الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بومان»... قوة ميركل الخفية

17 يوليو 2013 22:26
آرني ديلفس وتوني تزوشكا برلين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعوِّل على واحدة من أقدم وأكثر مساعديها انعزالًا لمساعدتها على الفوز في إعادة الانتخاب في سبتمبر المقبل. على مدى عقدين من الزمن إلى جانب ميركل، اكتسبت “بيات بومان”، 49 عاماً، نفوذاً وتأثيراً يخفيهما مسماها كمديرة لمكتب المستشارة، حيث تعمل كمستشارة سياسية، وكاتبة خطابات، ومفاوضة في تشكيل الائتلافات، وحارسة الباب، حسب أربعة أشخاص عملوا معها. وهذا ما يجعل “بومان”، معلمة اللغتين الانجليزية والألمانية السابقة التي تتجنب الظهور في المناسبات العامة وإجراء المقابلات، المساعِدة الأكثر تأثيراً في مقر المستشارية في برلين في وقت تسعى فيه ميركل لولاية ثالثة في انتخابات الثاني والعشرين من سبتمبر. وقد ساهم اعتماد ميركل على “بومان” في صياغة السياسات الألمانية، من الرد الحذر على أزمة الديون في منطقة “اليورو”، التي أرغمت المرأتين على أخذ دورة قصيرة ومكثفة حول الأسواق المالية، إلى قرار المستشارة تجنب عمل عسكري في ليبيا. وتكمن مهمة “بومان” الرئيسية في التحقق من أن قرارات ميركل تجد صدى إيجابيا لها بين الناخبين الألمان. ويقول “كاجو فاسرهوفل”، المسؤول السابق من الحزب “الديمقراطي الاجتماعي”: “إنه وقف على حجم السلطة التي تمتع بها “بومان” عندما حضرت للتفاوض حول ائتلاف الولاية الأولى لحزب ميركل - “الديمقراطيون المسيحيون”- مع حزبه في 2005”. وقال “واسرهوفل” في حوار معه: “بومان كانت تملك تفويضاً من ميركل”. ويقول “هاسرهوفل”، الذي أدار الحملة الانتخابية للحزب “الديمقراطي الاجتماعي”: “إنها تولي اهتماما للتفاصيل، وشخصية يمكن الاعتماد عليها، وتبقي على الأشياء طي الكتمان”، مضيفاً: “إنها تراقب كل شيء دائما”؛ ومن بين المهام الموكولة لها “مراقبة المشهد السياسي وتجنب التهديدات مبكراً”. وبوصفها أعين ميركل وآذانها، تتمتع “بومان” بعلاقات أعمق مع المستشارة مقارنة مع كبار مستشاريها السياسيين وناطقها الرسمي، حسب شخصين يعرفانهما. ويقول مسؤول في المستشارية طلب عدم الكشف عن اسمه إنها هي التي تصمم الرسالة العامة للمستشارة، وتحرر خطاباتها، وتقدم ملاحظات نقدية حول حواراتها مع وسائل الإعلام. ومرة في السنة، تنسحب المرأتان من أجل طرح الأفكار وتدارسها في منتجع “ديرهاجن” على بحر البلطيق في دائرة ميركل الانتخابية. عدا ذلك، يقال إن “بومان” قلما تسافر، ولا تنضم إلى ميركل إلا في الزيارات التي تعتبر بالغة الأهمية، ومن ذلك زيارتها إلى أثينا في أكتوبر الماضي، التي كانت أول زيارة لميركل إلى اليونان خلال أزمة “اليورو” من أجل إظهار دعمها لهذا البلد بعد ثلاث سنوات من اضطرابات الديون والتقشف وتفشي البطالة. كما ذهبت بومان مع ميركل إلى إسرائيل في 2008 من أجل خطاب المستشارة أمام الكنيسيت، يقول المسؤول. يذكر هنا أن مستشاري ميركل في السياسة الخارجية والاقتصاد يسافرون معها إلى كل المحافل والقمم الدولية. ويقول “ريتشارد هيلمر”، رئيس مركز “إنفراتيست ديماب” لاستطلاعات الرأي في حوار معه: “إن بومان بكل تأكيد هي واحدة من الأشخاص الأقل شهرة والأكثر أهمية في المشهد السياسي في برلين”. علاقة المرأتين تعود إلى بداية التسعينيات، عندما جلب المستشار الألماني وقتئذ، هلمت كول، ميركل إلى حكومته الأولى بعد سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية في 1990. كانت “ميركل” قد نشأت تحت الشيوعية، وعملت في مختبر للفيزياء في برلين الشرقية قبل أن تتم تسميتها بنائبة المتحدث باسم أول وآخر حكومة منتخَبة ديمقراطيا في ألمانيا الشرقية. وكانت تبحث عن مساعدين تستطيع الوثوق فيهم بعد تعيينها في منصب وزيرة شؤون النساء الذي خلقه كول من أجلها. أما “بومان”، التي ولدت في 1963 في مدينة “أوزنابروك” قرب الحدود الهولندية، فقد انضمت إلى حزب كول، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، كطالبة لأنها كانت تؤيد نشر الصواريخ الباليستية الأميركية في ألمانيا التي أثارت احتجاجات في بداية الثمانينيات، يقول مسؤول عمل مع بومان. وعلى غرار ميركل، فإنها كانت غريبة على بون، التي كانت ولاتزال العاصمة السياسية لألمانيا. وعندما انتبهت ميركل إلى بومان، قامت العضو الجديدة في الحكومة بتوظيفها مديرة لمكتبها. وأصبحت “ميركل” تعتمد على “بومان” في أكثر من مواعيدها. فكوزيرة للبيئة في 1995، انهارت “ميركل” من شدة الإحباط وأجهشت بالبكاء خلال مفاوضات في مؤتمر للأمم المتحدة حول ارتفاع حرارة الأرض في برلين، حسب كاتب سيرتها الراحل جُرد لانجوث. وأمام الوفد الألماني المجتمع، طلبت “بومان” من ميركل أن تستجمع قواها وتصمد، كما يقول لانجوث. فعادت وفازت بدعم مندوبين عالميين، وهو ما أثمر اتفاقا مازالت تعتبره من بين أكثر لحظات فخرها. ثم تقوت العلاقة عندما انشغل كول بفضيحة تتعلق بتمويل الحزب، ما أفسح الطريق أمام ميركل لتصبح رئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي في 2000. وساعدت بومان ميركل على تجاوز أزمة الحزب. ويقول لورانز ميار، أمين عام الاتحاد الديمقراطي المسيحي السابق إن لدى بومان “أهمية كبيرة جدا” بالنسبة لميركل وصعودها إلى السلطة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©