"زاجالو" يبحث عن عمل

رغم أن أسطورة كرة القدم البرازيلي ماريو زاجالو احتفل أمس بعيد ميلاده الخامس والسبعين إلا أن تفكيره لن ينصب كثيرا في الاحتفال بعيد ميلاده بقدر ما سيركز في جانب آخر من حياته وهو البحث عن عمل· وفي الوقت الذي يكتفي فيه الاخرون بالاسترخاء واستنشاق الزهور لدى وصولهم إلى هذه السن يشعر ماريو جورجي لوبو زاجالو بخيبة الامل بعد أن تلقى خطابا قبل أيام قليلة من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم يفسخ فيه الاتحاد عقده مع زاجالو· وتساءل زاجالو ''لا أعرف كيف أعيش بدون عمل وبدون كرة القدم··لا أستطيع ذلك··ماذا يجدر بي أن أفعل عندما أستيقظ صباحا· '' ويشترك زاجالو مع أسطورة كرة القدم الالمانية فرانز بيكنباور في أنهما الوحيدين اللذين أحرزا لقب بطولة كأس العالم كلاعبين وكمدربين· والغريب أن الخطاب الذي أبلغ فيه الاتحاد زاجالو بالاستغناء عن خدماته وصل إليه قبل 13 يوما فقط من موعد الاحتفال بعيد ميلاده رغم أنه كان يعتبر الرقم 13 دائما رقم الحظ بالنسبة له· وظل زاجالو على علاقة وطيدة بالمنتخب البرازيلي على مدار نحو 50 عاما وذلك كلاعب وكمدرب ثم كمدير فني للاتحاد البرازيلي للعبة ومستشار فني للمدير الفني للفريق كارلوس ألبرتو باريرا· وعلى مدار هذه السنوات الطويلة كان زاجالو مليئا بالطاقة والحيوية وواجه العديد من التحديات ولكنه اتسم أيضا بالعصبية والسعي دائما لابداء الملاحظات المرحة· وظل يعمل مع الاتحاد البرازيلي للعبة باستثناء فترات قصيرة توقف فيها عن هذا العمل· ولا يشعر زاجالو الذي أنجب من زوجته ألسينا أربعة أطفال بالسعادة وهو يتقاضى معاش التقاعد· وقال ''أنتظر العروض··كرة القدم تسري في دمي ولن أتركها أبدا· '' ويبدو زاجالو مستعدا للعمل كمدير فني في الفترة المقبلة رغم أنه توقف عن العمل كمدرب منذ عام 2002 وبالتحديد بعد المباراة الودية بين منتخبي البرازيل وكوريا الجنوبية· ويسخر زاجالو من التقارير التي تشير إلى أنه يعاني صحيا بعد أن أجرى عملية جراحية العام الماضي· ويقول زاجالو ''أستطيع العمل لسنوات عديدة مقبلة··'' وتتضمن مسيرة زاجالو مع كرة القدم العديد من الانجازات· ففي عام 1997 اختير المدرب العجوز كأفضل مدرب في تاريخ اللعبة··وقال مواطنه كارلوس ألبرتو باريرا ''إنه عبقري··وما من شيء لا يعرفه عن كرة القدم· ويعرف باريرا أكثر من أي شخص آخر المدرب العجوز زاجالو حيث عمل باريرا مساعدا لزاجالو الذي قاد المنتخب البرازيلي كمدير فني للفوز بكأس العالم 1970 بالمكسيك بينما كان باريرا هو المدير الفني للمنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم 1994 بالولايات المتحدة في الوقت الذي عمل فيه زاجالو كمدير فني للاتحاد ومستشار للمنتخب· وبرع زاجالو لاعبا كجناح أيسر موهوب وبدأ مسيرته كلاعب من خلال فريق أمريكا ريو دي جانيرو في عام 1948 · وكان زاجالو لاعبا بالمنتخب البرازيلي الفائز بلقبي كأس العالم عامي 1958 و1962 وسجل مع المنتخب البرازيلي خمسة أهداف في 36 مباراة دولية خاضها مع الفريق· وأنهى زاجالو مسيرته كلاعب في عام 1963 وبعدها بأربع سنوات فقط بدأ عمله كمدرب وقاد فريق بوتافوجو إلى الفوز بلقب بطولة ريو دي جانيرو في أول عام له مع التدريب· وقال منتقدوه إنه ليس مواكبا لكرة القدم الحديثة خاصة أنه لا يهتم بالخطة والاداء الخططي لمنافسيه· ولا يحظى زاجالو بحب العديد من الصحفيين لانه دائما يصدهم عندما يوجهون الاسئلة غير المريحة· وقالت ابنته كريستينا ''لكنه يتعامل بنفس الاسلوب في المنزل··إنه لا يظهر بوجه مغاير في الحياة العامة· '' ولم تخل مسيرته كمدرب من الجدل··فقد تردد في عام 1970 أنه اختير مدربا للمنتخب البرازيلي بسبب علاقته الوطيدة مع المجلس السياسي العسكري الحاكم بعد تسريح المدير الفني جواو سالدانيا الذي كان من أبرز منتقدي هذا الحكم الديكتاتوري· وقبل سنوات قليلة واجه زاجالو مشاكل عديدة لتفسير السبب وراء إيداع 500 ألف دولار في حسابه الشخصي بعد مباراة خاضها الفريق تحت قيادته في منطقة الشرق الاوسط· وحاول زاجالو تفسير ذلك بأنه مقابل مادي لمقابلة أجرتها معه صحيفة عربية ولكن اعتقد كثيرون في أنه شارك في عمليات غسيل أموال مع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم· ولكن الحقائق تتحدث بوضوح عن زاجالو··فمنذ عام 1957 شارك مع المنتخب البرازيلي في 287 مباراة كلاعب أو كعضو في الجهاز الفني المشرف على الفريق ولم يخسر الفريق سوى 26 مباراة من جميع هذه المباريات· ويتميز زاجالو بأنه لا ينظر للخلف وإنما يفكر دائما في المستقبل· ويقضي زاجالو أوقات فراغه في لعب التنس وزيارة أحفاده ولكن ذلك لا يكفيه· ومن بين البدائل الممكنة أمام زاجالو أن يعمل ضمن المسؤولين عن ملف طلب البرازيل لتنظيم كأس العالم 2014 وقد قال للصحفيين ''مهما كان فإن الشيء الرئيسي هو أنني ما زلت حيا··اكتبوا ذلك·