الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوكوشيما تحاول لملمة جراحها مع راقصي باليه محترفين من باريس

6 أغسطس 2014 00:24
تحاول مدينة فوكوشيما التي ارتبط اسمها بالكارثة النووية التي حلت باليابان قبل أكثر من ثلاث سنوات، العودة إلى الحياة بشتى السبل، بينها الرقص، حيث يحاول راقصو باليه محترفون من دار الأوبرا في باريس تعليم السكان المحليين هذه الرقصة لينسوا مآسيهم. وفي ظل درجات حرارة صيفية مرتفعة، وصلت إلى 40 درجة مئوية في فوكوشيما، أتى عدد من راقصات وراقصي دار الأوبرا في باريس لبضعة أيام إلى مدارس منطقة توهوكو المنكوبة، ليتشاركوا بتقنياتهم وحبهم للرقص مع عشرات الطلبة. وهذه المرة الثانية التي يزور فيها راقصو الباليه الفرنسيون المحترفون هذه المنطقة التي شهدت في 11 مارس 2011 زلزالاً عنيفاً، تبعته موجة تسونامي عملاقة، أسفرت عن أكثر من 18 ألف قتيل، وتسببت بكارثة نووية. وفي مدرسة «تاكوشي هيتومي» للباليه في فوكوشيما، كان حوالى أربعين تلميذاً على موعد مع الراقصين المحترفين. وعمر بعض هؤلاء الطلبة لا يتعدى الأعوام العشرة، إلا أن بعض البالغين أصبحوا محترفين. ويظهر التأثر جلياً في أعينهم لدى رؤيتهم هؤلاء الراقصين الفرنسيين المحترفين يصغون إليها، يسدون لهم النصائح ويدربونهم. كذلك فإنهم يحفظون ذكريات كثيرة من هذه الدروس. وتتذكر يوكا اوبا، وهي راقصة محترفة، تبلغ 26 عاماً، وتقيم منذ أربع سنوات في منطقة غراند رابيدز بولاية ميتشيجن الأميركية، بكثير من التأثر لحظة حصول كارثة فوكوشيما، قائلة: «كنت في المدرسة يوم الكارثة، قبيل بدء الدروس». وتروي «كنت انتظر تجديد تأشيرتي. بعد الكارثة، لم أكن أعلم إذا ما كنت سأستطيع العودة إلى الولايات المتحدة، كنت قلقة». لكنها اليوم تبدو سعيدة. وتقول: «أنا متأثرة جداً لرؤية راقصين بهذه الشهرة في المدرسة. أعود دائماً خلال الصيف، وأُساعد في التحضيرات في حال كان هناك أي حفل»، على حد تعبير يوكا. وليست يوكا وحدها التي تشعر بالتأثر، إذ تقول راقصة الباليه الفرنسية المحترفة دوروتيه جيلبير: «أجدهم شجعان. من الصعب بعد كارثة كهذه إعادة تجميعهم لقواهم ومعرفة كيفية المضي قدماً». وتضيف: «الوقت يمر. ويجب عدم التطلع كثيراً إلى الوراء بل بناء المستقبل». وتشير جيلبير إلى أنها جاءت «من البعيد، من فرنسا من باريس» لتعليم جميع هؤلاء الراقصين المبتدئين، قائلة: «ثمة عناصر جيدين. إنهم منضبطون جداً. عموماً، يتعين عليهم التركيز على حركة الجزء العلوي من الجسم، على الكتفين ووضعية الجسم». وتقول مويو ساكاي، البالغة 12 عاماً، ببنيتها الهزيلة، وبابتسامة عريضة: «اليوم تعلمت كيف أحافظ على وضعية يدي عندما أقوم بالاستدارة. حتى إنني تعلمت كيفية التعبير عن الأحاسيس بواسطة الحركة». وكما حال الكثيرين سواها، اضطرت هذه الطفلة لمغادرة المدينة بعد الكارثة. وتقول: «لم أكن أفكر إلا بالباليه.. حالما تمكنا من العودة إلى ديارنا، استأنفت الدراسة». (فوكوشيما، اليابان،أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©