الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

للصائم فرحتان.. عند فطره ولقاء ربه

15 يوليو 2015 19:15
أحمد محمد (القاهرة) الصوم سبب في سعادة الدارين، والسعادة والفرح هما في نيل رضوان الله تعالى والالتزام بما أمر والابتعاد عما نهى، وقد خلق الإنسان وجعل به الحاجات العضوية والغرائز، والصوم نعمة من الله على المسلمين وجعله وقاية لهم من المنزلقات في الآثام، لذلك يفرح المؤمن برحمة الله. فعندما يلتزم بأمر الله يفرح بجزاء الله العظيم له، سواء في الدنيا أو الآخرة، ففي الدنيا يعطيه الله الحياة الهنيئة وفي الآخرة الفوز العظيم، ومن الأمور التي يفرح بها المؤمن في الدنيا والآخرة وتكون سببا له في السعادة في الحياتين الصيام والأجر عليه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه». عاجل وآجل قال العلامة عبدالرحمن السعدي، هذان ثوابان عاجل وآجل، فالعاجل مشاهد إذا أفطر الصائم فرح بنعمة الله عليه بتكميل الصيام، وفرح بنيل شهواته التي منع منها في النهار، والآجل فرحه عند لقاء ربه برضوانه وكرامته، وهذا الفرح المعجل نموذج ذلك الفرح المؤجل، وأن الله سيجمعهما للصائم، وفيه الإشارة إلى أن الصائم إذا قارب فطره، وحصلت له هذه الفرحة، فإنها تقابل ما مر عليها في نهاره من مشقة ترك الشهوات، فهي من باب التنشيط، وإنهاض الهمم على الخير. تقرباً وطاعة وقال ابن رجب، أما فرحة الصائم عند فطره، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً، فكما أن الله حرم على الصائم في النهار تناول الشهوات، فقد أذن له فيها في ليل الصيام، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره، فأحب عباده إليه أعجلهم فطراً، والله وملائكته يصلون على المتسحرين، فالصائم ترك شهواته لله بالنهار، تقرباً إليه وطاعة له، ويبادر إليها في الليل تقرباً إلى مولاه، وأكل وشرب وحمد الله، وفي الحديث: «إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها». أما فرحه يوم يفطر، بأن الله أعانه على أن صام هذا الشهر، فإذا دخل شوال، انتهى الصيام وبقي الأجر والغفران، إذا أفطر الصائم فرح بفطره، لأن النفس لا تعرف قيمة النعمة إلا إذا حرمت منها، ففرحة المسلم الأولى هي انتهاء صومه فجعل الله ذلك عيدا للمسلم بعد رمضان يفرح به وبالأجر العظيم، فيفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام. الدرجات العلى وفرحته الأخرى في الآخرة في الدرجات العلى في الجنة، وأن الله قد خصص له بابا يدخل فيه إلى الجنة وهو «الريان» لا يدخله إلا الصائمون، وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه، فرح فرحاً لا حزن بعده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©