الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا تتفوق الإناث؟

لماذا تتفوق الإناث؟
15 يوليو 2012
ليست هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها نسب النجاح العامة لطلبة الصف الثاني عشر بقسميه العلمي والأدبي، تفوق الإناث على الذكور، وهناك من ينبري لتفسير وتعليل أسباب هذا التفوق الذي بات ظاهرة سنوية. نتائج الامتحانات على مستوى الدول العربية - بحسب تقارير المنظمة العربية للتعليم - تكشف أن الإناث يتفوقن على الذكور خلال العقد الماضي في جميع ميادين التعليم الأكاديمية تقريباً، لا سيما في مرحلة البكالريوس، وأن نسب الالتحاق بالمدارس الابتدائية للأولاد والفتيات تتقارب مع المعدلات العالمية. تربويون كثيرون يرون أن تفوق الإناث على الذكور يشكل ظاهرة إيجابية لها دلالاتها على الصعد كافة، فكان الاعتقاد السابق بأنهن يتميزن في مجال اللغات والعلوم الاجتماعية والإنسانية عن الذكور، لكن لوحظ أن هذا التفوق يمتد إلى اقتحامهن مجالات الرياضيات والفيزياء والهندسة والعلوم والتقنيات الأخرى بقوة كبيرة، ففي الوقت الذي نرى فيه أن النسبة الكلية للنجاح أو التفوق تسير لمصلحة الإناث، طالما أن شريحة واسعة من الذكور غير مبالية بالدراسة في مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، مقارنة بالإناث، فالذكور قد يلتفتون إلى أمور واهتمامات وانشغالات أخرى بعيدة عن التعليم، فيما نجد الإناث يقبلن على التعليم بدافعية أكبر، ويحاولن إثبات وجودهن وجدارتهن. إن طبيعة تكوين الأنثى، وارتباطها المباشر بمسؤوليات الأسرة ومشاكلها وحياتها اليومية لقربها المباشر من الأم، يصبحان في أحيان كثيرة عاملين مهمين في تفوق الإناث في التعليم، كونهن يشعرن منذ صغرهن بالمسؤولية، وأن ليس أمامهن من فرص لإثبات الذات سوى التعليم، ما يخلق لديهن دافعاً قوياً للإقبال على التعليم أكثر فأكثر، ولعلّ البحوث التربوية العالمية تشير إلى أن الإناث يتفوقن على الذكور في مهارات التفكير الإبداعي والصور اللفظية، وفى بعض قدرات الابتكار بصفة خاصة، مثل الطلاقة الفكرية، المرونة، والأصالة، والقدرة على الاستنتاج، فالإناث دائماً يتفوقن ويتميزن عن غيرهن من الذكور في المواد التعليمية مثل الرياضيات، واللغات، والعلوم، رغم أن نسبة الذكاء المكتسب لدى الذكور أعلى من الإناث بحكم احتكاكهم في المجتمع الخارجي، فضلاً عن كون الإناث يتمتعن بذكاء فطري يحتاج مجهوداً كبيراً من أجل تنميته واستثماره، لكن ما يحد من تفوق الإناث عادة تلك الأعباء المنزلية في بعض الأحيان، ما يدفع باتجاه تسربهن من المدارس، مع العلم أن نسبة تسرب الذكور أعلى من الإناث، لكن نلاحظ أن الإناث بشكل عام يحققن النجاح والتفوق في نتائج الثانوية العامة كل عام، وهذا يؤكد أنهن أكثر قدرة على التحصيل والتركيز والاستيعاب، دون أن نهمل تفوق الأنثى فيما يخص المقومات الشخصية، مثل الصبر، والتحمل، وعدم تشتت الاهتمامات بأمور فرعية، كما هي الحال عند الذكور. ما من شك أن تفوق الإناث له دلالات ومؤشرات مهمة في المستقبل على صعيد رفع مكانة المرأة في المجتمع، وقدرتها على اقتحام سوق العمل بقوة لتقاسم الرجل الأعباء والمسؤوليات في التخصصات والميادين كافة، وتؤكد جدارتها في تبوؤ المسؤوليات والمراكز العليا، وهي قادرة على الإبداع والتمايز طالما أثبتت تفوقها في كل المجالات، وعلى رأسها التعليم الذي يعتبر رأسمالها وسندها في الحياة المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©