كشفت المباراة التي خاضها المنتخب الوطني لكرة القدم أمام نظيره الإيراني أول أمس على استاد آزادي في طهران عدة حقائق أمام الجهاز الفني بقيادة المدرب برونو ميتسو سوف يضعها في حساباته قبل لقاء الأردن بعمان ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا ·2007
أولى هذه الحقائق يتجلى في ضرورة خوض المنتخب لمبارياته القادمة في ظل وجود الليبرو حيث كشف الشوط الأول الذي لعبه المنتخب أمام إيران عدم هضم اللاعبين لاسيما رباعي الدفاع طريقة 4/4/··2 وقد ظهر هذا واضحاً من الهدف الذي أحرزه مهاجم إيران رضا عنايتي عندما قفز في الهواء مع المدافع محمد خميس ولعب الكرة بالرأس ثم سقطت أمامه لينقض عليها مرة أخرى ويودعها المرمى قبل أن يشاركه محمد خميس أو يتدخل محمد قاسم أو أحد ظهيري الجنب ولا حتى لاعب الارتكاز في خط الوسط لمنع المهاجم الإيراني من إحراز الهدف ·
الأمر الثاني يتعلق بعدم مشاركة ظهيري الجنب بالفاعلية الكافية في الجانب الهجومي والاكتفاء بالجانب الدفاعي مما أثر على الكثافة العددية عند تحول المنتخب للجانب الهجومي بشكل واضح·
الجانب الثالث يخص ظهيري الوسط في خط الدفاع وعدم وجود التفاهم والانسجام التام بينهما في طريقة 4/4/2 في عملية التغطية وبالتالي لعبا في أكثر من هجمة إيرانية على خط واحد مما كان له أكبر الأثر في غياب العمق الدفاعي وبالتالي ضرب رباعي هذا الخط في أكثر من كرة خاصة من القادمين من الخلف في الفريق الإيراني·· فأحرزوا هدفاً وأنقذ القائمان هدفين آخرين ناهيك عن الكرات التي أبعدها الحارس وليد سالم·
لم تتوقف الأخطاء في طريقة 4/4/2 عند الأخطاء الدفاعية فقط بل تعدتها بالتالي الى خط الوسط الذي فقد تركيزه وفاعليته فلم يقم خلال الشوط الأول بواجباته الدفاعية على الوجه الأكمل أو حتى الواجبات الهجومية فلعب كل من علي عباس وهلال سعيد لاعبي الارتكاز بخط الوسط الداخلي وبالتالي لم يتسن لهما التغطية والتصدي للهجمات الإيرانية في الوقت المناسب أو التحول للهجوم عندما يستخدم المنتخب سلاح الهجمات المرتدة·
وبما أن الفريق أشبه بالعقد الذي إذا انفرطت منه حبة انفرط جميعه·· فقد أثرت هذه الطريقة على فاعلية خط الهجوم الذي انعزل أغلب فترات الشوط الأول عن خطي الدفاع والوسط وبالتالي غابت خطورته نظراً لعدم المشاركة الفاعلة سواء من لاعبي خط الوسط أو ظهيري الجنب في تدعيمه في الوقت المناسب سوى مرات قليلة·· واضطر كل من سالم سعد ومحمد عمر إما للاعتماد على الهجمات العنترية أو السقوط الى نصف الملعب لاستلام الكرة التي لم تصل إليهما وبالتالي ضاعت الخطورة وتركا الدفاع الإيراني يلعب مستريحاً·
حسناً ما فعله ميتسو
أدرك ميتسو كل هذه الأمور فقام بتغيير أسلوب اللعب في الشوط الثاني وأيضاً إجراء بعض التغييرات في صفوف الفريق·· فكان أول شيء فعله هو إشراك فهد علي في مركز الليبرو وأمامه اثنان للرقابة هما محمد قاسم ومحمد خميس ثم أشرك علي الوهيبي في الجانب الأيمن وبقي عادل عبدالعزيز في الجانب الأيسر·· هذا التغيير سواء في طريقة اللعب أو اللاعبين جعلت هناك عمقا دفاعيا للمنتخب بوجود فهد علي مما أتاح الفرصة أمام محمد خميس ومحمد قاسم للتركيز التام في مراقبة مهاجمي إيران وأيضاً حرية كبيرة لظهيري الجنب سواء في مساندة لاعبي خط الوسط أو المشاركة بفاعلية في الجانب الهجومي مما أتاح الفرصة أمام كل من عبدالرحيم جمعة وهلال سعيد لكي يفرضوا شخصيتهم في خط الوسط وتفرغ اسماعيل مطر في الانطلاق خلف المهاجمين لزيادة الكثافة العددية ومنح الجانب الهجومي الثقة والتأثير والتي من خلالها يستطيع تهديد المرمى الإيراني·· هذا الأمر أعاد للمنتخب الوطني هيبته وشخصيته في الشوط الثاني وأجبر لاعبي ايران على الحذر سواء عند الهجوم أو الدفاع·
الطريقة ظلمت حيدر
لا يختلف اثنان على أن حيدر آلو علي نجم المنتخب يمتلك إمكانات عالية سواء الهجومية منها أو الدفاعية·· فهو واحد من اللاعبين القلائل الذين يستطيعون أن يفرضوا أنفسهم على الفريق المنافس لكن لم يظهر بمستواه الحقيقي خلال الشوط الذي لعبه أمام إيران كونه شارك في مركز الظهير الأيمن وفي ظل وجود ارتباك سواء في خط الدفاع أو الوسط·· فحيدر يجيد في أي مركز بخط الوسط وكذلك الجهة اليسرى الدفاعية وأيضاً الجانب الأيمن في طريقة 3/5/2 ومن منا ينسى الهدف الذي أحرزه في مرمى المنتخب الياباني عندما فاز المنتخب على اليابان 1/صفر في بطولة كأس كيرن التي أقيمت الصيف الماضي بعد فترة غياب من الفوز على اليابان بلغت 18 عاماً·
مباراة إيران كشفت أموراً كثيرة لميتسو نرجو أن يستفيد منها أمام الأردن أولها العودة الى طريقة 3/5/2 التي تكفل وجود ليبرو في خط الدفاع يؤمن مرمى وليد سالم·
يبقى هناك سؤال أخير يتعلق برأي ميتسو·· فهل يا ترى لعب أمام إيران بأسلوبين مختلفين وأجرى هذا العدد الكبير من التغييرات في الشوط الثاني حتى يناور الجنرال محمود الجوهري مدرب منتخب الأردن·· أم أن التشكيلة الأساسية لا تزال لم تتضح أمامه؟
عدد اليوم
