الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عنان: سوريا «تستخف» بالقرارات الدولية ولابد من ضغوط

عنان: سوريا «تستخف» بالقرارات الدولية ولابد من ضغوط
14 يوليو 2012
اتهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان أمس، الحكومة السورية “بالاستخفاف” بقرارات مجلس الأمن، بعد مجزرة تريمسة التي قتل فيها أكثر من 220 شخصاً بين مدنيين وعناصر من مقاتلي المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، مطالباً في مذكرة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي بأنه بات “واجباً” على المجلس ممارسة ضغوط لتطبيق خطته للسلام وأن “يوجه رسالة إلى الجميع يحذر فيها من عواقب في حال عدم تطبيق” هذه الخطة التي تتألف من 6 نقاط. جاء ذلك، بعد أن أفاد تقرير أولي عاجل أعدته بعثة المراقبة الدولية في سوريا للوضع بريف حماة، بأن الهجوم الدامي على قرية تريمسة أمس الأول، والذي أسقط 220 قتيلاً “امتداد لعملية للقوات الجوية السورية”، فيما أكد المراقبون منعهم من دخول البلدة المنكوبة. ووسط إدانات أميركية بريطانية فرنسية شديدة للمجزرة المروعة، والتشديد على ضرورة اتخاذ مجلس الأمن تدابير ملزمة لدمشق، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن غضبها الشديد بشأن مجزرة تريمسة، وحثت مجلس الأمن على أن يوضح لدمشق أنه ستكون هناك عواقب، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار داخل حماة وحولها للسماح للمراقبين بدخول تريمسة، وشددت على أن الهجوم يقدم “دليلاً قاطعاً على أن النظام قتل مدنيين أبرياء عمداً”. وفيما نددت روسيا بالحادثة واعتبرتها تصب في مصلحة “أطراف تسعى لإذكاء صراع ديني”، مطالبة بتحقيق في الجريمة، حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند موسكو وبكين من أن عدم التحرك تجاه سوريا سيجلب الفوضى والحرب. وفيما يجري نقاش في مجلس الأمن حول مشروعي قرارين بشأن سوريا، سارعت بكين للقول إنها ستدرس “بجدية” مشروع القرار الجديد، مطالبة أعضاء المجلس بالسعي لتوافق في الآراء. كما دان الاتحاد الأوروبي “بأشد العبارات” مجزرة تريمسة، معتبراً أنها تشكل “انتهاكاً صارخاً” لخطة السلام التي تقدم بها المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان، قائلاً على لسان مسؤولة السياسة الخارجية كاثرين آشتون في بيان “يجب تحديد المسؤولين عن المجزرة كي يحاسبوا على أعمالهم الوحشية”، مبدية “عميق صدمتها إزاء المعلومات عن هذا القتل الوحشي لنساء وأطفال ورجال”، الذي استخدم فيه أسلحة ثقيلة، بما في ذلك المدفعية والمروحيات. وفيما استأنفت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن أمس، محادثاتها حول مشروع قرار جديد تريده الدول الغربية أشد وطأة على دمشق، في وجود نصين متعارضين، الأول تقدم به الغربيون ويهدد دمشق بعقوبات في حال لم تسحب الأسلحة الثقيلة من المدن، والثاني روسي لا يتضمن إي إشارة إلى عقوبات، بعث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مذكرة إلى المجلس مرفقة برسالة من عنان، معتبراً (بان كي مون) أن مجزرة تريمسة الجديدة تمثل “تصعيداً فاضحاً” في النزاع السوري. واعتبر عنان الذي سيبحث الأزمة السورية في موسكو بعد غد الاثنين، المجزرة “دليلاً آخر على الاستهانة بقرارات مجلس الأمن كون دمشق استخدمت المدفعية والدبابات والمروحيات ضد القرية المنكوبة، مطالباً المجلس بتوجيه رسالة بأن هذا ستكون له عواقب، وناشد الدول التي لها نفوذ باستخدامه لوقف القتل في سوريا. ووسط إدانات أميركية بريطانية فرنسية شديدة للمجزرة المروعة، والتشديد على ضرورة اتخاذ مجلس الأمن تدابير ملزمة لدمشق، نددت روسيا بالحادثة واعتبرتها تصب في مصلحة “أطراف تسعى لإذكاء صراع ديني”، مطالبة بتحقيق في الجريمة. فيما يجري نقاش في مجلس الأمن حول مشروعي قرارين بشأن سوريا تريده دول غربية أشد وطأة على دمشق، سارعت بكين للقول إنها ستدرس”بجدية” مشروع القرار الجديد، مطالبة أعضاء المجلس بالسعي لتوافق في الآراء. من جهته، ألقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بمسؤولية المجزرة على عاتق النظام الحاكم، محذراً من وجود نمط واضح لعمليات تطهير عرقي، مثل تلك التي جرت في الحولة من قبل، مؤكداً أنه لم يعد أمام مجلس الأمن خاصة الدول دائمة العضوية، أي خيار سوي تحمل المسؤولية وإصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع لإرغام الحكومة السورية بوقف العنف والقتل. وبدورها، دعت منظمة التعاون الإسلامي مجلس الأمن “لاتخاذ التدابير كافة” لوقف نزيف الدم في سوريا. وأعرب عنان عن “صدمته وروعه” من أنباء عن “معارك كثيفة” وعن سقوط عدد كبير من الضحايا في تريمسة، وأدان هذه الفظاعات بأشد العبارات. وقال عنان “من الملح جداً أن تتوقف أعمال العنف وهذه الفظاعات، ومن المهم أكثر من أي وقت مضى أن تقوم الحكومات التي لها نفوذ بممارسته بشكل فعال للتأكد من توقف العنف على الفور”. وفي بيان نشر بجنيف أمس، اعتبر المبعوث المشترك أن ذلك يشكل “انتهاكاً لالتزام الحكومة وقف استخدام الأسلحة الثقيلة ودبابات ومروحيات في أماكن سكنية والتزامها بالنقاط الست لخطة السلام”. وأوضح أن بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا مستعدة للتوجه إلى المكان “والتحقق من الوقائع إذا سمحت الظروف بذلك”، مطالباًباحترام حرية تنقل هؤلاء المراقبين. وفي دمشق، أعلن رئيس المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود أمس، أن المراقبين مستعدون للتوجه إلى تريمسة للتحقق مما حصل، “عندما يكون هناك وقف جدي لإطلاق النار”. وقال مود في مؤتمر صحفي أمس، إن بعثة المراقبين “مستعدة للتوجه إلى تريمسة والتحقق من الوقائع عندما يحصل وقف جدي لإطلاق النار”. وتابع بقوله إن المراقبين من خلال وجودهم في محافظة حماة “تمكنوا الخميس من معاينة استمرار القتال في محيط تريمسة التي شاركت فيها وحدات آلية والمدفعية والحوامات”. وذكر تقرير مبدئي عاجل أعدته البعثة الدولية بدمشق أمس، أن المراقبين وصفوا هجوماً على قرية في منطقة حماة قتل فيه 220 شخصاً بأنه “امتداد لعملية للقوات الجوية السورية”. وأضاف “القوات الجوية السورية تواصل استهداف المناطق الحضرية المأهولة شمالي مدينة حماة على نطاق واسع”. وإذا ثبت مقتل عشرات المدنيين، فربما يكون هذا الهجوم الأسوأ منذ بدء الصراع قبل 16 شهراً بين المعارضة وقوات الرئيس الأسد. وطبقاً لتقرير البعثة، فإن مجموعة من مراقبي الأمم المتحدة العسكريين غير المسلحين تمكنوا فقط من الوصول إلى مسافة تبعد 6 كيلومترات عن تريمسة ومنعهم قادة من القوات الجوية السورية من الاقتراب بسبب “العمليات العسكرية”. وراقبت المجموعة الوضع من مواقع مختلفة قليلة حول تريمسة لنحو 8 ساعات، سمعت خلالها أكثر من 100 انفجار وصوت نيران أسلحة صغيرة متقطع وصوت نيران مدافع رشاشة وشاهدوا أعمدة من الدخان الأبيض والأسود. وقال التقرير إنهم شاهدوا أيضاً طائرة هليكوبتر إم.آي-8 وأخريين طراز إم.آي 24 تحلق، كما شاهدوا إحدى طائرتي الهليكوبتر إم.آي 24 تطلق صواريخ جو أرض. من جهة أخرى، أكد أحمد فوزي المتحدث باسم عنان في جنيف أن المبعوث المشترك سيتوجه بعد غد الاثنين إلى موسكو لاجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. وكان مصدر في وزارة الخارجية الروسية أعلن أن المحادثات ستتناول “الوضع الحالي في سوريا وآفاق التوصل إلى تسوية بين الأطراف” المعنيين بالنزاع في سوريا، كما نقلت وكالة “ايتار-تاس” الروسية للأنباء. ورفع عنان تقريراً بجولته لمجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي عبر حلقة تلفزيونية مغلقة من جنيف. إلى ذلك، شدد الجنرال مود على أنه يجب على دمشق والمعارضة الجلوس على طاولة الحوار. وقال في مؤتمره الصحفي بدمشق أمس، إنه في حال حصول ذلك، فإن حضور البعثة سيكون ذا مصداقية ويمكن لها أن تطور الوضع على الأرض وتسهل الحوار بشكل أكبر، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”. وتابع مود أنه بعد زيارة عنان لدمشق والمنطقة، قامت بعثة المراقبين ببعض الإجراءات المحلية من شأنها تسهيل الحوار المحلي بين الأطراف التي تسعى إلى إيجاد طريقة خطوة بخطوة لبناء الثقة ووقف العنف. وأضاف مود “أنه وفي هذا السياق ومن خلال التقدم المشجع الذي قامت به الأطراف في دير الزور، لاحظنا تخفيضاً مهماً في مستوى العنف والتوجه بثقة خطوة بخطوة نحو وقفه وأن المجتمع الدولي يراقب الوضع في سوريا عن كثب. الزياني: المذبحة إرهاب يناقض مبادئ الإسلام الرياض (أ ف ب) - أدان مجلس التعاون الخليجي أمس، “المجزرة المروعة” في تريمسة بريف حماة، وحض مجلس الأمن على التحرك تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإنهاء “المأساة المؤلمة” بهذا البلد. وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني في بيان “المجزرة المروعة التي راح ضحيتها مئات المدنيين السوريين في البلدة السورية”، واصفاً إياها بأنها عمل إرهابي وحشي لا يعترف بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيم الإنسانية والأخلاقية. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى “وضع حد للمأساة المؤلمة التي يعاني منها الشعب السوري الشقيق واتخاذ قرارات سريعة وحازمة تحت الفصل السابع” تضع حداً “للمجازر المرعبة”. كما طالب “بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتحديد المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة الدولية”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©