الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ملحمة من عراقنا

17 يوليو 2013 22:36
بصرف النظر عن لزوميات الانتماء للوطن العربي الكبير والتي جعلتنا نتعلق بمنتخب العراق الشاب، وهو يصمم ملحمة كروية جميلة بمونديال تركيا، فإن في كيمياء هذه التركيبة الشابة التي قدمتها العراق لكرة القدم العالمية ما يقول بوجود ورود سحرية تنمو بين الحين والآخر في حدائق الشوك واليأس، وما يقول إن الكرة العربية محمولة جنينياً على مضاهاة الكرة العالمية، ومجبولة على أن تكون مصدراً من مصادر الإبداع، بل إن في بزوغ هذه الأقمار الجديدة في سماء مكبدة بالمعاناة والقلق، ما يؤكد ما كنت أذهب إليه عند نقد كرة القدم العربية من أن هواية ونمطية تدبيرنا للمشهد الكروي من قمته إلى قاعدته تجنيان على كثير من الأجيال وتعصفان بكثير من أحلام الشباب. في الظروف التاريخية المرهقة والصعبة التي يجتازها العراق الشقيق والتي لها بالطبع تداعيات سلبية لا ينكرها أحد، تعطينا كرة القدم العراقية ما يقيم الدليل على أن لها أصلاً إبداعياً لا تخرج عنه وعلى أنها قادرة على تحدي ذاتها وظروفها وكل الرماد المنتشر في الساحات لتكون كرة قدم خلاقة برغم كل شيء. وما شاهدناه من ليوث الرافدين وهم ينهون مونديال الأمل والمستقبل في رتبة رابعة مع مرتبة الشرف، لطالما أن المنتخب العراقي الشاب والجسور ما أخفق في الوصول إلى نهائي كان سيكون تاريخياً ومستحقاً، إلا أنه لم يكن في مباراة النصف نهائي محظوظاً عند تنفيذ ركلات الترجيح أمام المنتخب الأوروجوياني، ما شاهدناه يقول إن الكرة العراقية لها سند بشري يمكن أن تطمئن له في بناء أساسات المستقبل. تنقلت غداة انتهاء مونديال تركيا بين مواقع صحفية أوروبية في محاولة لرصد ردات الفعل حيال هذا الذي قدمه ليوث الرافدين في ملحمتهم الكروية، فوجدت غير الإعجاب والانبهار ما يقول بأن الشباب العراقي قدم ملمحاً جديداً لما يمكن أن تكون عليه الكرة العالمية في القادم من السنوات، الانضباط بأعلى درجاته في تجميع وصلات الإبداع الفردي لتقديم معزوفة جماعية، والقدرة على الخلق برسم خط بياني تصاعدي يعطي رقياً مضطرداً للأداء. لن أقول: إن هذا المنتخب العراقي ولد من عدم أو أنه ولد أسطوري على ضفاف الأناضول، وأبخس حق الاتحاد العراقي لكرة القدم في أن له دور في هذا النجاح، لكنني مصر على أن أعرف كيف سيتعاطى الاتحاد العراقي مع هذه الومضة السحرية والجميلة ليجعلها شمساً تضيء المستقبل؟، فما أكثر ما نبث مثل هذه الورود في كرتنا العربية، وجنينا عليها بأن جعلناها تذبل بهواية وسوء التدبير. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©