الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«روما 1960» أكبر تجمع رياضي منذ انطلاق «الأولمبياد»

«روما 1960» أكبر تجمع رياضي منذ انطلاق «الأولمبياد»
14 يوليو 2012
نيقوسيا (ا ف ب) - لم تجمع دورة أولمبية سابقة من اللاعبين والدول كما جمعت دورة روما عام 1960 التي أقيمت من 25 أغسطس إلى 11 سبتمبر بمشاركة 5348 رياضياً، بينهم 610 لاعبات من 84 بلداً، بينها جنوب أفريقيا التي غابت بعدها بسبب الحظر الذي فرض عليها لاعتمادها سياسة التمييز العنصري، ولم تعد إلى الساحة الاولمبية إلا عام 1992 في دورة برشلونة. وحضر الألمان ضمن بعثة موحدة، كما حضر للمرة الأولى رياضيون من المغرب والسودان وتونس والجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر)، وسان مارينو وتبارى المشاركون في 151 مسابقة ضمن 17 لعبة هي: ألعاب القوى والتجديف وكرة السلة والملاكمة والكانوي كاياك والدراجات والفروسية والمبارزة وكرة القدم والجمباز ورقع الأثقال والهوكي على العشب والمصارعة والسباحة والخماسي الحديث والرماية واليخوت. وحل الاتحاد السوفييتي في المركز الأول برصيد 103 ميداليات، منها 43 ذهبية، مقابل 71 ميدالية (34 ذهبية) للولايات المتحدة و36 (13 ذهبية) لإيطاليا، وتمثل الرصيد العربي بفضيتين وبرونزيتين من خلال إحراز المغربي عبدالسلام الراضي المركز الثاني في سباق الماراتون، والمصري عثمان السيد المركز الثاني في المصارعة اليونانية-الرومانية (وزن الذبابة)، ومواطنه عبدالمنعم الجندي المركز الثالث في الملاكمة (وزن الذبابة)، والعراقي عبدالواحد عزيز المركز الثالث في رفع الأثقال (وزن الخفيف). نجاح كبير وعرفت الألعاب نجاحاً كبيراً ولا سيما من خلال النقل التلفزيوني المباشر أو المسجل ورائدته شركة “اوروفيزيون” التي نقلت وقائع حفل الافتتاح مباشرة إلى 20 دولة أوروبية، وتابع وقائع المسابقات مواطنو 100 دولة، بينها اليابان والولايات المتحدة وكندا. وبات نشيد “ساماراس وبالاماس” نشيدا ثابتاً للألعاب في الدولة التي استوحت التقاليد والرموز الرومانية في كل شيء حتى في الشعار والتاريخ وكتابة أرقام أيامه وشهره بالأحرف الرومانية. وتأقلم العالم مع القوتين العظمتين الطاغيتين، وصادفت الألعاب وبزوغ نجم الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف وتحضير الرئيس الأميركي جون كنيدي حملته الانتخابية، وإلى العظمة الإيطالية في الافتتاح والتنظيم والاحتفالات، حيث عاش الجميع مشاهد، وكأنهم يمثلون في أفلام فريدريكو فيلليني، فإن جانب المنافسات والأسماء الكبيرة يبقى الأبرز في “الأولمبياد”. فعلى رغم تفوق لي كالهون ورالف بوسطن ودون براج في سباق 110 م حواجز والوثب الطويل والقفز بالزانة، فإن ألعاب القوى الأميركية “تراجعت” وتوج الألماني الغربي أرفين هاري والإيطالي ليفيو بيروتي بطلين لسباقي 100 و200 م، والألماني كارل كوفمان في 400 م. لقب الماراثون الأول وبرز في المسافات المتوسطة النيوزيلندي بيتر سنيل والأسترالي هيربرت ايليوت، وتألق الإثيوبي الحافي القدمين ابيبي بيكيلا، ففاز في الماراثون وأهدى أفريقيا لقبها الكبير الأول في سباق عريق لـ “أم الألعاب”. الملاكم كلاي وتألقت الاميركية ويلما رودولف “الغزالة السمراء” ففازت بثلاث ذهبيات في المسافات القصيرة، وتعرف الناس على وجه جديد في الملاكمة هو الأميركي كاسيوس كلاي (محمد علي لاحقاً). وكان الأستراليون مميزين في السباحة، لكن نهاية سباق 100 م حرة شهدت جدلاً كبيراً، إذ منح حكمان من أصل ثلاثة مكلفين بتحديد صاحب المركز الأول الفوز للأسترالي جون ديفيت، فيما اعتبر الثالث الأميركي لانس لارسن فائزاً، بيد أن حكمين من الثلاثة المكلفين بتحديد صاحب المركز الثاني أعلنوا أن ديفيت حل ثانياً، وأكد الثالث أن لارسن هو الوصيف. وقرر الحكم الرئيس منح الفوز للسباح الأسترالي، لكن وفي ضوء التوقيت الذي ضبطه الميقاتيون سجل 2 :55 ثانية في مقابل 1 :55 للارسن، وبناء عليه، قرر الحكم الرئيس تعديل التوقيت الرسمي علماً أن الصورة النهائية “فوتوفينش” أكدت فوز لارسن، وحاول المسؤولون الأميركيون في السنوات الأربع التالية تعديل القرار لكن دون جدوى. تميز إيطالي ولم يسبق أن حقق الإيطاليون إنجازات فوق العادة في الدورات السابقة، لكنهم أرادوا أن يكونوا متألقين على أرضهم، هكذا تميز بيروتي وحطم الرقم العالمي في سباق 200 م (5 :20 ثانية)، رقم اعتبر وقتذاك إعجازياً، انه عداء “جيجولو” ينافس مرتدياً نظارة سوداء ويتفوق على “أسودين” الأميركي لي كارني والفرنسي الأفريقي عبدالله سيي، متقدماً عليهما بفارق مترين. والنجم الإيطالي الأخر، كان الملاكم نينو بنفونيتي الذي إستقطب الأضواء على رغم أنها دورة “كاسيوس كلاي” وجسد قصة ابن مدينة تريستي الشجاع (22 عاماً) الذي فاز بذهبية وزن 67 كلج، في إطار سيطرته الأوروبية المطلقة التي إستمرت عشرة أعوام. وواجه بنفونيتي خمسة ملاكمين تباعاً، أولهم وأبرزهم الفرنسي جوسلين الذي قال عنه “ولما نلت منه أدركت أنني سأتوج بالذهب، وكان هناك أيضاً الكوري كين سو كين الذي فاز علي بعد ست سنوات في بداية مسيرتي الاحترافية ملحقاً بي الخسارة الأولى”. ثلاثية لافتة في المقابل سجل الأميركيون “ثلاثية” لافتة في 110 م حواجز، فإلى تحطيم كالهون الرقم الأولمبي (8 :13 ثانية)، وحل ويلي ماي ثانياً، وهايز جونز ثالثاً. وكان مواطنهم اوتيس ديفيس المرشح الأوفر حظاً لحصد لقب سباق 400 م، لكن الألماني كوفمان أدخل رأسه قبله عند خط النهاية فحل أولاً، أما النتيجة الزمنية فكانت تحطيمها الرقم القياسي العالمي (9 :44 ث). وتكرر المشهد ذاته في 100 م مع الألماني هاري (23 عاماً) بفوزه على الأميركي دايف سايم (2 :10 ث) بأسلوب “الانقضاض على خط النهاية” مسجلاً الفوز الأوروبي الأول على المسافة منذ دورة 1924. والملاحظ أن السيطرة الأميركية على سباقات الجري وألعاب القوى عموماً اهتزت لكنها لم تتدحرج، وهذا ما أكده رالف بوسطن من خلال فوزه في الوثب الطويل 12 .8 م، محطماً رقماً “عجوزاً” لمواطنه جيسي اوينز وتحت أنظاره، صمد 24 عاماً، أي منذ دورة برلين 1936. الغزالة السمراء لكن المجد الأميركي اختصر بـ “الغزالة السمراء” ويلما رودولف ابنة الـ 20 ربيعاً، ورسخته في ذاكرة الأجيال من خلال فوزها بذهبيات 100 م (11 ث) وهو رقم عالمي جديد لم يعتمد نظراً لسرعة الرياح، و200 م (24 ث)، والتتابع 4 مرات 100 م (5 :44). ومن يصدق أن رودولف كانت مصابة بالشلل في صغرها، وأمضت سبعة أعوام في العلاج، وهي أم لطفلة من غير زواج، وهذا ما أخفته عن وسائل الإعلام، وتلفت رودولف أن الفرنسيين أطلقوا عليها لقب “الغزالة السمراء”، “فالأميركيون البيض كانوا ينادونني بالغزالة فقط حين تمثل الولايات المتحدة في الخارج، أما تسمية الغزالة الزنجية فناداني بها أميركيون كثر في الداخل لأن التمييز العنصري كان قوياً وسائداً وقتذاك”. وتتذكر رودولف أنها تعثرت خلال التدريب وسقطت أرضاً “فشاركت في السباقات وساقي مربوطة، كان سباق 100 م رائعاً، أسفت لعدم اعتماد الرقم عالمياً، ولا أزال متأثرة بسباق التتابع، تدربت من أجله مع العداءات الثلاث الأخريات طيلة خمسة أعوام كنا في جامعة واحدة، وجاء الفوز بمثابة مكافأة كبيرة”. الأمسية الأخيرة وفي الأمسية الأخيرة لنزالات الملاكمة، قطف الأميركيون ثلاث ذهبيات، إذ فاز ويلبرت ماكلور في وزن 71 كلج، وادوارد كرووك 75 كلج وكاسيوس كلاي 81 كلج، إلا أن الأخير (18 عاماً) كانت له السطوة على الأضواء، وهو لفت الأنظار إليه منذ بدء الألعاب، إذ كان يختلط بالجميع يحادثهم ويقدم لهم “دبابيس تذكارية”. المزاح والقفز وفي غرفة تغيير الملابس لا يكف من المزاح والقفز وفق ما كان يعتمده على الحلقة، وتوج “مسيرته” بإسقاطه في النهائي البولندي زبيجينيو بيترزيكوسكي بطل أوروبا ثلاث مرات وثالث دورة ملبورن 1956، وهو عوض في الجولة الثالثة الحاسمة تعثرة في الجولتين السابقتين، فمضى نحو الذهب من خلال لكماته اليمينية التي أسالت الدماء على وجه منافسه العسراوي المتفوق، فخسر بالضربة القاضية، والاستسلام. وكانت البداية المشرقة والنزاع مع المحيط والحكومة لفتى اتجه إلى الملاكمة مصادفة، وهو في الثالثة عشرة من عمره حين فوجىء بسرقة دراجته في حديقة لويزفيل، وفي إطار بحثه عنها وتوجهه غاضباً لإبلاغ ضابط الشرطة في المنطقة، ولم يكن سوى المدرب جو مارتن الذي أرشده إلى “الفن النبيل”. فرنسا أبرز الفاشلين نيقوسيا (أ ف ب) - تعد البعثة الفرنسية الكبيرة (237 شخصاً) من أبرز الفاشلين في دورة روما حيث لم تحصل إلا على فضيتين وثلاث برونزيات، ما جعل صحيفة الفيجارو تنشر “كاريكاتورا” تهكمياً يظهر الجنرال شارل ديجول غاضباً موجهاً لومه إلى مسؤولي الرياضة الفرنسيين، قائلاً لهم “حتى في الرياضة علي أن أشمر عن ساعدي وانزل إلى الميدان”. وحل ميشال جازي ثانيا في 1500 م، علماً بأن مواطنه ومنافسه المباشر ميشال برنار لعب من دون قصد دور الطريدة المحفزة للأسترالي هيربرت إليوت الذي حطم الرقم العالمي مسجلاً 6 :35 :3 دقائق. أستراليا تسيطر على السباحة نيقوسيا (أ ف ب) - فعلت الفرادة الأسترالية فعلها مجدداً في السباحة بدورة روما، إذ حصدت دون فرايز لقب 100 م حرة، وإضافة إلى تتويج ديفيت في سباق الرجال، فاز موري روز في 400 م وديفيد تهايل في 100 م ظهراً، و”الفتى الرائع” جون كونراد (18 عاماً)، الذي عانى بدوره من الشلل في طفولته، في 1500 م. وكان رقم كونراد ابن العائلة اللاجئة من ليتوانيا مثالياً في ذلك الحين (17 :19 :6 د)، وهو على غرار أقرانه لا يجد في ما يحققه غريباً “زاولنا التدريب لتمضية أوقات الفراغ، كنا نخرج من المدرسة عند الثالثة بعد الظهر، وكانت السباحة تسليتنا الوحيدة، كنت أقيم مع عائلتي في مخيم للاجئين يبعد 500 كلم عن الشاطىء، والطقس الحار هناك وملائم جدا للنزول في مياه حوض السباحة. وجد الأستراليون في هذه الرياضة ضالتهم الكبرى للتقدم والبروز عالمياً، أعدوا برنامج التدريب والتطور التنافسي منذ سن العاشرة، وهو أسلوب اتبعه الأميركيون لاحقاً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©