الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شقيق غسان كنفاني: غيابه منحنا جواز سفر

شقيق غسان كنفاني: غيابه منحنا جواز سفر
12 أكتوبر 2018 00:27

فاطمة عطفة (أبوظبي)

«إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين». بهذه العبارة بدأت الإعلامية سعد المنهالي كلمتها، وهي ترحب بالمهندس حسان كنفاني الذي حل ضيفاً على مؤسسة بحر الثقافة في جلسة بعنوان، «فنجان قهوة مع غسان كنفاني..الكاتب والإنسان». وأقيمت الجلسة برعاية الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، مؤسس ورئيس المؤسسة، وبحضور لفيف من المهتمين بأدب كنفاني.
وقالت المنهالي: سنحاول أن نلقي الضوء على غائب حاضر، نتلمس دربه ونرسم ملامحه من خلال إبداعاته، سواء كانت مكتوبة أو معزوفة أو مرسومة.
هكذا هو لقاؤنا اليوم في إبداع رجل قال «نحن الباقون». فكيف نرى نحن هذه القامة؟ وماذا نعرف عنها وكيف علينا أن نعرفها؟ وباسم الشيخة روضة راعية المؤسسة رحبت مها بوحليقة بضيف الأمسية، مشيرة إلى تميز الأعمال الأدبية التي أنجزها كنفاني في سنين قليلة.
بدأ حسان كنفاني حديثه مقدماً لمحة عن أخيه غسان، الذي مضى على غيابه 46 عاماً، وقال: نعم، ولدت أجيال وغادرت أجيال، وما زالت ذكراه محفورة ومتجددة في وجدان وتاريخ الفلسطينيين والكثير من العرب، على اختلاف ثقافاتهم وتوجهاتهم.
ولفت المحاضر إلى أن غسان عاش ثلث عمره القصير في فلسطين، والثلث الثاني بين دمشق والكويت، والثلث الأخير في بيروت.
وتابع: لقد كنا كعائلة محظوظين أن غسان أخ شقيق لنا، عايشناه عن قرب فكان نعم الأخ ونعم القدوة، وكان في حياته وبعد استشهاده جواز سفر لنا، فمن لا يعرف غسان كنفاني؟ وكم من مرة سئلنا: شو بيقربك غسان؟ وبعدها تبنى الصداقات وتفتح الأبواب، وتتيسر المعاملات.
وتحدث حسان عن محطات في حياة أخيه من فلسطين إلى سورية ثم الكويت، مبيناً أن غسان هو الوحيد بين أخوته من مواليد عكا، في 9 أبريل 1936 بعد استشهاد الشيخ عز الدين القسام، وقبل أيام من اندلاع انتفاضة وإضراب عام 1936 الشهيرة، حيث كانت فلسطين وقتها تغلي ضد الاحتلال الإنجليزي الذي كان يسهّل ويرعى قدوم اليهود للبلاد واستيطانها.
وأشار إلى أن غسان هو الثالث بين أخوته، والوحيد الذي ولد في عكا، بينما البقية ولدوا في يافا.
لذلك، عاش طفولته بين عكا ويافا، لافتا إلى أنه كان من صغره يحب تأليف الحكايات والرسم، وكان له أسلوب سرد مميز لأطفال العائلة والحي.
هاجر إلى دمشق بعمر 12 سنة، وأخذ الثانوية فيها، وسجل بكلية الآداب.
ثم أشار إلى تعلق غسان بابنة أخته الكبرى لميس التي كان يهديها في كل عيد ميلاد قصة قصيرة، وفيما بعد رافقت خالها في رحلة الموت عام 1972.
وأضاف: إلى جانب الناحية الأدبية ككل جيله، انخرط غسان في العمل الوطني والسياسي، وكانت بوصلته دائماً فلسطين.
كان له الدور الرئيس في التعريف بأدب الأرض المحتلة، وهو أول من نشر قصائد شعراء فلسطين: محمود درويش، سميح القاسم، توفيق زياد.
وتزوج السيدة آني هوفر من الدنمارك، وله منها فايز وليلى، مشيراً إلى أن زوجته لعبت دوراً مهماً في ترجمة مقالاته للإعلام الاسكندنافي والغربي.
وعرضت خلال الجلسة باقة من الصور الشخصية لغسان وهو شاب يافع، وصورة من مدينة عكا مسقط رأسه، وأخرى في منزل العائلة الذي لم تسكنه في عكا، وهو بالقرب من السور الشهير التقطها صحفي أجنبي بناء على طلب غسان في الستينيات، إضافة إلى صوره مع العائلة في دمشق، وصورة مع بنت أخته لميس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©