الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم فندقية تمزج بين روح النمط الكلاسيكي والحداثة

تصاميم فندقية تمزج بين روح النمط الكلاسيكي والحداثة
3 يناير 2012
على ضفاف الساحل الشرقي، حيث الطبيعة الساحرة بجبالها الشاهقة، وأجوائها الدافئة، تطل عروس الساحل الشرقي الفجيرة التي تنبض بالجمال في كل رقعة منها، حيث يدون التاريخ والتراث صفحاتهما عبر أثارها التي تعد مزارا للزوار، كما أخذت الموجة الحضارية تزحف على هذه الإمارة، التي لم تخلع رداء الماضي، فشيد العمران فيها، وأضحت هذه المنطقة محط أنظار ومقصد الزوار. من بين سلسلة الفنادق العالمية التي أخذت تتنامى شيئا فشيئا وتجد لها موطأ قدم على أرض هذه الإمارة، يطل فندق كونكورد الفجيرة الذي اختزل الراحة والأناقة في ثناياه، حيث التصاميم التي تألفها العين وتبعث السكون والهدوء والراحة على النفس، خاصة من ناحية ديكوراته وهندسته المعمارية الفريدة.. بدءا من محطة الاستقبال ومرورا بالصالونات ومطاعمه المتعددة ووصولا إلى أجنحته وغرف نومه، وهي تصاميم أبدع فيها مهندسها عندما مزج بين الخشب والزجاج الذي خلق اتساعا لم يخل من الدفء في ثنايا المكان. الكلاسيكي والمودرن على وتيرة الأناقة والفخامة المشيدة بمعاني الراحة والهدوء، يلتحف بهما فندق كونكورد، الذي يقع قي قلب إمارة الفجيرة، فالباحة الخارجية يمكن أن تطلع المرء على طراز وملامح هذه المحطة، التي حاول المصمم أن يجمع فيها بين فخامة الطراز الكلاسيكي وراحة المودرن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في تصاميم الكثير من الفنادق التي تضع الراحة في أولى أولويات تصاميمها الداخلية. فيمكن أن نلمس هذا النمط من الديكور في بهو الفندق، أي صالة الاستقبال الفسيحة والواسعة. وقد استطاع المهندس أن يخلق نوعاً من التزاوج بين خامات وهندسة الديكور ليصل إلى قمة الراحة والفخامة في مدخل الفندق، باعتبارها المحطة الأولى التي تطبع في ذهن الزائر مستوى المكان وتفاصيل محطاته الداخلية. تصميم مبتكر وقد حاول مهندس هذا المشروع أن يخفف من حدة الجدران وقسوتها، بالاستعاضة عنها بالزجاج الذي أخذ مساحة واسعة من حوائط الاستقبال، وذلك لتتخلل المكان أشعة الشمس الدافئة، لتخلق نوعا من الشفافية والوضوح للمرء حول تفاصيل المكان، ليتخذ المدخل الشكل البيضاوي حيث بدا المصمم في السير على نهج الشكل الهندسي الذي اتخذه الفندق، حيث تظهر الارضيات الرخامية البيضاء، والتي شُكلت عليها بعض الزخارف والاشكال الهندسية التي لم تخرج من إطار الشكل الاساسي للبناء. كما ارتكز السقف المستعار البيضاوي الشكل على عدد من الاعمدة العريضة التي اخترقت محطة الاستقبال الواسعة. ووزعت بين ثنايا المكان عدد من أطقم المقاعد، حيث مزج فيها اللونين الأحمر والترابي الخاليين من النقوش واستعاض عن هدوء الأثاث بأن انتقى أغطية الأرضية المزخرفة ليتحقق التناغم والتزاوج الذي ينطق بلغة الفخامة، وكسر بها برودة وهدوء الأبيض الذي طليت به خلفية المكان بحوائطها وأسقفها. ونتيجة لتنوع الخامات والتقنيات الهندسية الداخلية، فقد فتحت مدارك المصمم في التفكير بإبداع أكثر، ومحاولة خلق عمل مبتكر ومتجدد، يمنح المشروع الإحساس بالفخامة والتألق، من خلال عرض الأفكار بطريقة فنية مدروسة بعناية وفق الاشتراطات التي لابد أن يتقيد بها المصمم حتى يظهر المشروع بطريقة متكاملة من حيث المظهر والجوهر. كما تلاحمت مفردات الأثاث بكل هدوء مع فضاءات المساحات الداخلية ما عكس مفهوم البساطة والراحة في قالب عصري وفني. اللعب بالألوان القوية ويتسلل نمط ونهج ديكور المدخل، ليكون حاضرا بروحه ولمساته في الأجنحة وغرف النوم، حيث حرص مهندس المشروع أن يكسب المكان إحساسا بالدفء، بانتهاجه النمط الكلاسيكي البسيط، وتطعيم الفراغات الداخلية بالأعمال الخشبية من مفردات الأثاث كالمقاعد والطاولات وأيضا المطبخ العصري المفتوح على الصالة، وطاولة خاصة للتلفاز، بالاضافة إلى بعض الأرفف الخشبية التي وضعت بالقرب من طاولة الطعام كبوفية. كما ازدانت الجدران التي اتسمت بالهدوء بقطع من الأخشاب لكسر برودة الجدران وخلق أجواء دافئة في المكان. وجاءت الأرضيات من السيراميك الفاتح، ما دفع المهندس إلى اللعب بالألوان القوية التي اتشحت بها مفردات الأثاث، فنجد أريكة لشخصين منجدة باللون الازرق الكحلي الموشح بالذهبي، والذي يحتضن مجموعة من الكوشينات بأحجام مختلفة وبألوان مشعة، إضافة إلى مقعد آخر على مقربة منه منجد باللون البني، فيما أسدلت الستارة لتحذو حذو الاجواء التي ارتسمت بها المكان، فتتلاقى الأناقة التي لم تخرج من إطار البساطة التي حيكت بها هذه التصاميم. إطلالة ناعمة وساحرة وتبقى الأجواء تسير على الوتيرة ذاتها، ففي غرف النوم، أراد مهندس المشروع أن يمنح المكان إطلالة ناعمة ساحرة هادئة ممزوج بالرقي. فكانت الأعمال الخشبية حاضرة وبقوة في المكان، فعملية تلبيس الجدران بالأخشاب كانت من أساسيات التصميم الداخلي التي تمنح المكان إيقاعا جماليا وفخامة ورقي في المكان.. هذا الفن الجمالي الذي ساهم وبشكل كبير في إكساب الجدران ملمسا ناعما وعزلة جيدة، وقد تم تلبيس مساحة من الجدران ليست بالقليلة لتخرج قطعة من الخشب لتكون حاملا للتلفاز، في مقابل السرير المزدوج. حيث زينت مقدمة السرير بالنقوش والزخارف الهندسية لينطق بالكلاسيكية، ولكن سرعان ما أعلن الهدوء عن نفسه في الطاولات الجانبية التي تقبع عليها الأباجورات، والمقاعد الخشبية المنجدة بالصوف المقلم بخطوط حمراء وخضراء. ونظرا لكون الاقمشة السادة تطغى على مفردات الاثاث، فقد سعى المصمم لكسر هذه الوتيرة من خلال أغطية الأرضية الواسعة الموشحة بخطوط دائرية متعرجة باللون الأخضر الذي ينبض بالحياة والصحة ويعيد للنفس الهدوء والسكينة. وقد ظلت الأسقف خالية تماما من أي زخارف او نقوش وجاءت طبقة واحدة، ليتحقق على أثره التوزان والانسجام في روح المكان وتفاصيله. اتقان وبساطة نظراً لرغبة المصمم في أن يخلق نوعاً من الأجواء الناعمة والساحرة في الفراغات الداخلية فقد وزع الإضاءات الجدارية التي تسلط الضوء على جهة واحدة، لتصبح ذات إنارة خافتة، فعند محطة التلفاز تم وضع جدارية واحدة من الاضاءة، وأيضا عند التسريحة، وعلى جانبي السرير وضعت الأباجورات حتى يستطيع المرء المولع بالقراءة أن يستمتع بكتابه على إيقاع هذه الاضاءة الرومانسية. كما جاءت تصاميم الفراغات الداخلية حاملة لمفهوم الراحة والاسترخاء، في إطار من الاناقة التي يتوق لها كل زائر، فهذا النمط يخلق رونقا متكاملا في أي مكان من خلال استخدام أقل قدر من عناصر الديكور ومنمنماته ولكن بأسلوب فريد ولمسة غاية في الرقي والاتقان المعقود بالبساطة في إطلالتها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©