تنتهي بلدية دبي من تنفيذ مشروع “ميدان بور سعيد بلازا” نهاية العام الحالي والذي روعي في تنفيذه استخدام وسائل الاستدامة والطاقة البديلة.
يجسد المشروع توجهاً جديداً في مجال الحدائق المفتوحة التي تشكل فضاءات مدنية تهدف إلى خلق بيئة تساعد في استخدام المكان وتعدد وتنوع المناسبات من أجل تشجيع التفاعل الاجتماعي والنشاطات وتوفير الراحة والاسترخاء والمتعة لقلب المدينة التجاري.
وسيغدو هذا المشروع الذي يقع في منطقة بورسعيد بدبي متنفساً يخدم المباني المحيطة به، علاوة على ابتكار وسائل طاقة بديلة والتي طبقت من خلال الإضاءة وشبكة الري التي تعمل بالطاقة الشمسية وهي أكثر مصادر للطاقة المتجددة توفيراً حول العالم إضافة إلى الإنارة الليلية للبلازا بدون تكاليف تشغيلية للطاقة نظراً لاستخدام تقنية “إل إي دي” في الإضاءة، ما يزيد كفاءة نظام التشغيل.
وأكد المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي أن التغير المناخي والبيئي العالمي فرض مفهوماً جديداً دفع بلدية دبي إلى الاهتمام بالبيئة الذي أصبح أمراً ضرورياً وملحاً وهو مرتبط بالجهود الحالية المحلية والعالمية لموضوع الاستدامة الذي يمثل أحد المحاور التي تتبناها بلدية دبي وتسعى جاهدة للمساهمة من خلالها في الحد من التلوث البيئي والانبعاث الحراري والتوفير في استهلاك الطاقة.
وقال إن المواد المستخدمة في مشروع ميدان بور سعيد هي مواد معادة ويمكن إعادة تدويرها لاستخدامها مرة ثانية خاصة مواد رصف ممرات المشاة والتي من شأنها تقليل الانعكاس الحراري، موضحاً أنه تم كذلك استخدام المادة المطاطية لمضمار الجري من مواد معاد تدويرها “إطارات السيارات”، فضلاً عن المقاعد الخشبية الموزعة على كامل الميدان والتي تم تصنيعها من خليط من مادتي البلاستيك والخشب المعاد استخدامها وتدويرها.
ولفت لوتاه إلى أن المشروع يتألف من مسطحات خضراء يمكن استخدامها للجلوس أو كمسرح عشبي متعدد الاستعمال في الهواء الطلق خاصة في المناسبات والأحداث الاحتفالية وممرات للمشاة مزودة بجلسات مظللة حيث تفضي هذه الممرات الأربعة إلى ساحة مركزية رئيسية بمساحة تبلغ ألف متر مربع مظللة بالأشجار من الممكن استخدامها للمناسبات وللألعاب التعليمية والتثقيفية أو الفعاليات التراثية والشعبية مع إمكانية إقامة معارض في الهواء الطلق مثل الأسواق الشعبية المؤقتة.
وأشار إلى أنه انطلاقاً من سعي البلدية الدائم لتأمين كل الخدمات وعناصر الترفيه للجمهور، خصوصاً التي تساعد على صحة المجتمع المدني فقد روعي إضافة مضمار للجري بطول 500 متر وعرض 3 أمتار يحيط بالميدان من الداخل مع الأخذ بعين الاعتبار مراعاة فئة ذوي الإعاقة من حيث اختيار المادة المطاطية وسماكتها وإحاطتها بكل العناصر الطبيعية من أشجار ومسطحات عشبية ونباتات وزهور.
يذكر أن رؤية بلدية دبي لأهمية تطبيق أعلى المعايير العالمية تعتمد على المواصفات والمعايير الخاصة بالأبنية والمدن الخضراء بهدف المحافظة على الموارد الطبيعية والبيئية، حيث إن فكرة الأسطح الخضراء توفر نحو 25 في المائة من طاقة التكييف وتعد عازلاً حرارياً جيداً في الصيف وتحفظ الحرارة داخل المبنى في الشتاء.
ومن هذا المنطلق بدأت إدارة المشاريع العامة في بلدية دبي بتطبيق هذه المعايير في معظم مشاريع الحدائق السكنية والساحات الشعبية والميادين العامة في إطار جهودها لزيادة الرقعة الخضراء وتقليل المساحات الإسمنتية والحد من الإشعاعات الحرارية من خلال استعمال مواد صديقة للبيئة منها ما يعاد تدويرها بهدف استعمالها مرة ثانية.
عدد اليوم
