تخلت المواطنة اعتدال الشامسي عن منصبها كمديرة في إحدى مدارس الدولة، لتلتحق بقسم الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف· هي واحدة من بين 20 واعظة انتسبن للهيئة ليتولين مهمة الوعظ، ويمارسن مهنة ''هي في الأساس مهنة الرسل عليهم السلام والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم''، كما تقول·
تخرجت اعتدال في جامعة الإمارات، وهي تحمل شهادة أكاديمية في الدراسات الإسلامية في العام ،1984 وراحت تعمل مدرّسة تربية إسلامية في وزارة التربية· ترقت خلال هذه السنوات حتى تولت منصب مديرة· لكن حنينها إلى مجال الوعظ لم ينقطع·
تقول: ''لم أجد نفسي في حقل التعليم· صميم دراستنا كانت منصبة على الوعظ والدعوة في سبيل الله· وهناك فرق كبير بين التعليم والوعظ''· وتضيف: ''عندما علمت أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف فتحت الباب أمام الراغبات في ممارسة مهنة الوعظ للانتساب إليها، لم أتردد لحظة، وتقدمت بطلب للهيئة على الفور، وتم تعييني كواعظة في الهيئة في ديسمبر من العام ·''2007
وتؤكد اعتدال أنها كواعظة في الهيئة تخوض تجربة من أجمل التجارب؛ لأن عملها موجه لله تعالى، وهو تكريم منه، معبرة عن بالغ سعادتها بالتبليغ عن الله عز وجل ورسوله الكريم وأنبيائه عليهم السلام·
وتنتهز اعتدال الفرصة لتدعو أخواتها المواطنات للتوجه إلى هذه المهنة ''الرائعة''، التي فيها خدمة للدين وللوطن ودعوة الناس لفعل الخير وعمل الصالحات بالإرشاد والنصح لوجه الله تعالى، مع مداومة الاطلاع على كل جديد، تحت إشراف هيئة رائدة تدعو إلى التميز والإبداع·
مهنة عمادها التضحية
تشير اعتدال إلى أن التضحية هي الأساس في عمل الواعظات، وهي تحتاج في الدرجة الأولى لتفهم الزوج للدور الذي تضطلع به الواعظة، عدا عن محدودية الأجر الذي تتقاضاه الواعظات مقارنة بالوظائف الأخرى المناصب التي تسلمتها على الرغم من غلاء المعيشة المتزايد يوماً بعد يوم، مشددة على أن الواعظات لا يفكرن بالناحية المادية إلا كوسيلة تمكنهن من أداء رسالتهن على أكمل وجه·
ولا تختلف الواعظة رضية وصيف مع زميلتها اعتدال في أهمية هذه المهنة باعتبارها من مهام الأنبياء وكرامة من الله تعالى يجتزي بها عباده الذين أخلصوا النية له·
وتقول رضية إنها درست الدراسات الإسلامية والشريعة· وتقدمت للعمل في الهيئة ونجحت في المقابلات· وتؤكد أن رؤية الهيئة حول العمل الوعظي للمرأة متقدم جداً على مستوى الدول العربية والإسلامية، حيث تحاول الهيئة أن تجعل مجموعة الوعظ النسائية متميزة بشكل نوعي، سواء من ناحية التحصيل العلمي أو لجهة كثافة الدورات العلمية التي تنظمها الهيئة بانتظام للواعظات، بما يفتح الآفاق أمامهن لممارسة دورهن في إطار منهج وتصور واضح و''طيب'' في هذا المجال، مشيرة إلى توفير الهيئة لجميع التسهيلات الكفيلة بقيام الواعظات برسالتهن على أكمل وجه·
زيادة دور الواعظات
من جانبه، يؤكد مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور محمد مطر الكعبي أن الهيئة تنظر للواعظات على أنهن شركاء للوعاظ في عملهم، فكلهم يعمل لغاية نبيلة، لافتاً إلى أن الهيئة تعطي للواعظات أولوية العمل الديني في كثير من الأعمال نظراً لمتطلبات العصر الحاضر·
ويقول الكعبي: بات للواعظات وجود واضح وملموس ومشاركات كثيرة في وسائل الإعلام وفي المساجد والمدارس والمؤسسات وفي مركز الإفتاء الرسمي· ويضيف أن الواعظات أثبتن جدارتهن بدعم من الهيئة، وبتن يحققن جوانب من خطة الهيئة الإستراتيجية، خصوصاً لجهة توطين الوظائف الدينية، مشيراً إلى ازدياد دور الواعظات في زماننا مع دخول المرأة كشريك في مختلف ميادين العمل والحياة في ضوء الانفتاح المعاصر·
ويرى الكعبي أنه لم يعد يجوز أن تعزل المرأة أو تغيب، خصوصاً في مجال الوعظ الذي يعد الواجبات الشرعية والوطنية، ضارباً مثلاً بما أثبتته من حضور في مركز الإفتاء الرسمي للدولة، حيث باتت كثير من النساء يتصلن بالمركز ويطرحن تساؤلاتهن الشرعية في جو من الخصوصية مع واعظات الهيئة، الأمر الذي تنظر إليه الهيئة بكثير من الجدية حيث تطلع لزيادة عدد الواعظات بنسبة عالية في الفترة المقبلة·
وينوه الكعبي بالاهتمام والعناية الذي توليه القيادة الرشيدة للشؤون الدينية، التي أعطت توجيهاتها للهيئة بوضع خطط إستراتيجية لتوعية المجتمع في الجانب الديني بكل طرقه وصوره، ومن ذلك العناية بتنمية هذا الجانب عند المرأة·
ويشير الكعبي إلى أن الهيئة تطمح إلى إعداد عالمات مفتيات باحثات لهن أثرهن في توعية وتنمية المجتمع وفق تعاليم الإسلام السمحة التي تدرك الواقع وتتفهم المستقبل، وتأهيل كوادر مواطنة قادرة على القيام بهذه الرسالة على وجهها الصحيح، برؤية مستقبلية تقوم على الطموح لأعلى المستويات والرقي في أعلى الدرجات·
شروط الواعظات
تشترط الهيئة على المتقدمات لوظيفة واعظة أن يكنّ من حملة الشهادة الجامعية ''البكالوريوس''، وأن يجتزن لجنة المقابلة التي تتولى عملية النظر في مدى أهلية المتقدمات· وتنظم الهيئة دورات تدريبية متنوعة للواعظات قبل أن يباشرن الوعظ ويخضعن بعد ذلك للعديد من الدورات التخصصية·
وتحث الهيئة الواعظات على التمكن في العلم ومتابعة العطاء المعرفي وأن يقدمن ذلك للمجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة مع التسيير والتبسيط وأهم من كل ذلك إخلاص النية لله تعالى·
ونظمت الهيئة دورة تأهيلية للواعظات، وهي تخصص في الفقه والإلقاء والسيرة النبوية والنحو العربي، وهي مجموعة من المواد الأساسية التي لا يستغني عنها واعظ ولا محاضر ولا خطيب· وللواعظات آلية عمل محددة وفقاً للكعبي، تقوم على إلقاء الدروس والمحاضرات بواقع 5 دروس أسبوعية في المساجد، ونحو 10 محاضرات في المدارس والجامعات والمؤسسات عموماً، إما بطلب من الجهات المتخصصة أو بمبادرة من الهيئة·
عدد اليوم
