الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نصر ورور يبتكر «أحد عشر صيفاً» في لوحاته برواق الشارقة

نصر ورور يبتكر «أحد عشر صيفاً» في لوحاته برواق الشارقة
20 يوليو 2011 23:19
افتتح عبد العزيز المسلم مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة المدير العام بالإنابة مساء أمس الأول برواق الشارقة للفنون بمنطقة الشويهين بالشارقة القديمة معرض الفنان السوري نصر ورور الذي حمل العنوان “أحد عشر صيفا”، وذلك في إطار فعاليات “صيف الفنون” للعام الجاري ويستمر حتى الثامن والعشرين من هذا الشهر. تضمن المعرض الثلاثين لوحة منفذة بالإكليريك والأحبار يلحظ الناظر إليها أنها لا تنتمي إلى مدرسة فنية بعينها رغم أنها تجمع العديد من العناصر من هذه المدرسة أو تلك كالتعبيرية والتجريدية على وجه التحديد، لكن كل عمل منها أقرب ما يكون إلى دفق من المشاعر والأحاسيس الملونة التي تتموضّع على السطح التصويري للعمل في هيئة لون بالدرجة الأولى ثم يأتي الشكل تالياً فكأنما ينظم تلك الألوان بتناغم خاص بها غالباً ما كان الأزرق بتدرجاته المختلفة قاسما مشتركاً بينها جميعا. غير أن الفنان نصر ورور قال لـ”الاتحاد” تعليقا على ذلك “تمثل الألوان تفاصيل من بين تفاصيل أخرى يجري الاشتغال عليها أثناء العمل على إنجاز لوحة من اللوحات، وكل صورة وهيئة تخرج من المخيلة إلى السطح التصويري للعمل تدل على هيئتنا وصورتنا بوصفنا فنانين نقوم بإبداع هذا العمل أو متلقين نقوم بقراءته لاحقاً، ما يعني أن اللون لا تختلف وظيفته الجمالية من لوحة إلى أخرى فحسب بل من متلق إلى آخر أيضاً”. في السياق ذاته فإن ثمة خطابا لغويا موازياً قد تمّ إنجازه إلى جوار الخطاب اللوني، حيث إن لكل عمل تسمية هي أقرب ما تكون إلى عناوين القصائد والدواوين الشعرية حملتها لوحات “أحد عشر صيفا” قد تعين المتلقي على قراءة العمل التشكيلي لدى نصر ورور ومن ثم تأويله بهذا الاتجاه أو ذاك لكنها غالباً تحتاج بدورها إلى قراءة وحدها بوصفها “عتبة” للدخول إلى عالم اللوحة ككل. أضف إلى ذلك أن اللوحات لجهة الشكل تنطوي على “انحرافات جمالية” تشبه تلك التي ينطوي عليها القول الشعري والتي غالبا ما تدفع بالمرء إلى الصمت والتأمل في العمل ومن ثم البحث عن نقاط التقاء بين مشاعر الفنان وأحاسيسه بمشاعره الخاصة في لحظة التلقي في أفق التجربة الجمالية لكل لوحة على حدا كما للمعرض بكل موجوداته من الأعمال ككل فني وخطاب جمالي ناجز أو قيد أن يكون كذلك. وعن هذا الأمر الذي يجمع الشعر بالعمل الفني لديه ردّ الفنان نصر ورور بالقول “إنني أقرأ الشعر وأكتبه غير أنني لا أنشر ما أكتب، وربما أكون قد وضعت هذه العناوين للوحات بأثر من قراءاتي الخاصة للشعر العربي الحديث، لكنني أرى أنه كما يوجد خطاب لغوي في الشعر فإن هناك خطابا لونيا موازيا في العمل التشكيلي وهو لا يفرّق جوهريا بينهما بل هو جامع إبداعي بين فنين كبيرين”. أيضا، هناك الكثير من الأعمال في “أحد عشر صيفا” المحملة بالرموز والتي غالبا ما نحى الفنان إلى ربطها بالمرأة بوصفها الثيمة الوجودية الكبرى في العالم أو ما هو أقرب إلى ذلك، ففي حين يقتبس أو يقيم الفنان نوعاً من الجدل مع الأشكال الحروفية القديمة التي كانت سائدة في سوريا القديمة قبل الديانات التوحيدية الكبرى وما تتضمنه من إشارات ميثولوجية تعبّر عن موقف من العالم ومن المعرفة آنذاك فإن حضور المرأة في أعماله، بوصفها شكلا ينتمي للوحة معاصرة، هو الناظم لهذه الرموز أو هو الأتون التي تنصهر فيه رؤيتان متصالحتان في ما يتعلق بحضورها الإنساني برغم تبدل الأزمنة بأخرى وبقاء المكان ثابتا في تحولاته، كما لو أن ذلك هو الإحساس التشكيلي والمعرفي العميق بالمرأة لدى الفنان. أي أنها هي المكان في ذاته بكل ما ينطوي عليه وما يطرأ على المشهد من صور وتأويلات هو طارئ يحدث زمنيا إنما بعيدا عن جوهرها الإنساني.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©