الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتعاش صناعة التأمين التكافلي يهدد عرش الشركات التقليدية

8 أغسطس 2006 00:54
منطقة الشرق الأوسط تستحوذ على 36% من إجمالي أقساط التكافل في العالم دبي - مصطفى عبد العظيم: حققت صناعة التأمين التكافلي في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط معدلات نمو قوية خلال الأعوام الثلاثة الماضية فاقت ما أنجزته على مدار السنوات العشر الأخيرة بعد ان ارتفع عدد الشركات العاملة في هذا المجال من 30 شركة في عام 1996 الى 75 في 2005 ، وسط توقعات بان تسجل نموا سنويا في حجم أقساط التكافل يتراوح بين 15% و20% على المستويين المحلي والإقليمي رغم ما تواجهه من تحديات وعقبات ومنافسة شرسة من الشركات التقليدية التي تحتكر السوق لسنوات طويلة· ويقدر حجم أقساط التأمين في منطقة الخليج خلال العام الماضي بنحو 7 مليارات درهم نصيب الإمارات منها مليارا درهم ، في الوقت الذي بلغ فيه حجم أقساط التأمين التكافلى في دول مجلس التعاون 700 مليون درهم منها 280 مليون درهم في سوق الإمارات، فيما يبلغ حجم صناعة التكافل في الشرق الأوسط 7,3 مليار درهم· وتواجه صناعة التكافل ''التأمين الإسلامي''، في المنطقة عقبات كثيرة تتعلق بتوسيع نطاق نشاط هذا النوع من التأمين يجملها البعض في ضرورة وضع إطار وتصور شامل لمستقبل هذا القطاع بشكل جماعي، بالإضافة الي ضرورة ابتكار منتجات تأمينية جديدة تختلف عن تلك التي تتبعها الشركات التقليدية· وفي الوقت الذي تحقق في صناعة التكافل قفزات هامة، الا انه مازال أمامها شوط كبير للنهوض في مواجه التحديات التي تحدق بها رغم كل ما يثار من توقعات متفائلة بشأن مستقبل هذه الصناعة · ويبدو ان هناك ضرورة لمعالجة ثلاث نقاط رئيسية لتحقيق هذه التوقعات ، تتمثل في فتح أسواق المنطقة أمام شركات التأمين لزيادة المنافسة التي ستصب في صالح العملاء ، ووجوب ان تتبع صناعة التأمين الإسلامي مناهج إبداعية في طرحها منتجات التأمين وإعادة التأمين وذلك بهدف التخفيف من المخاطر التي تحيط بهذه الصناعة، وأخيرا وجوب اعتماد معايير دولية موحدة بالنسبة للحوكمة والرقابة والشفافية والإفصاح بحيث تسري على جميع شركات التأمين سواء التقليدية او التكافلية· وفي سوق الإمارات تحديدا برزت ثلاث شركات فقط في قطاع التأمين التكافلي، استطاعت ان تحتل موقعا هاما في الصناعة وان تستحوذ حتى الآن على 8% من سوق التأمين، رغم وجود شركات ذات باع طويل في قطاع التأمين ، وهو ما تؤكده النتائج المالية التي حققتها الشركات الثلاث خلال العام الماضي والنصف الاول من ،2006 وهي شركات ''سلامة'' و''تكافل'' ودبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين ''أمان''· أمان ووفقا لتقرير أصدرته مؤسسة ''الأردن انفيست'' حول التأمين التكافلي في الامارات فقد حققت شركة ''أمان'' أرباحا صافية خلال العام الماضي بلغت 72,6 مليون درهم ، مقابل 8,459 مليون في عام ،2004 كما حققت ''أمان'' زيادة في صافي أرباحها التأمينية عن الربع الثاني من 2006 بنسبة بلغت 460% مقارنة بالفترة ذاتها في العام الماضي، حيث بلغ صافي الربح 12,8 مليون درهم مقارنة مع 2,3 مليون درهم للفترة المقابلة في ·2005 كذلك حققت الشركة نمواً في إيراداتها التأمينية بنسبة 66% خلال نفس الفترة لتصل إلى 79,2 مليون درهم مقارنة مع 47,7 مليون درهم للفترة المماثلة من العام الماضي· كما أظهرت ميزانية الشركة ارتفاعا في موجوداتها الثابتة بنسبة 23% لتصل إلى 5,9 مليون درهم مقارنة مع 4,8 مليون درهم العام الماضي وبزيادة قدرها 1,1 مليون درهم· وبلغت قيمة خسائر الشركة بعد حساب الخسائر الاستثمارية غير المحققة مبلغ 29,9 مليون درهم نتيجة المحفظة الاستثمارية· تكافل أما شركة أبوظبي الوطنية للتأمين ''تكافل'' والتي لم تفصح بعد عن نتائج الربع الثاني من 2006 ، فقد حققت خلال عام 2005 ارباحاً صافية بلغت 23,9 مليون درهم ، فيما بلغت أرباحها للربع الأول من 2006 أكثر من خمسة ملايين درهم مقابل 3,9 مليون درهم للفترة ذاتها من عام ·2005 وتعتبر الشركة من أوائل شركات التأمين الإسلامي تؤسس في منطقة الشرق الأوسط· وكشركة رائدة في قطاع التأمين التكافلي في الإمارات تملك الشركة خبرة واسعة في هذا القطاع الأمر الذي يمنحها العديد من المزايا التنافسية في مواجهة شركات التأمين التكافلي الأخرى بالإمارات· وقد طورت الشركة منتجاتها مواكبة لتطور قطاع التأمين التكافلي الأمر الذي مكنها من الحفاظ على مكانتها كلاعب رئيسي في سوق التأمين الإسلامي في الإمارات العربية المتحدة، وتتمتع الإدارة العليا للشركة بخبرات واسعة واستثنائية في مجال التأمين الإسلامي· ونجحت الشركة في تطوير مجموعة متنوعة من المنتجات التي تشمل منتجات التكافل الإسلامي، والتخطط لتعزيز خدماتها ومجالات عملها لمواكبة الاهتمام المتزايد بمنتجات التكافل الإسلامي· وتتوقع الشركة طرح منتجات تأمين تكافلي على الحياة، وقد قامت بدراسة السوق لتحديد الجدوى من وراء إطلاق مثل هذه المنتجات، كما نجحت الشركة في إقامة علاقات عمل عميقة وممتدة مع وسطاء التأمين والعملاء وشركات التأمين العالمية الأمر الذي يمكنها من الحصول على حجم أعمال معقول ومنتظم· سلامة حققت ''سلامة''، الشركة الإسلامية العربية للتأمين أرباحا صافية خلال العام الماضي بلغت 110,7 مليون درهم مقابل 3,5 مليون درهم خلال العام 2004 وبنسبة نمو قياسية بلغت2977 %، وسط توقعات بان تحقق الشركة نموا قياسيا آخر هذا العام بعد ان حققت نتائج النصف الأول لها مستوى اقترب من اجمالى ما حققته عام 2005 بالكامل، فقد حققت ''سلامة'' أرباحا قياسية في النصف الأول من عام 2006 ، بلغت 101 مليون درهم قبل ان تعدلها الشركة الى 107 ملايين درهم، متجاوزة بذلك كامل الأرباح المتوقعة لعام 2006 التي أعلنت عنها الشركة قبل عام، وذلك في مذكرة الطرح التي تم بموجبها زيادة رأسمال الشركة الى ألف مليون درهم· كما بلغت هذه الأرباح أكثر من ستة أضعاف أرباح الشركة عن نفس الفترة من عام ·2005 ويتوقع المسؤولون في شركة ''سلامة''، أن يحقق قطاع التكافل الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط معدلات نمو سنوية كبيرة في العقد المقبل· ويرى الدكتور صالح ملائكة، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ''سلامة'' أنه يمكن المحافظة على معدل نمو سنوي يتراوح بين 15 و20% خلال السنوات العشر المقبلة على الأقل، بالتزامن مع فتح أسواق جديدة لخدمات التكافل إلى جانب إطلاق أنظمة تأمين متوافقة مع أحكام الشريعة لتلبية احتياجات ومتطلبات المسلمين في المنطقة· ويرجع ذلك إلى الطلب الكبير على منتجات التكافل من قبل الأفراد الذين يلتزمون بالاعتماد على حلول التأمين المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية''· ويعتبر التكافل من أسرع قطاعات صناعة التأمين نمواً، حيث يشكل حوالي 20% من إجمالي أقساط التأمين السنوية· وتقدر قيمة أقساط التكافل السنوية في العالم بحوالي 3 مليارات دولار، 60% تعود إلى خدمات التكافل العام، والنسبة الباقية لحلول التكافل العائلي· وتوفر منطقة الشرق الأوسط حوالي 36% من إجمالي أقساط التكافل، في حين يأتي 56% من منطقة جنوب شرق آسيا، 7% من أفريقيا، و1% من بقية أنحاء العالم· ويؤكد ملائكة أن حلول التكافل العام تعد الأكثر انتشاراً في أسواق الشرق الأوسط· ولكن اتجاهات السوق تتغير بصورة مطردة مع إنشاء العديد من شركات التكافل التي تتمتع بموارد مالية كبيرة في منطقة مجلس التعاون الخليجي وتسعى إلى تطوير منتجات للتكافل العائلي· ويشير: ''كان قطاع التكافل يضم عددا محدودا من الشركات المتخصصة قبل أقل من ثلاثة عقود· وازدهر هذا القطاع حالياً ليصبح اتجاها عالميا يبشر بتحقيق نمو استثنائي لا يقتصر على الدول الإسلامية فحسب، بل يشمل أيضاً أوروبا، أمريكا الشمالية، وسط آسيا وأستراليا، حيث تتواجد جاليات إسلامية ضخمة تمثل سوقاً واعداً''· ويعتمد نجاح قطاع التكافل بشكل كبير على إنجازات المؤسسات المالية الإسلامية، لذا يتحتم العمل على عقد تحالفات استراتيجية وتجمعات بين المؤسسات المالية الإسلامية على الصعيد العالمي· ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع هياكل قانونية شاملة لتنظيم عملها وتطوير بيئة تشريعية تساعد على الاستفادة من ميزات الحلول المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية ، إضافة الى تبني منهج قياسي موحد لأعماله وإيجاد تنسيق بين مختلف ممارسات التكافل، بما يضمن استدامة نمو هذا القطاع وتحقيق منافسة عادلة ومستوى مقبول من الشفافية· ويخلق وجود منهجين مختلفين لعمليات ''التكافل'' هما: ''المضاربة'' المعتمدة على اقتسام الأرباح والخسائر بين الشركة والعميل، و''الوكالة'' التي تستبدل المشاركة برسوم أداء محددة، معضلة لقطاع التكافل، ذلك بالإضافة إلى ان ظهور نمط حديث آخر هو ''الوقف'' سيساهم في تعقيد هذه المشكلة· ورغم ما تواجهه هذه الشركات من صعوبات في الانتشار بسبب الوعي المنقوص بالثقافة التأمينية بشكل عام وضعف الأطر القانونية والمحاسبية تحديدا ، إلا ان هناك موجة من التفاؤل تسود بين القائمين على هذه الشركات في ان تتحول الى منافس قوي لشركات التأمين التقليدية خلال السنوات العشر المقبلة· ويعزو الخبراء هذا التفاؤل الى وجود مؤشرات قوية على اتساع نطاق الطلب على التأمين التكافلي من قبل شرائح واسعة من العملاء والإمكانيات الكبيرة التي ينبئ بها السوق السعودي على وجه التحديد والسوق الخليجي عموما الذي يستقبل نشاط التكافل بشكل جيد· ويرى الخبراء ان نشاط التأمين التكافلي يمكن ان يصبح احد روافد تطور صناعة التأمين في دول المنطقة وذلك في حال وجدت الإرادة السياسية وقدرة الشركات على الوصول الى الشرائح المستهدفة من المجتمع من ذوي الدخل المحدود والمتوسط·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©