الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"الجيران" يحتلون منزل أسرة فلسطينية لمنع الاحتلال الإسرائيلي من قصفه

9 أغسطس 2006 01:22
خان يونس - د ب أ: دق جرس الهاتف بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي في منزل الحاج محمد عودة سلامة (72عاما) في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، وهرعت الطفلة غادة أسامة سلامة (ثمانية أعوام) لتتلقى المكالمة، ولم تكن تعرف أن المتصل هو ضابط في الجيش الاسرائيلي· ورفعت غادة سماعة الهاتف وقالت: ''ألو'' فرد شخص يتكلم بلكنة عربية ركيكة: ''هل هذا هو بيت أسامة سلامة؟··''· أجابت غادة وهي تريد معرفة من المتحدث: ''آه صحيح· مين بيحكي ؟··'' فقال لها المتصل: ''قولي لاسامة أن عليكم إخلاء بيتكم لان جيش الدفاع الاسرائيلي سيدمره'' وانقطع الاتصال· هكذا وصف الحاج محمد سلامة كيف تلقت العائلة تهديدا شفويا عن طريق اتصال هاتفي من الجيش الاسرائيلي بأن عليهم إخلاء المنزل لان الجيش سيدمره، مضيفا أن حفيدته غادة هرعت إليه وهي مذهولة: ''جدي· جدي·اتصل شخص يقول لي أبلغي أسامة أن عليكم إخلاء المنزل لان الجيش سيقوم بتدميره'' فقلت بصوت عال: ''حسبي الله ونعم الوكيل''· ويقع منزل الحاج سلامة بين مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين وحي الامل للاسكان غرب مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، والمنزل مكون من ثلاثة طوابق يوجد في كل طابق ثلاث شقق سكنية· والحاج سلامة متزوج ولديه سبعة أبناء متزوجين ولديهم أطفال ويعيش في العمارة المهددة بالتدمير حوالي 40 طفلا أكبرهم لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره· ويدعى أحد أبناء الحاج سلامة ''نضال'' وقد استشهد في أواخر نيسان/إبريل عام 2003 في غارة جوية استهدفته وهو ذاهب إلى مكان عمله في جهاز المخابرات الفلسطينية في خان يونس واستشهد معه أحد المارة في الغارة نفسها· وكانت قوات الجيش الاسرائيلي قد هدمت منزل العائلة بالديناميت وجرفته بعد اعتقال ''نضال'' عام 1989 وبعد انسحاب الجيش الاسرائيلي عام 1994 من قطاع غزة أعيد بناء المنزل على أنقاض المنزل المدمر عام 1989 وقال الحاج سلامة: ''فور تلقينا البلاغ قمنا فعلا بإخلاء المنزل خوفا من هدمه فوق رؤوسنا ورؤوس الاطفال''، لكنه أضاف: ''بعد أربعة أيام من إخلائه عدنا إلى المنزل· نفضل أن نموت وأن يدمر البيت على رؤوسنا بدلا من التشرد الذي عانيناه بعد أن تركنا المنزل أربعة أيام''· ومضى يقول: ''عندما أكون جالسا في ديوان العائلة القريب من منزلي انتظر وأراقب كل طائرة تحلق في أجواء المخيم وكلما شاهدت طائرات الاحتلال أشعر بان دمار البيت قد اقترب وأقول: حسبي الله ونعم الوكيل''· وأضاف سلامة أن ''إسرائيل تهدف من وراء ذلك إلى تركيع الشعب الفلسطيني وتريد منا أن نرفع الراية البيضاء لكننا سنسير على درب الشهيد ''نضال'' وندعو إلى المزيد من الصمود وعدم الانكسار أمام آلة الحرب الاسرائيلية، لاننا نرى النور في نهاية النفق المظلم والنصر بإذن الله قادم لا محالة''· ويصف سلامة ما حدث بعد تلقيهم البلاغ قائلا: ''لقد أثار الخبر حالة فزع في صفوف الاطفال وبدأنا فعلا بإخلاء المنزل وفجأة وجدنا عددا كبيرا من الجيران حضروا للتضامن معنا، واعتلوا سطح المنزل وأحاطوه بسلسلة بشرية ليقولوا للجيش التحدي أقوى من الموت''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©