الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمل التطوعي أرقى العطاءات

10 أغسطس 2006 00:14
تختلف النفوس البشرية وتختلف شعاراتها وعباراتها ومقالاتها، فباختلاف الأذواق والقراءات والاتجاهات اختلف الاتجاه هذه المرة واتجه نحو العمل التطوعي، فالعمل التطوعي محل تقدير وإشادة من الذين يرون التطوع عملاً سامياً ويعتبرونه أرقى العطاءات، فبه نصل إلى أعلى الرتب والدرجات والصفات ولله الكمال جل في علاه· وأسمى من كل ذلك الوصول إلى قلوب الناس بعمل إنساني بطيبة نفسكم الزكية والطاهرة والمخلصة، التي نذرت وقتها وجهدها وغاليها ونفيسها للوطن· فالتطوع أداء عمل مميز بلا أجر ولا مقابل مادي (دنيوي)، وكل ذلك لخدمة المجتمع والوطن الغالي، لخدمة وطننا الذي شعاره عطاء بلا حدود، والتطوع اقتبس من هذا الشعار عنواناً لعمله الإنساني والنبيل، وكم هو جميل العمل التطوعي، عطاء بلا مقابل، بذل الجهد بلا رصيد، بذل الوقت بلا ملل ولا كلل· ولكن كل ذلك محسوب في دفتر العظماء الذين عاشوا حياتهم في خدمة هذه الأرض الطيبة والطاهرة والمباركة، عظماء بأفعالهم الإنسانية والتطوعية والخيرية ودفترهم معطر بأحلى العبارات والكلمات ومزخرفة بأعمال سطرها التاريخ بحروف من ذهب، وأفعال منقوشة بحروف من نور، ولا يزال التاريخ يردد أعمالهم وأفعالهم الخيره· فهنيئاً للمجتمع بأمثال هؤلاء وهنيئاً لهم الخير الذي هم فيه، وهنيئاً للوطن بأمثالهم، ولكن في الفترة الأخيرة تراجع شبابنا قليلاً إلى الوراء في مجال العمل التطوعي، فما أسباب ذلك؟! تختلف الاجابات من شخص إلى آخر، وتختلف وجهات النظر من فرد إلى آخر يمكن البعض أن يرى المادة مهمة، فكيف نسمي العمل تطوعاً إذا كانت المادة أساسها؟ في وجهة نظري المتواضعة وتحتمل الصواب والخطأ، أنا أرى أن للأسرة دورا مهما في زرع ثقافة التطوع في نفوس الأبناء منذ الصغر وحب العمل التطوعي فكلما كبر الطفل كبر معه حبه للعمل التطوعي (وينشأ الطفل على ما كان يعوده أبوه) ولعل من الأسباب المهمة أيضاً قلة الأماكن التي تجمع المتطوعين، فلا نرى أماكن مخصصة ومجهزة للمتطوعين! وأيضا للإعلام دور مهم وبارز في تعريف مفهوم التطوع لعامة الناس· إذاً الدور على الأسرة والجهات التطوعية والإعلام وكل إنسان يحب العمل التطوعي أضف إليهم شبابنا الذين هم مثل مشرف للعمل التطوعي، فعليهم الدور كبير جداً بتعريف أقرانهم وأصدقائهم وأبناء المجتمع بمدى أهمية العمل التطوعي وسموه ونبله وخيره، ومدى ثوابها الرباني، ومدى إفادته للإنسانية والبشرية· ومن الطرق المجربة والناجحة ''رفع الناحية المعنوية للمتطوعين بالثناء والشكر على ما يقدمونه من خدمات جليلة وأعمال خيرة ''فهذه الطريقة مهمة وفعالة وله الدور البارز في الاستمرار والعطاء بإذن الله تعالى ولله الحمد الأمثلة كثيرة ومشرفة في العمل التطوعي في دولتنا الفتية فشبابنا خير شباب، وأعمالهم محفورة وبصماتهم واضحة وجهدهم مشكور وعملهم مقدر وسعيهم مبرور، وهم خير قدوة لأقرانهم وشباب المجتمع مثال مشرف للشاب الواعي والمدرك لأهمية العمل التطوعي وفعاليته في المجتمع وتأثيره الواضح في الرقي والتقدم والنجاح، والدور هنا على المسؤولين في استغلالهم أمثل استغلال ووضعهم في الاماكن حسب قدراتهم وامكانيتهم· وبقليل من الدعم والتشجيع ووضع الخطط المناسبة لاستغلال قدرات الشباب، سوف نرى شبابنا من إبداع إلى إبداع ومن تميز إلى تميز ومن محفل إلى محفل ومن عمل تطوعي إلى آخر، كيف لا وقدوتهم الحبيب صلى الله عليه وسلم· وهم أحفاد زايد الخير والعطاء رحمه الله وأبناء خليفة الحب والاخاء· إلى كل متطوع ومتطوعة إلى الناجحين إلى كل إنسان نذر وقته لخدمة هذا الوطن الغالي، أنتم نهر جار تروون المجتمع بأفعالكم وأعمالكم المباركة، وانتم سواعد مهمة وفعالة في نمو الوطن ورقيه، ويا حبذا لو كانت مفاتيحنا الرئيسية للابداع والتمييز والنجاح: الإخلاص في النية، والصبر والمثابرة والجد والاجتهاد وعدم اليأس، فكل ذلك أسس قويمة ومنهج سليم وطريق الناجحين والعظماء الذين بعزيمتهم واخلاصهم صنعوا المجد والعزة لأنفسهم وأوطانهم، فحياتهم كانت سهلة وسلسة ومنهجهم واضح وهدفهم سام والعزيمة والاصرار سر تميزهم ولهذا نرى صفحاتهم معطرة بأعذب وأندى وأرق الكلمات وأجمل العبارات وممزوجة بالنجاح والسعادة وصفحاتهم دروس مجانية لكل من يريد النجاح والسعادة ويأمل بغد مشرق ومستقبل سعيد يا شبابنا، العمل التطوعي أسمى وأنبل وأرقى وأجمل العطاءات على الاطلاق والدوام· وفي نهاية اسطري أوجه رسائل عاجلة من قلب محب إلى كل متطوع ومبدع ومتميز وكل فرد يعشق النجاح اثبت وجودك، فكر وجرب وحاول واخطأ ولكن لا تيأس فأنت ناجح بمجرد المحاولة وأنت ايجابي بمجرد التفكير في خدمة المجتمع وأنت سعيد بمجرد التفكير بتقديم العون للآخرين والخطأ ليس نهاية المطاف بل هي البداية، إلى نهاية سعيدة وناجحة وايجابية ملؤها السعادة والخير· محمد مال الله محمد الهنيامي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©