السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عرض أحدث أفلام المخرج الفلسطيني ميشيل خليفة في رام الله

17 أكتوبر 2010 20:24
يعود المخرج الفلسطيني ميشيل خليفة بفيلمه الروائي (زنديق)، الذي عرض مساء أمس الأول السبت في رام الله ضمن فعاليات مهرجان (القصبة السينمائي الدولي 2010)، إلى مدينة الناصرة ليقدم حاضرها وماضيها بأسلوب جديد. يطرح خليفة في فيلمه الذي يؤدي فيه الفنان محمد البكري الشخصية الرئيسية فيه باسم (ميم) سؤالاً مغايراً لما يطرح دائماً على اللاجئين الفلسطينيين الذي رحلوا أو أُجبروا على الرحيل عن منازلهم عام 1948 ليكون موجهاً إلى من بقوا في بيوتهم: «لماذا بقيتم لماذا لم ترحلوا أريد أن أعرف ماذا جرى معكم»؟ يقدم الفيلم صوراً حية من مدن الناصرة التي تضم كنيسة العذراء مريم وبيت لحم التي يفصلها جدار إسمنتي عن مدينة القدس ورام الله العاصمة السياسية للفلسطينيين في رحلة عودة بعد سنوات من الغربة للمشاركة في عزاء أحد الأقرباء، لتبدأ منه حكاية ليلة واحدة يختصر فيها خليفة على مدار ساعة ونصف الساعة حكاية شخصية لحكاية شعب. يرفض المخرج خليفة أن يكون الفيلم سيرة ذاتية له رغم التشابه إلى حد التطابق بين شخصيته الحقيقية والشخصية التي يقدمها البكري في الفيلم، وقال لـ»رويترز» بعد العرض، «الفيلم ليس سيرة ذاتية وربما يكون بطله توأمي لكنه لا يشبهني ورغم أن نسبة كبيرة من الأدوات في الفيلم متعلقة بي شخصياً». ويرى خليفة أن فيلمه يدعو «إلى التحرر قبل التحرير» من خلال ما يقدمه من مشاهد لمدينة الناصرة التي تبدو ليلاً مدينة أشباح إلا من شباب يعتدون على من يمر في أزقتها ليلاً محاولين الثأر لعملية قتل يكون فيها القاتل ابن شقيق بطل الفيلم. وقال «واجهت بعض الانتقادات من الجمهور الذي حضر الفيلم عند عرضه في الناصرة قبل يومين، الذين قالوا إن الناصرة ليست هكذا، فكان جوابي أن الناس الطيبين كانوا نائمين». تمثل الكثير من مشاهد الفيلم إسقاطات على الواقع بكل ما فيه من أبعاد سياسية واجتماعية بدأت من المشهد الأول للجدار الذي تقيمه إسرائيل على أراضي الفلسطينيين ورحلة البحث عن قبري والديه في مقبرة الناصرة دون أن يفلح في العثور عليهما، مروراً بالعلاقة العابرة مع فتاة يهودية في إسرائيل، وعدم إيجاد فندق يسمح له بأن يمضي ليلته فيه هرباً من الثأر. ويبدو أن المخرج أراد لكل مشاهد أن يتسع خياله ليسقط المشهد على الواقع الذي يريد في عرض تتخلله عودة البطل إلى كاميرته بحثاً عن مشاهد صورها تؤنس وحدته التي لم يجد سوى سيارته كي يمضي فيها جزءاً من ليلته بعد أن أغلقت دونه كل الأبواب حتى منزله الذي حاول العودة إليه في البداية ليجد نفسه مطارداً من عائلة القتيل الذي قتله ابن شقيقه. ويستحضر خليفة في مشهد يعيد إلى الأذهان تلك المفاتيح التي حملها اللاجئون لمنازلهم عندما رحلوا أو أُجبروا على الرحيل عنها عام 1948 على أمل العودة إليها بعد أيام.. عندما يعود البطل إلى منزل العائلة المهجور ليجد المفتاح مخبأ أسفل حجر أمام الباب ليدخل إليه ويسترجع بعض ذكرياته مع والدته التي يلح عليها في سؤاله «لماذا بقيتم». ويشتمل الفيلم ضمن مشاهده على عرض لواقع عدد من أهالي غزة الذين يتسللون لإسرائيل بهدف العمل أو إحضار أطفال لاستغلالهم وبيع أعضائهم، كما شكلت المرأة عنصراً أساسياً في الفيلم بكل ما يمكن أن تعكسه من مدلولات مثلت فيها الأرض والشعب أحياناً وأحياناً أخرى المرأة ذاتها لينتهي الفيلم في مشهد تظهر في امرأة برداء أبيض تسير في ماء بحيرة أو نهر تدعو البطل أن يتبعها فيما كان يصور بها ليضع الكاميرا ويحاول أن يتبعها قبل أن تختفي في الماء.
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©