الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كيف خان الإعلام المرأة وهو يدافع عن قضاياها؟!

كيف خان الإعلام المرأة وهو يدافع عن قضاياها؟!
18 فبراير 2016 01:17
أحمد مصطفى العملة لم يتصد أحد للدفاع عن قضايا المرأة مثلما فعل الإعلام، وبالقدر نفسه لم يسيء أحد استغلالها مثل الإعلام!. وهذا الكلام يصح، ماضياً وحاضراً وشرقاً وغرباً. وللأمر وجوه عدة، أخطرها يتعلق بإلحاح وهوس وسائل الإعلام بتقديم المرأة كموضوع لإثارة الغرائز، ولو حتى بعبارات محايدة في ظاهرها، من نوع «الجنس الناعم»، ناهيك بالطبع عن طريقة استغلالها المكشوفة جداً في الإعلانات التجارية بالصحف والإعلام عموماً. لكن المفارقة الحقيقية تكمن في تلك الوسائط الإعلامية التي تقول إنها تعمل لصالح النساء.. كمجلات (أو برامج المرأة) التي فرضت نفسها كظاهرة منذ انطلاق مهنة الصحافة قبل أكثر من مئة عام. فالمواد التي يتم تقديمها عبر هذه الوسائط، تبدو في حقيقة الأمر، كما لو أنها تمارس تمييزاً سلبياً ضد المرأة، حتى وهي تتخيل أو (تدعي) أنها تفعل العكس. لأن التناول في أفضل أحواله، ومهما بدا أنيقاً ونخبوياً وحسن النوايا، يجعل النساء يظهرن كما لو كن سلعة تجارية، كالسيارات مثلاً، أو طائفة أو مجموعات من البشر لها ظروف خاصة، تستوجب الاهتمام بها أكثر. خذ على سبيل المثال، مجلة الموضة الشهيرة «فوغ» التي حرصت دوماً على طرح أفكار جديدة ذات طابع رؤيوي يتجاوز المتعارف عليه، ويلهب حماس وخيال جمهورها من النساء والرجال على حد سواء، منذ تأسيسها في عام 1892. أغلفة هذه المجلة، عكست على مدار أكثر من مئة عام، مدى تغير نظرة الغرب للمرأة، في معرض تركيزها على أزياء النساء وأساليب الحياة. فالأغلفة المحتشمة (وكذلك المضمون) التي بدا في أوائل القرن الماضي أنها تتعامل مع المرأة بنزعة رومانسية وروحانية، إنْ جاز التعبير، أخذت تدريجياً تزيد من الكلام... ومساحات العري، حتى وصلنا إلى مرحلة كيم كاردشيان.. أيقونة الثقافة الشعبية الأميركية بكل ما تعني من تسطيح و«تسليع» للمرأة. وقد يبرئ البعض ساحة الإعلام، قائلاً إنه لم يفعل سوى رصد التغيرات من حوله، لكنه في الحقيقة أسهم وشجع واستغل الأمر لأن فيه ربح أكثر، مع، أنه كان بمقدوره أن يتدخل أو يرشد من طبيعة التغطيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©