلهم للانضمام إلى (برنامج سيمنز للخريجين) الذي يرمي إلى تطوير أبرز المواهب من حول العالم وإعدادهم لتبوؤ أهم المراكز الإدارية في سيمنس مستقبلاً، ولا نزال على اتصال مع العديد من الطلاب الآخرين بهدف إطلاعهم على فرص العمل أو برامج التدريب التي قد تظهر في المستقبل”. أشباه الموصلات علاوة على ذلك، تساهم علاقات الشراكة أيضاً في خلق مجالات ووسائل جديدة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة في الدولة، وفي هذا السياق، يعمل معهد مصدر عن كثب مع شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة (أتيك)، وهي شركة استثمارية متخصصة تهدف لترسيخ مكانة أبوظبي الرائدة في حقل الابتكارات التقنية وتحديداً في مجال أجهزة أشباه الموصلات. وقال إبراهيم عجمي الرئيس التنفيذي لشركة استثمار التكنولوجيا المتطورة (أتيك) “تعتبر علاقات التعاون التي تجمعنا مع معهد مصدر محطة هامة ضمن مساعينا الرامية لرعاية المواهب الإماراتية الشابة في إطار خطة أوسع تهدف لتطوير اقتصاد أبوظبي وتحويله إلى اقتصاد يقوم على المعرفة والابتكار، ونرحب بانضمام طلاب معهد مصدر إلينا في رحلتنا الطويلة والمثيرة في عالم التكنولوجيا المتقدمة”. وتابع “تعتبر الأبحاث الركيزة الأساسية لإنشاء قطاع تكنولوجي متطور في أبوظبي، وفي هذا السياق، ستواصل أتيك سعيها للعب دور أساسي في إنشاء منظومة أبحاث وتطوير تحظى بدعم القطاع والمؤسسات الأكاديمية على حد سواء”. يذكر أن معهد مصدر، الذي تأسس في أبوظبي بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، شهد مؤخراً تخرج دفعته الأولى من العلماء والمهندسين في تخصصات هندسية مختلفة على درجة عالية من الأهمية للتنمية الاقتصادية في أبوظبي. ويوفر المعهد في الوقت الحاضر ثمانية برامج ماجستير وبرنامج الدكتوراه متعدد التخصصات، إضافة إلى البرنامج التأسيسي لمواطني دولة الإمارات، وعمل خريجو معهد مصدر بالتعاون مع عدة مؤسسات أثناء دراستهم في المعهد وسوف يواصلون ذلك فيما يستعدون لبدء حياتهم المهنية مع العديد من الشركات ذاتها التي تجمعها علاقات شراكة ما مع معهد مصدر. التنمية الاقتصادية إلى ذلك، أكد موافنزاده أن علاقات الشراكة بين الشركات والهيئات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية تمثل الركيزة الأساسية للابتكار والتنمية الاقتصادية. وقال “تبرز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والشركات بوجه خاص باعتبارها الأكثر قدرة على لعب دور فاعل في إعداد جيل جديد من القادة في مجالات الأعمال والهندسة وفي ربط الصلة بين قادة اليوم وقادة الغد في هذه المجالات، ومن ثم تسهيل عملية نقل التكنولوجيا”. وتابع “يتجلى ذلك بشكل أكثر وضوحاً في الشراكات بين الجامعات القائمة على البحوث العلمية التي تعنى بنقل المعرفة والتكنولوجيا والمؤسسات الرائدة العاملة في مجال التنمية المستدامة والتقنيات النظيفة”. وفي حين أن نقل التكنولوجيا في جميع المجالات هو نتاج للأبحاث التي تجري على المستوى الأكاديمي في الجامعات، فإن هذه التكنولوجيا المتطورة تجلب للمستخدمين مزايا أفضل تجعل حياتهم أكثر سهولة ورفاهية. ويتوقف النجاح في نقل التكنولوجيا على نجاح الشراكة بين الجامعات والشركات وتوافق أهدافها واهتماماتها البحثية، الأمر الذي يساهم في تطوير التقنيات في الجامعات ويساعد على طرح منتجات جديدة في الأسواق من شأنها رفع مستوى أو تعويض المنتجات الموجودة. وقال موافنزاده “لا شك أن دور الجامعات في نقل التكنولوجيا يكتسب أهمية أكبر عندما يتعلق الأمر بالتنمية المستدامة والطاقة المتجددة - وهي مجالات التركيز الرئيسية لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا”. وأضاف “غالبا ما يجري نقل التكنولوجيا من الجامعات إلى الشركات عبر التفاعل والتواصل بين أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة في الجامعات من جهة، وبين الباحثين والمدراء في المؤسسات من جهة أخرى”. ويعد “معهد مصدر” الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أول جامعة في الشرق الأوسط تركز على الأبحاث والدراسات العليا في مجال الطاقة البديلة وتقنيات البيئة والاستدامة. وعند اكتماله، سيقدم المعهد الخدمات التعليمية لما يزيد على 500 طالب في مرحلة الدراسات العليا، وسيضم العديد من التسهيلات المتطورة، بما فيها 9 مختبرات مفتوحة، وغرفتان “نظيفتان” لأغراض الاختبارات، و13 مختبراً مرتفعة الأسقف، وقاعة محاضرات تستوعب 90 شخصاً، و12 قاعة للتدريس، إضافة إلى وحدات سكنية تستوعب 324 طالباً. وتعد الغرفتان “النظيفتان” من الفئة (1000) و(100) بالنسبة لمستوى الخلو من الشوائب، الوحيدتين من نوعهما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهما مخصصتان لإجراء التجارب والأنشطة التي تتطلب بيئة خالية من الشوائب والغبار. ويشكل “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” بمرحلتيه الأولى والثانية أحد أبرز أجزاء المرحلة الأولى من “مدينة مصدر”، والتي ستضم أيضاً المقر الإقليمي في الشرق الأوسط لشركة “سيمنز” الألمانية، ومركز “جنرال إلكتريك” للإبداع البيئي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©