الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

10 خطوات على جذع شجرة للهروب من الجنوب

10 أغسطس 2006 01:00
صور- ا ف ب- أمام شدة وطأة القصف الاسرائيلي الذي لم يبق أو لم يذر واستهدف البنى التحتية ، وبعد الإنذارات الاسرائيلية لسكان صور لم تبق وسيلة للمغادرة سوى ''جذع شجرة أو سلم؟ لديك الخيار أستاذ'' لتتمكن من الخروج من مدينة صور، يقول سائق سيارة الاجرة الحمراء التي توقفت أمام فندق رست هاوس المطل على الساحل الرائع للمدينة التاريخية · ويعرف سائق سيارة ''المرسيدس'' العتيقة ان الوقت ليس للمزاح ولا للألغاز، انما تحمل سخريته تحذيرا للسيد الذي يركب سيارته راغبا بالخروج من المدينة الجنوبية المعزولة نتيجة القصف ، ويطرح سؤالا مبطنا: هل فعلا يريد المخاطرة بالخروج من صور؟·و أنذر الجيش الاسرائيلي منذ أمس الاول عبر آلاف المنشورات التي ألقاها بقصف كل سيارة تتحرك جنوب الليطاني لانه سيعتبرها مشبوهة·ولا يستثني هذا الانذار أحدا· كل من يتحرك يعتبر مناصرا لحزب الله الذي لا يزال يواجه أقوى جيش في منطقة الشرق الاوسط في الاودية المتعرجة والقاحلة في جنوب لبنان· ويشمل الانذار على ما يبدو أيضا الصحافيين، وعدد كبير منهم من الاجانب الذين قدموا لتغطية هذه الحرب الجديدة في لبنان·في سيارات رباعية الدفع او أخرى قديمة، يلاحقون صور الموت والدمار، وقد وضعوا على صناديق السيارات الخارجية عبارة ''برس'' (صحافة) او ''تي في'' (تلفزيون) أملا في حماية أنفسهم من القصف الاسرائيلي· غير انهم فهموا هم أيضا التحذير الاسرائيلي ولم يعد أحد يتنقل في المنطقة بالسيارة، باستثناء بعض المغامرين جدا· ويطرح سائق السيارة الحمراء الفلسطيني فادي محمد السؤال مجددا على الراكب، ''تريد التوجه إلى صيدا أو الى بيروت؟''· وهو مستعد، مقابل مبلغ مئة دولار، لمرافقة الزبون الاجنبي الى أحد مدخلي صور·وكانت الوجهة بلدة القاسمية شمال صور حيث كان يوجد جسران فوق الليطاني دمرتهما القنابل الاسرائيلية· ولم يعد في إمكان أي سيارة أن تعبر عليهما اليوم·وبدت شوارع صور خالية، جامدة· وكان عدد سكان المدينة البالغ عادة حوالى خمسين ألف شخص، تضاعف نتيجة نزوح السكان هربا من القصف الاسرائيلي على القرى الحدودية· ثم انحسر عدد السكان الى حوالى ستة عشر ألفا، بحسب رئيس بلدية صور عبد المحسن الحسيني· وفادي في الخامسة والعشرين، اي عشر سنوات أقل من عمر سيارته·ويروي انه يعمل سائق تاكسي منذ ان تعلم قيادة السيارات·ولكن مع العزلة التي تعيشها مدينة صور، يؤكد انه مستعد للمخاطرة بحياته من أجل لقمة العيش· ويقول بلغة انكليزية سيئة، ''اذهب الى النهر (الليطاني) وآتي بالخبز وبكل ما يطلبه الناس''· ويحصل مقابل ذلك على مبالغ كبيرة·ولعل الكيلومترات الاحد عشر التي تفصل المدينة عن النهر تستحق المئة دولار التي تدفع لفادي·فعند مدخل صور، تتحول الطريق المستقيمة الى حفر واسعة·حطام سيارات ينتشر على جانبي الطريق· في هذا المكان، فاجأ الموت عددا من الذين كانوا يحاولون الهروب منه·وفي السماء الصافية، يمكن رؤية طائرات ''اف-''16 المقاتلة الاسرائيلية· ويشرح فادي وهو يوقف سيارته ''الى اليمين، يوجد السلم·الى اليسار، جذع الشجرة''·وقد انهارت أرضية أحد الجسرين بكاملها وسقطت في النهر، ووُضع سلم خشبي يتسلقه المغامرون ليعبروا الى الجانب الآخر·الجسر الآخر دمر تماما·بين الركام والتراب، يمتد جذع شجرة أفقيا·عشر خطوات تجعل المغامرين خارج المدينة المحاصرة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©