الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أهلاً بالعيد

أهلاً بالعيد
16 يوليو 2015 01:09
عيد الفطر أول أعياد المسلمين، ويحتفل به المسلمون في أول أيام شهر شوال، ثم يليه عيد الأضحى في شهر ذو الحجة، وعيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان، ولذلك سمي بعيد الفطر، وأول عيد فطر احتفل فيه المسلمون في الإسلام كان في السنة الثانية للهجرة، ولا يجوز صيام أول يوم من أيام عيد الفطر. وهكذا انقضى رمضانُ، ولا تزال روحانياتُه وأجواءُ صفائه تنبض في سرائرنا وأنفسنا، والعبدُ المؤمن هو الذي يسعى للمحافظة على هذا الصفاء الروحي حتى بعد رمضان، ويجعل عهده مع الله في رمضان بهجر المعاصي، وتجديد التوبة، والتقرب إلى الله بالصوم وقيام الليل، وتلاوة القرآن الكريم عهداً قائماً متجدداً عبر الأيام بحب الله، والإيمان القائم على الصراط المستقيم. والعيد موسم الفضل والرحمة، وبهما يكون الفرح ويظهر السرور، قال العلماء: «إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين». وشرع النبي وأقر إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد، قال أنس: «قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر». يشرق علينا عيدُ الفطر المبارك هذه الأيام ببهجته وفرحته، إذ جعله الله في نهاية الشهر الكريم ليفرح الصائمون والطائعون، وعيد الفطر بلا شك من الأيام المباركة، فمن الثابت أن لكل أمة من الأمم أعيادَها التي تعتز بها، ولها المكانة السامية في نفوس ووجدان أبنائها، ولما كانت أمة الإسلام هي خير أمة أخرجت للناس، جاءت أعيادُها أكرمَ الأعياد، إذ جعلها الحق - تبارك وتعالى- مرتبطة بعقيدتها، فالعيد هو رمز السرور، وقوة الرابطة، وتجديد الأواصر في المودة، والألفة بين القلوب. ففي الصباح يؤدّي المسلمون صلاة العيد، ويلتقي المسلمون في العيد ويتبادلون التهاني ويزورون أهليهم وأقرباءهم، كما يزور المسلم أصدقاءه، ويستقبل أصحابه وجيرانه، ويعطفون على الفقراء. وقد جرت العادة في كثير من البلدان الإسلامية بأن يأكل المسلمون في العيد بعض التمرات أو كعك العيد، ويرتدي الصغار الملابس الجديدة، وارتياد الأسر والعائلات الحدائق والمتنزهات. ومن آداب يوم العيد، الاغتسال قبل الخروج للصلاة، وألا يخرج المسلم في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات لما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ.. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْراً. (البخاري)، ليكون إيذانا بالإفطار وانتهاء الصيام. وعلل ابن حجر رحمه الله بأنّ في ذلك سداً لذريعة الزيادة في الصوم، وفيه مبادرة لامتثال أمر الله، وأما في عيد الأضحى، فإن المستحب ألا يأكل إلا بعد الصلاة من أضحيته. والتكبير يوم العيد من السنن المؤكدة، ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أياً كان لفظها، مثل قول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم أو عيد مبارك، وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة. وعن جبير بن نفير، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض، تُقُبِّل منا ومنك، فالتهنئة كانت معروفة عند الصحابة ورخص بها أهل العلم، كالإمام أحمد وغيره، ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق ومحاسن المظهر الاجتماعية بين المسلمين. كل عيد وقلوبنا بالحب في الله أنقى، كل عيد وأرواحنا بذكر الله تزهو، كل عيد وصفحات أيامنا بحب الخير ترقى، كل عيد وعلاقتنا بأحبائنا بماء الود تسقى، وكل عام وأنتم بألف خير.. وعساكم من عواده. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©