الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هدنة 24 ساعة في عرسال والجيش يطالب فرنسا بتسريع توريد الأسلحة

هدنة 24 ساعة في عرسال والجيش يطالب فرنسا بتسريع توريد الأسلحة
6 أغسطس 2014 15:46
دخلت جبهة القتال الدائر بين الجيش اللبناني والمتشددين القادمين من سوريا ببلدة عرسال الحدودية في يومها الرابع، هدنة لمدة 24 ساعة تنتهي عند الرابعة بعد ظهر اليوم بتوقيت جرينتش، سعيا لإفساح المجال أمام وساطة لهيئة علماء المسلمين في لبنان لإنهاء المعارك التي شهدت أمس مقتل جنديين إضافيين لترتفع الحصيلة إلى 16، قبل أن تشهد الجهود المبذولة ما وصف بـ«بادرة حسن نية» تمثلت بإطلاق سراح 3 عناصر من قوى الأمن بين الأسرى المحتجزين لدى المسلحين، والذين قدرت مصادر أمنية عددهم بنحو 40 جنديا وشرطيا وليس 22 كما كان يعتقد سابقا. وقال مصدر أمني «إن وقف إطلاق النار المقرر بداية من الساعة السابعة مساء (الثامن بتوقيت الإمارات) يهدف إلى السماح بوقت لوسيط هيئة علماء المسلمين للتحري عن مصير 22 جنديا فقدوا منذ سيطر المسلحون من جبهة النصرة وتنظيم «داعش» على عرسال السبت الماضي». وأضاف «أن المسلحين أفرجوا عن ثلاثة من أفراد الشرطة كانوا يحتجزونهم هم رامي جمال وخالد صالح وطانيوس مراد الذين نقلوا إلى مستشفى قريب». بينما وصف مسلح الإجراء بأنه بادرة حسن نوايا للسماح بإجراء محادثات، وسط تحدث مصادر لم تذكر عن اسمها عن أن المسلحين ما زالوا يحتجزون نحو 40 فردا من الجيش والشرطة. وغادر وفد الهيئة الذي أصيب 4 من عناصره بإطلاق نار مساء أمس الأول عرسال بعد أن اجتمعوا مع المسلحين الذين قالوا وفق المصادر «إنهم مستعدون للانسحاب إذا وافق الجيش اللبناني على العودة لحراسة نقاط التفتيش خارج عرسال وعدم دخول البلدة ذاتها». وقال عضو الهيئة رائد حليحل خلال مؤتمر صحفي في البقاع «إن الهيئة طرحت مبادرة تتضمن 3 نقاط، الأولى إطلاق سراح الجنود المحتجزين لدى المسلحين، والثانية انسحاب المسلحين إلى سوريا، والثالثة إطلاق سراح قيادي محتجز بجبهة النصرة أو إغلاق ملفه عبر القضاء اللبناني المختص». لافتا إلى أن التفاوض داخل عرسال يتم بالتنسيق مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام وقيادة الجيش، وأن الهدف من التحرك هو إعادة الوضع الطبيعي إلى البلدة وعودة المسلحين إلى سوريا. وأضاف «أن هناك مسببات لما يحدث في عرسال، فهناك فصيل لبناني يقاتل في سوريا (في إشارة إلى حزب الله)، ولا يجوز أن تجر هذه الحرب إلى لبنان، ولا أن يدفع الجيش اللبناني أي فاتورة لأي مكون لبناني»، مشددا على أن المبادرة مستمرة، وربما تكون هناك زيارات أخرى لعرسال لهذا الهدف. وأكد رئيس الهيئة الشيخ مالك جديدة أن الهيئة لن تتراجع عن مبادرتها، وعن كل ما من شأنه حقن الدماء، وإبعاد شبح الفتنة وتنفيس الكرب عن قرابة مئة ألف أو يزيد من أهل عرسال والنازحين السوريين. وكانت مصادر أمنية قالت «إن جنديين قتلا في الاشتباكات فجرا»، وأشارت إلى اندلاع معارك صباحا أثناء محاولة الجيش استعادة السيطرة على مبان سيطر عليها المتشددون. وأظهرت لقطات مصورة نشرها الجيش اللبناني سبع جثث لرجال يُفترض انهم متشددون علاوة على لقطات لأكثر من عشرين رجلا احتجزهم جنود بعد أن هاجموا عرسال. وعرض الجيش لقطات كذلك لبنادق وبطاقات هوية وهواتف محمولة قيل إنها ضُبطت مع هؤلاء الرجال. وقال نشطاء سوريون ومسعفون «إن القتال أضر كثيرا بمخيمات يعيش فيها عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يقيمون في البلدة وحولها، وأوضح أحد هؤلاء «الوضع سيئ. . العائلات محاصرة داخل البلدة. . النازحون في الطرقات. . يوجد نقص حاد في الخبز. والوضع الطبي سيئ جدا». وبالتزامن، أغلق عدد من المحتجين عدة طرق في طرابلس شمال لبنان، والتي شهدت أيضا إغلاق معظم المتاجر أبوابها وبدت الشوارع مهجورة بعد أن فتح مسلحون النار على حافلة تقل جنودا في منطقة باب التبانة مما أدى إلى جرح 7 على الأقل. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن المسلحين أطلقوا النار أيضا على عدة مواقع للجيش في المدينة التي شهدت مقتل طفلة أصيبت بطلقة رصاص في الرأس وإصابة 4 آخرين بجروح. كما حاول محتجون قطع الطريق الدولية من طرابلس إلى الحدود السورية، ورموا حجارة على باص ينقل جنودا، ما دفع الجيش لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، دون وقوع إصابات. إلى ذلك، قال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أمس إن الوضع الأمني في محيط عرسال خطير، مؤكدا أن المعركة التي يخوضها الجيش ليست إلا حلقة في أشكال مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وأينما كان، وأضاف «أن معركة الجيش ضد الإرهابيين والتكفيريين مستمرة، والجيش مصر على استعادة العسكريين المفقودين». وطالب في تصريحات لوكالة «فرانس برس» فرنسا بتسريع تسليم الأسلحة التي من المقرر أن يحصل عليها بموجب هبة سعودية، وقال «هذه المعركة تستلزم معدات وآليات وتقنيات يفتقد إليها الجيش، من هنا ضرورة الإسراع في تزويده المساعدات العسكرية اللازمة، عبر تثبيت لوائح ألأسلحة المطلوبة ضمن الهبة السعودية عبر فرنسا ومؤتمر روما لدعم الجيش الذي عقد في يونيو بمشاركة دول عدة غربية وعربية». وسارعت الحكومة الفرنسية إلى الرد على طلب قهوجي بتأكيد استعدادها لتلبية الحاجات اللبنانية، وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية «نحن على اتصال وثيق مع شركائنا من أجل تلبية احتياجات لبنان، وفرنسا ملتزمة بالكامل بدعم الجيش اللبناني الذي هو ركيزة استقرار لبنان ووحدته». فيما أفاد المكتب الإعلامي للرئيس السابق ميشال سليمان عن تلقيه اتصالا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن العزيز عاهل المملكة العربية السعودية أكد خلاله عزمه على الإسراع في تنفيذ الدعم الاستثنائي للجيش اللبناني، ووقوف المملكة بجانب المؤسسة العسكرية في مواجهة الإرهاب، وإدانته لهذه الأعمال البعيدة عن قيم الإنسان والإنسانية». وأكد وزير الاعلام رمزي جريج أن مجلس الوزراء أعطى الغطاء السياسي الكامل للجيش في المعركة في عرسال، وقال «إن هدف بيان رئيس الحكومة تمام سلام أمس الأول، كان ابراز تضامن الحكومة مع الجيش، لافتا الى أن مجلس الوزراء متأهب للانعقاد في اي وقت من أجل اتخاذ الاجراءات في ضوء التطورات العسكرية». ولفت الى أن القرار 1701 ترك مجالا لتوسيع نطاق تطبيقه على كامل الحدود وهذا لا يتطلب قرارا جديدا من مجلس الأمن، مشيرا إلى أن مجلس الأمن يستطيع اتخاذ القرار المناسب تلقائيا او بناء لطلب الحكومة اللبنانية. واعتبر وزير الاتصالات بطرس حرب ان ما يجري في عرسال خطير جدا، وان اي سوء ادارة لهذا الملف يؤدي الى واقع غير محمود، داعيا كل الفرق السياسية الى الترفع عن الخلافات الحالية التي تتجاذب القوى السياسية، والعمل موحدين لدعم القوى الشرعية والجيش اللبناني الذي يبذل الارواح في سبيل الدفاع عن أمن الوطن وسلامته. وقال «الظرف دقيق، ولا أعتقد انه اذا كان هناك ملاحظات على اي اداء يجب ان يؤجل هذا الأمر وان نكون جميعا داعمين للجيش وللجهود والتضحيات التي يبذلها، ودعا إلى التعامل مع مخيمات النازحين السوريين الى لبنان التي تحولت الى اماكن يستغلها بعض المتطرفين لكي يحولوا لبنان الى ساحة فالتة وساحة قتال، آملا أن يتمكن الجيش في الأيام القليلة على حسم الموقف في عرسال. وجدد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري دعمه للجيش, وقال في بيان «نعلن اليوم أن معركة الجيش ضد الإرهاب هي معركة كل اللبنانيين وأننا سنكون ظهيرا سياسيا قويا للجيش». واستنكر استهداف مساعي هيئة العلماء المسلمين لحل الأزمة، واكد رفضه أن تتخذ أي جهة مسلحة من تدخل «حزب الله» في القتال في سوريا ذريعة لخرق السيادة اللبنانية والاعتداء على الجيش اللبناني، واستطرد قائلا «إلا اننا نرفض تغطية مشاركة الحزب في القتال السوري خلافا لكل قواعد السيادة والاجماع الوطني». من ناحيته، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن سبب المشكلة في عرسال هو مشاركة «حزب الله» في القتال داخل سوريا، ولكن للأسف من يدفع الثمن هو الجيش اللبناني، وطالما أن الحزب يواصل مخططه في سوريا، سيستمر الجيش معرضا للاعتداءات، وأضاف «نحن جميعنا نؤيد الجيش ولكن الحل هو بانسحاب حزب الله من سوريا وتطبيق القرار 1701 كاملا، وإغلاق الحدود». ورأى أن الأزمة في سوريا لا أفق لها حتى إشعار آخر، فالحرب دائرة بلا هوادة، كما ان الوضع في العراق ليس أفضل حالا من سوريا، والحرب مستمرة ولا يوجد حل في المدى المنظور. (بيروت - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©