دبي ـ علي مرجان:
لكل منا وجهة نظره الخاصة في كيفية طرح المعلومة على مسامع الطفل، البعض يفضل ربطها بمواقف الحياة وفريق آخر يصنع تلك المواقف بنفسه لتكون وسيلة تعلم حية، وفريق ثالث يختار اللعب وسيلة للتعلم واكتساب المعرفة· هذا الأسبوع من مفاجآت صيف دبي والذي تنظمه دائرة الأراضي والأملاك في دبي حمل ثراء معرفيا للأطفال وأسرهم الذين شاركوا به عبر فعاليات مختلفة تهدف إلى المزج بين الترفيه والتعلم·
من مفاجآت وفعاليات أسبوع المعرفة عدنا بذلك التحقيق
كيف تتمكن من دفع الطفل نحو معرفة تفاصيل حياتية دقيقة تحتاج منه إلى سنوات لاكتسابها بتراكم الخبرات؟·· كيف يستطيع الآباء التغلب على المشكلات السلوكية التي قد تعترض أطفالهم؟·· وما هي مقاييس الحياة الزوجية المستقرة والسعيدة؟ وكيف تصنع من ذلك الطفل الصغير ''رجل أعمال'' ذا عقلية مختلفة؟، وأخيرا كيف يصبح عضوا فاعلا يؤثر ويتأثر بكل المعطيات والأحداث التي تدور حوله؟·· وفي مختلف مراكز التسوق كانت الإجابة عن تلك التساؤلات مع حالة الانجذاب الشديدة من جانب مختلف الأسر التي اصطحبت أطفالها لمتابعة فعاليات أسبوع المعرفة·
محاضرات زوجية
استطاعت الأسر التي شاركت في الدورات التدريبية لفعالية ''متعة العقل'' التي نظمتها دائرة الأراضي والأملاك، ومن خلال المحاضرات التي ناقشت مهارات التربية وتطوير الذات والعلاقات الزوجية أن تخرج بمعرفة علمية شاملة حول أساليب التعامل مع أطفالهم والتواصل الفعال معهم وأهمية خلق إحساس ''القدوة'' في عقل الطفل·
الأطفال ''رجال أعمال''
لم يقتصر الهدف على توفير المعلومة العلمية الصحيحة للوالدين وإنما عاش الأطفال أسبوعا من المعرفة الشاملة التي تناولت كل مناحي الحياة، فمع مشاركتها هذا الأسبوع في تنظيم فعالية ''رواد الأعمال'' في مركز الإمارات للتسوق والتي سيذهب ريعها كاملا لصالح أطفال لبنان الجريح، أكد القائمون عليها أنها تهدف إلى تفعيل الحس التطوعي لدى الأطفال من جهة وتدريبهم وتعليمهم على ممارسة الأعمال التجارية من جهة أخرى، إضافة إلى فعاليات أخرى تعزز القاعدة المعرفية لدى الأطفال عبر الترفيه·
العنود التميمي - موظفة بدائرة الأراضي والأملاك وإحدى المشاركات في فعالية رواد الأعمال في مركز الإمارات للتسوق قالت لنا: شارك الأطفال على مدار الأسابيع الماضية في خيمة كبرى وتلقوا دروسا ودورات لإكسابهم المهارات التجارية، وخلال هذا الأسبوع قمنا بتجهيز أكشاك واشترى الأطفال ما يريدون بيعه بتمويل من الدائرة·
أعمال تطوعية
وأشارت العنود إلى أنه إلى جانب تنمية الحس التطوعي لديهم تعلم الأطفال ''التجارة'' من خلال مشاركتهم في تلك الفعالية التي استمرت لأربع أسابيع سابقة وجاء هذا الأسبوع ليكون بمثابة التطبيق لما تعلموه· وأكدت العنود أن الإقبال الذي شهدته تلك الفعالية يعكس روح التضامن بين الأطفال مثلما كانت مكانا للتواصل الثقافي بين مخلف الجنسيات التي شاركت في الفعالية·
فيصل، طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره وأحد المشاركين في فعالية رواد الأعمال، اختصر كل شيء في عبارة واحدة خرجت منه بعفوية وهو يردد'' تعلمت التجارة بعد مشاركتي بتلك الفعالية على مدار الأسابيع الماضية، وأنا هنا الآن لأبيع وأشتري، والمهم أنني أبعث برسالة إلى أطفال لبنان'' ويؤكد أحمد آل علي وهو قطري حضر إلى دبي خصيصا لمتابعة مفاجآت الصيف: الفعاليات التي تنظمها دائرة الأراضي والأملاك ممتازة وتجمع بين المعرفة والعمل والتطوعي والترفيه في ثلاثية تمثل منتهى السعادة لأطفالنا· عن تقييمه لفعالية رواد الأعمال التي تنظمها دائرة الأملاك والأراضي هذا الأسبوع قال سعيد النابودة المنسق العام لمفاجآت صيف دبي إنها حملة مشتركة مع رواد الأعمال في دبي بهدف التوجه برسالة غير مباشرة لمساندة أطفال لبنان، مشيرا إلى أن هناك حسا إنسانيا مرهفا لدى التجار من مختلف مراكز التسوق في دبي لدعم القضية اللبنانية، وهناك مفاجأة مثيرة تعلن عنها إدارة المهرجان في وقت لاحق·
أهداف واضحة
في إطار تعدد الأهداف حرصت دائرة الأراضي والأملاك على تثقيف الأطفال ومدهم بالمعرفة من خلال فعاليات متنوعة منها مسرحية لغة الجسد، ففي مركز برجمان للتسوق، جلس الأطفال يشاهدون تركيب جسم الإنسان من خلال عرض ترفيهي تعليمي، يتابعون الدكتور ''بونس'' وهو يتحدث مع ''أبو عضل'' حول انتخاب ملك بلد الجسم ·· وعبر حوار المسرحية تتم المفاضلة بين أعضاء الجسم الحيوية لاختيار الملك من بينها، وفي النهاية تصل الرسالة إلى الأطفال أن كل ذرة في جسد الإنسان لها قيمة وعليهم الاهتمام بها لتصح دولة الجسم·
يقول جان مزهر - أحد أعضاء فريق عمل المسرحية - : إن الفعالية تهدف في المقام الأول إلى دفع الأطفال نحو الاهتمام بسلامة جسدهم ومدهم بالمعلومات الهامة عن جسم الإنسان إلى جانب تعريفهم بالإسعافات الأولية التي يجب عليهم اتباعها في مختلف المواقف الطارئة· ويضيف جان: حصل الأطفال على شهادة تقول إنه تخرج من دورة الإسعافات الأولية، والتي تعتبر بمثابة حافز تشجيعي لهم خلال تلك الفعالية·
ويشير أنطوني شلهوب - وهو أحد المشاركين في الفعالية الصحية: هدفنا توصيل الرسالة العلمية إلى الأطفال بطريقة سهلة تجمع بين الترفيه والتسلية وهذا ما يميز تلك الطريقة عن المدرس
عدد اليوم
