الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مجتمع الإمارات يبدد مفاهيم غربية خاطئة عن العرب

مجتمع الإمارات يبدد مفاهيم غربية خاطئة عن العرب
16 يوليو 2015 11:27
إيمانويل ساموجلو* أعمل في الإمارات منذ ستة أشهر فقط؛ لذا ربما لا يمكن إيجاز تجربتي في العالم العربي بسهولة. وقبل وصولي إلى أبوظبي، كنت أعمل في «جزر كوك»، وهي دولة صغيرة تقع في وسط المحيط الهادئ، وبالطبع ثمة اختلافات كبيرة بين البلدين. ففي «جزر كوك» الصغيرة، كان لدي رقم الهاتف المتحرك الخاص برئيس الوزراء، وأما هنا فتنسيق إجراء مقابلات صحفية مع المسؤولين الحكوميين عملية تتطلب جهداً أكبر بكثير، ولا تخلو من العقبات. والنتيجة هي أن تدفق الأخبار أبطأ بكثير، بيد أن هذه الوتيرة المختلفة توفر مساحة لنموذج من التقارير الأكثر عمقاً. وعلى الرغم أنني نشأت في مدينة «تورونتو» الكندية ذات التعدد الثقافي الكبير، إلا أنني قلما تعاملت هناك مع أشخاص من العالم العربي، وكان قدومي إلى الإمارات بمثابة تجربة جديدة أتعلم منها الكثير منذ خروجي من الطائرة. وفي بعض الأحيان يكون عدم درايتي باللغة العربية عقبة أمام تمكني من تنفيذ مهام عملي. وفي نهاية أحد الأسابيع داخل غرفة الأخبار، أخبرني أحد المحررين بأن حادث سيارة وقع على الطريق السريع بين أبوظبي ودبي. وعندما طلب مني الاستفسار عن الحادث من الجهات المعنية، بذلت قصارى جهدي، لكن عدم معرفتي باللغة العربية حال دون أتمكن من كتابة الخبر. وحينئذ قطعت على نفسي عهداً بتعلم اللغة العربية ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ويحدوني الأمل أن يساعدني اهتمامي الواضح باللغة العربية والثقافة الإماراتية في نيل ثقة من أتعامل معهم على أساس يومي. ومن بين امتيازات العمل كصحفي في دولة أجنبية أنك تحصل على راتب لتفهم ثقافتها من خلال وظيفتك. ومن بين الأخبار الجديرة بالذكر التي كتبتها لـ «ذا ناشيونال» قصة تركز على ارتفاع مستويات تسجيل الطالبات في برنامج الطيران بجامعة أبوظبي. وأكثر الجوانب أهمية في هذه القصة كان الفخر الذي شاهدته في عيون الطالبات، وحماسهن لكسر النمط السائد بأن الفتيات لا يستطعن الطيران. وقصة مثل هذه يمكن أن تسهم بصورة جيدة في تبديد بعض المفاهيم الخاطئة عن المجتمع العربي التي تظهر أحياناً في الدول الغربية. وبغض النظر عن العمل، فإن للعيش هنا فوائد كثيرة، لا سيما أنني أحب السفر حول العالم، وموقع الإمارات يجعل هذا الأمر سهلاً. ولسوء الحظ، أن الشتاء قد انتهى بمجرد أن أنهيت أنا وزوجتي الاستقرار في منزلنا الجديد؛ لذا لا يزال علينا أن نشاهد كثيراً من معالم الدولة، وما أن تنتهي موجة الحرّ، نخطط لزيارة مختلف أرجاء الإمارات، وأن نستكشف المعالم المختلفة للدولة وشعبها. وبصورة عامة، أشعر بامتنان كبير أن أُتيحت لي فرصة العمل كصحفي هنا، وسأبذل قصارى جهدي للعمل بين الزملاء الموهوبين وأصحاب الثقافات المتعددة في غرفة الأخبار، بينما أعد تقارير في منطقة ديناميكية ومتطورة من العالم. ونصيحتي لأي صحفي يأتي إلى الإمارات من دون خبرات سابقة في دول الخليج هي أن يظل حاضر الذهن، وأن يكون منفتحاً على أن الأمور تجري بطريقة مختلفة هنا. وعليه أن يتحلى بالصبر، وأن يبقى منتبهاً كما هي الحال في أي مكان آخر في العالم، وأن يكون ممتناً لأن أشخاصاً خصصوا جزءاً من وقتهم للتحدث إليه. *صحفي في «ذا ناشيونال» esamoglou@thenational.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©