عدد اليوم
ساسي جبيل (تونس)
تحتضن مدينة القيروان التونسية فعاليات الدورة الرابعة للقاء المكان الدولي الذي تتواصل فعالياته إلى 13 أكتوبر بمشاركة دولية متميزة وبرنامج متنوع.
المهرجان المتنقل في عدد من المدن التونسية حط الرحال هذا العام في عاصمة الأغالبة، القيروان التي قال عنها الفنان العالمي بول كلي في مذكراته: «أسرني اللون. ولا أحتاج إلى البحث عنه، لقد تملكني إلى الأبد، أعرف ذلك المعنى السعيد لهذه اللحظة، أنا واللون بتنا شيئاً واحداً، أنا رسام، فللمكان في القيروان طعم مختلف، فهي المدينة التي لم يتوقف نبضها منذ أن حط بها العرب الأوائل سنة 648 ميلادي ليشكلوا مع السكان الأصليين، وضمن حركة من المد والجزر معنى ثقافياً وحضارياً مبتكراً».
والقيروان هي مدينة الغموض والسحر الذي جلب لها كبار الرحالة والكتاب والفنانين، مثل بول كلي وأوغست ماكيه، مروراً برنار ماريا ريلكه، وأندريه جيد وغي دي موباسان، ونزار قباني، وأدونيس، فهي لا تزال تحتفظ بتوهج الماضي عبر أزقتها وأبوابها ومآذنها وأسواقها ومعالمها التاريخية، وهي في نفس الوقت تنبض بروح جماليات وثقافة العصر، من خلال كوكبة من كبار الشعراء والكتاب والمثقفين والفنانين. وكانت هذه الفضاءات مساحة للفنانين الزائرين لها خلال هذا اللقاء، من خلال الورشات في اللون والنحت، ومن خلال مداخلات فنية في الأماكن العامة، وعروض فن الفيديو والندوات والأمسيات الثقافية والشعرية والسهرات الموسيقية.
شهد اللقاء نّدوة خاصة بالسّوق الفنّية في العالم العربي وأفريقيا والعالم بمشاركة فاتح بن عامر، وفاروق يوسف، وابراهيم الحسين، والحبيب بيدة، وسمير التريكي ونذيرة لقون، وكريستين بروكبور، كما كان للمشاركين من تونس والكويت ومصر وليبيا ولبنان والمغرب وفرنسا والأرجنتين والعراق والدنمارك وإسبانيا وفلسطين والأردن والجزائر والسودان والسنغال مساحات شاسعة لتقديم أعمال فنية متميزة أضفت على المدينة رونقاً مختلفاً.
