يطمح الملياردير المصري سميح ساويرس إلى تحويل قرية راقدة في جبال الألب السويسرية إلى موقع سياحي فخم يضم فنادق مترفة وملعب جولف ومركز تزلج، بغية إنعاش الاقتصاد المتردي في هذا الوادي.
تقع أندرمات (جنوب) على هضبة جرداء مرتفعة تعصف فيها الرياح، وهي على نقيض الريفيرا السويسرية مثل بحيرة جنيف أو بحيرة زيوريخ الذي غالباً ما يستقطب زبائن أثرياء. ويقضي المشروع الضخم لرجل الأعمال سميح ساويرس، مدير شركة “أوراسكوم ديفالبمنت”، بتحويل الأرض الجرداء والصخرية لهذا الموقع العسكري القديم الذي لا يمكن النفاذ إليه إلا عبر ممر سان غوتار إلى واحة استرخاء واستجمام للأكثر حظوة. ويأمل نجل أنسي ساويرس، مؤسس شركة “أوراسكوم” المصرية، الانتهاء من بناء أول فندق خمس نجوم وفلل فاخرة على ارتفاع 1400 متر بحلول العام 2013.
وقد حولت الأعمال هذه القرية التي تضم 1500 نسمة إلى ورشة ضخمة تكثر فيها الحفارات والرافعات. وعلى ملعب الجولف المستقبلي، جرى زرع العشب، في حين يقوم العمال ببناء الطرقات والجسور لتسهيل النفاذ إلى الموقع.
وبعد عشر سنوات تقريباً، سيضم هذا الموقع ستة فنادق تحتوي على أكثر من 800 غرفة وحوالى 500 شقة موزعة على 42 مبنى مدروساً من الناحية الهندسية ويراعي التنمية المستدامة. وسيتم توسيع القرية لتشمل أيضاً حوالى ثلاثين شاليها وألفي موقف للسيارات، فتشكل مجمعا يعمل فيه 2500 شخص. كذلك، سيخضع مركز التزلج المجاور لعملية تجديد ليضم مصاعد ميكانيكية جديدة على مساحة تزلج تصل الى مئة كيلومتر تقريباً.
ويقول ساويرس إن فكرة المشروع بدأت منذ ست سنوات عندما فكر الجيش السويسري في مستقبل جديد لهذا المكان الذي هجره العسكريون، مخلفين وراءهم اقتصاداً محلياً منهاراً. ويضيف رجل الأعمال “تلقيت دعوة من الجيش السويسري لمناقشة كيفية إحياء أندرمات”. ويتابع “في البداية، ظنوا أنني مجنون، ثم اقترحوا علي تنفيذ المشروع”، معبراً عن قناعته بأنه قام بـ “بصفقة رائعة”.
ويرحب سكان أندرمات بالمشروع. فيشرح رئيس البلدية السابق كارل باليتي “كنا نعتمد كثيرا على الجيش، وعندما انسحب، كانت فرصتنا الوحيدة” إعادة إحياء القرية، مشيراً إلى أن الأعمال ساهمت في الحد من نزوح السكان الذين وظف بعضهم في الورش الحالية. ولا يخشى المسؤول السابق عن القرية أن تتحول هذه الأخيرة إلى سان موريتز ثانية. فيقول “سنحظى في النهاية بمزيج جيد من السكان”.
عدد اليوم
