يشكو سكان في العين من تكرار سلوكيات ''سلبية'' لدى تعامل كثير من السائقين مع عناصر الطريق، وأهمها المواقف، من خلال ''احتكار'' بعض المواقف واعتبارها ''ملكاً خاصاً''، في تصرف يعكس ''نرجسية دخيلة على المجتمع الإماراتي المعطاء''·
ولا تعاني مدينة العين من مشكلة في المواقف بالقدر ذاته التي تعاني منه مدن الدولة الأخرى مثل أبوظبي ودبي والشارقة، لكن سوء استخدام تلك المواقف يحرم الآخرين من حقهم فيها، حيث يعمد بعض الناس إلى الوقوف بشكل جانبي مغلقاً موقفاً يتسع لسيارات، في حين يعمد بعض السكان إلى وضع اليد على أحد المواقف برفع لافتة ''موقف خاص'' لإبعاد الآخرين عنه دون أدنى مسؤولية تجاه الأملاك العامة·
ويؤكد النقيب خميس الكعبي مدير فرع الإعلام والعلاقات العامة بمرور العين أن استغلال المواقف العامة يمثل خرقاً للقانون حيث لا يحق لأحد مطلقا أن يستولي عليها، مشيراً إلى أن المرور في مثل هذه الحالة يحرر لقائد المركبة مخالفة ''سوء استخدام المواقف العامة''، حيث إن هناك قسماً في دائرة البلدية يتولى مثل هذه المخالفات أيضاً ضمن إجراءات تخصه تصل الى تحويل المخالف إلى النيابة·
وقال محمد خليفة، وهو موظف في العين، إن المواقف بإجراءاتها الاحترازية لا تكفي عدد السيارات في هذه الأماكن على اختلافها، خصوصاً في أوقات الذروة، حيث يلجأ البعض للالتفاف على مساوئ هذه الظاهرة، كعادتهم في التعامل مع أي طارئ يواجههم في المدينة وغالباً ما يلجأون للخيار الصعب، سواء بترك السيارة في أي ركن من الشوارع الفرعية أو يختارون الوقوف في مكان ممنوع، أو الوقوف على الرصيف، أو الوقوف خلف السيارات ما يؤدي لإعاقة حركتها·
ولفت أحمد سالم، وهو رجل أعمال، إلى أن بعض السائقين لا يكترث بأن يقف بشكل مائل ليحجز موقفاً لسيارتين أو أن يستحوذ على موقف ويحوله إلى موقف خاص، يضمن وجوده في أية ساعة يعود إلى منزله، ضارباً عرض الحائط بحقوق الآخرين·
وقال عادل علي، وهو موظف، إن ذوي الاحتياجات الخاصة لم يسلموا من استيلاء بعض السائقين على مواقفهم الخاصة، دون أدنى إحساس بما قد يتسببه هذا الاستيلاء من حرج ومتاعب لهذه الفئة·
ويبلغ العدد الإجمالي للمركبات المسجلة في العين 120 ألف سيارة، بحسب إحصائية لإدارة المرور في فبراير من العام الماضي، ما يسلط الضوء على تزايد حوادث السير وتنامي الأزمة المرورية وصعوبة الحصول على مواقف شاغرة، سواء في مواقع العمل أو الأسواق أو المواقع العامة·
وعملت بلدية العين على تخصيص مساحات لمواقف السيارات بالقرب من الأسواق والدوائر الخدمية، إضافة إلى مواقف سيارات موسمية خاصة بالاحتفالات والمناسبات والأسواق المؤقتة·
وكان المهندس عبدالله حمدان مدير إدارة الطرق الداخلية بالعين أكد في حديث سابق لـ''الاتحاد'' وجود 61 ألف موقف للسيارات بالمدينة، منها 440 للحافلات و180 لذوي الاحتياجات الخاصة، وكشف آنذاك أن البلدية تعكف على دراسة لزيادة عددها إلى 1500 موقف خاص بهذه الفئة من المجتمع في مختلف مناطق العين·
ويبلغ عدد مناطق الوقوف في أرجاء المدينة 1250 منطقة منها 767 منطقة للوقوف بشكل عمودي و 347 منطقة للوقوف بشكل مائل و 136 منطقة وقوف بشكل موازي للرصيف، مشيراً إلى أن البلدية لا تألو جهداً في توفير المواقف بشكل مستمر لتلبية الحاجة المتنامية للخدمات المنوطة بها، سيما لأعداد مواقف السيارات بالمدينة بالتنسيق مع الجهات المعنية·
عدد اليوم
