بيروت - الاتحاد: تركزت تصريحات السياسيين اللبنانيين أمس على الموقف من قرار الحكومة نشر الجيش في الجنوب، ورفض الصغية الحالية لمشروع القرار الأميركي - الفرنسي المقدم لمجلس الأمن·
وصرح رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان اعلان حكومته استعدادها لنشر قوة من الجيش قوامها 15 الف عنصر في الجنوب، ''اداة'' من اجل التوصل الى وقف كامل لإطلاق النار وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الأراضي التي احتلها اخيرا ومن مزارع شبعا المتنازع عليها، والى ان ''تصبح الدولة صاحبة السلطة الوحيدة في لبنان''·
وقال السنيورة في مقابلة متلفزة: إن لبنان قوي بحقوقه وهو صاحب حق وصاحب الحق ويواجه ضغوطاً هائلة لتقديم تنازلات· وأكد أن الحكومة متمسكة بقوة بالثوابت المعلنة وهي تحظى بتضامن جميع اللبنانيين وستبقى صامدة رغم التحديات والأخطار ومن أبرزها استعادة كامل الحقوق في الأرض والسيادة· وأشار إلى أن اللبنانيين استحقوا بلدهم ويجب ان يعاد اليهم سليماً معافى، وأن يعيشوا بسلام ويجب أن لا تتكرر المأساة عليهم، خصوصاً وان الحكومة تؤسس لمرحلة جديدة من التعايش السلمي وإعادة بناء لبنان على أسس ديمقراطية وطنية جامعة·
وأكد السنيورة أن لبنان صاحب حق واشار الى ان اسرائيل تمارس سياسة الغطرسة والحقد وعليها ان تتصرف بعقلانية وتعيد الحقوق العربية الى أصحابها لكي تستطيع الاطمئنان الى أمنها·
وطالب رئيس الحكومة اللبنانية بوقف سريع لإطلاق النار وقال إن لبنان لم يترك وسيلة الا واستخدمها لهذه الغاية، ولفت الى ان الحكومة تعمل لاستعادة سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وتأمل في مساعدة العالم بأسره لإعادة الإعمار وإعادة المهجرين الى ديارهم، وأشاد بالصمود الأسطوري في مواجهة العدوان·
من جانبه، أكد الرئيس اللبناني اميل لحود ان المشروع الاميركي - الفرنسي لا يضم الا الشروط الاسرائيلية، وذلك بهدف أن يظهروا للعالم وبعد مجزرة قانا أن اللبنانيين يريدون مواصلة القتال· وقال لحود: إنه يأسف لعدم قيام أحد بلوم اسرائيل على شيء، لأنها تحظى بدعم الولايات المتحدة فيما تبذل الأمم المتحدة أفضل الجهود ولكن حين يصل الأمر الى الفيتو الأميركي لا احد يمكنه فعل أي شيء·
وشدد على انه في حال وافق المجتمع الدولي على النقاط السبع التي اجمع عليها مجلس الوزراء اللبناني، فان اللبنانيين سيتوافقون على كل الأمور وسيتوقف بالطبع إطلاق النار· وأكد أن لبنان لا يقبل بقوات متعددة الجنسية او بنشر جيوش مختلفة تحت علم الأمم المتحدة بدون أن تكون بأمرتها·
وتبلغ الرئيس لحود من وزير الثقافة اللبناني طارق متري الموجود في نيويورك للتفاوض باسم لبنان، إن الجانب اللبناني يخوض معركة ديبلوماسية قاسية جداً مع مجلس الأمن الدولي لحمله على تعديل مشروع القرار الفرنسي - الاميركي بشأن لبنان· وأشار مترى الى ان الوفد الوزاري العربي المكلف من قبل مؤتمر وزراء الخارجية العرب باشر بدوره اتصالاته ومشاوراته في نيويورك في محاولة لتعديل مشروع القرار قبل التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي·
ورأى وزير الاتصالات اللبناني مروان حماده أن إعلان الحكومة استعدادها إرسال الجيش الى الجنوب مع الانسحاب الاسرائيلي، ''قرار سيد وتاريخي يعيد الثقة الى دولة مستقلة ودولة قانون''· وقال حماده لوكالة ''فرانس برس'' إنها المرة الاولى التي تتخذ فيها حكومة لبنانية تتمتع بالسيادة الكاملة قراراً بهذه الأهمية، وأضاف ان قرار الحكومة يحسم مسألة الاستراتيجية الدفاعية للبنان ما دامت الاستراتيجية الوحيدة المفيدة هي تلك التي تحددها الدولة·
واعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في تصريح أمس أن قرار الاجماع اللبناني، الذي انعقد في مجلس الوزراء على نقاط الانقاذ السبع لوضع حد للحرب الصهيونية على لبنان، هو القرار الذي انتصر وسينتصر على طاولة مجلس الامن الدولي بتبني العالم له في النهاية''· وقال المفتي قباني إنه قرار الانقاذ والانتصار في مواجهة العدوانية الصهيونية وحربها الإجرامية على لبنان، وبخاصة لجهة إرسال الجيش اللبناني الأبي وانتشاره في الجنوب وتحرير مزارع شبعا من الاحتلال الاسرائيلي· ووجه المفتي قباني تحية الى المقاومة مؤكداً أنها مقاومة كل لبنان وشعبه، وستبقى رمز الانتصار في وجه العدوان الصهيوني الوحشي، وأن أرواح الشهداء هي المنتصرة في النهاية على منطق الاحتلال الصهيوني والغطرسة والسيطرة والاخضاع· لحود يجدد رفضه لقوات متعددة الجنسيات.
عدد اليوم
