انتهجت الإمارات استراتيجية متكاملة التطعيمات ضد الأمراض، وخصصت برنامجاً وطنياً لتطعيم الأطفال، وتعطى هذه التطعيمات عن طريق الحقن أو الفم بهدف قتل الجراثيم المسببة للأمراض وتحصين الجسم ضدها والسيطرة عليها.
ومن الأمراض التي تتواجد على مدار العام، وتنشط في فصل الشتاء فيروس «الروتا» أو كما يطلق عليه عالمياً «الفيروس الديمقراطي» وسبب تسميته أنه ديمقراطي في إصابته جميع الأطفال تحت سن خمس سنوات بلا استثناء.
الإمارات سباقة
وأكد الدكتور شريف مسعد، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى صقر، أن الإمارات من الدول السباقة في دعم وتطوير برنامج التحصينات، وبدأت منذ أسابيع إعطاء الأطفال الحديثي الولادة التطعيم الجديد الخاص بفيروس «الروتا» «الفيروس الديمقراطي»، وذلك من خلال مراكز الرعاية الأولية والصحية على مستوى إمارة رأس الخيمة، حيث توفر تلك المنشآت الصحية كل التطعيمات لحديثي الولادة والسن الأكبر، وجميع الفئات من الأطفال دون الخامسة، وطلاب المدارس، البالغين، والفئات المعرضة للخطورة، والمسافرين والعمالة الوافدة، مع إدخال اللقاحات الجديدة لضمان جودة الخدمات الصحية وسلامة البرنامج.
الفيروس وقال: إن إدخال هذا النوع من الجرعات الوقائية ضمن البرنامج الوطني للتطعيمات سيسهم في تخفيض أعداد الأطفال المصابين، كما سيوفر على الدولة مبالغ مالية كبيرة نتيجة للعلاجات التي تقدمها للطفل المصاب.
الإسهال الفيروسي
وأوضح أن فيروس «الروتا» يعد السبب الرئيسي للإسهال الفيروسي لدى الرضع وصغار السن، وهو من أشهر الفيروسات المسببة للنزلة المعوية والتهابات القناة الهضمية عموماً، والتي يصاب بها 95% من الأطفال دون سن الخامسة «ما يقارب 150 مليون حالة إسهال سنويا»، مشيراً إلى أن هذا الفيروس يصيب الأطفال في أي عمر وحتى الكبار في السن من قليلي المناعة، وأولئك الذين لم يتعرضوا للإصابة به سابقاً، وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن الفيروس يتسبب في وفاة 600 ألف طفل سنوياً حول العالم، منوهاً إلى أن خطورة المرض تكمن في أنه يصيب الأطفال في السنة الأولى من عمرهم، حيث لايكون جهاز المناعة لديهم متطوراً بشكل كاف فيأخذ المرض أقسى أعراضه، وقد يكون مسبوقاً بالتهاب في المجاري التنفسية العليا.
الأعراض
وأوضح أن أعراض الإصابة بـ «الروتا»، تماثل أعراض النزلات المعوية الأخرى، مثل، القيء، والحرارة الشديدة، وتقلصات المعدة والأمعاء والإسهال المائي، الذي قد يستمر من 3 إلى 8 أيام، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، أما بالنسبة للنزلة المعوية فلا يتم تحديد سببها إلا بالتحليل المخبري.
وقال إن الأطباء يعزون السبب في الإصابة بهذا الفيروس إلى ارتفاع درجة الحرارة ومعدل الرطوبة، اللذين يهيئان لبيئة خصبة لنشاط الميكروبات، وكذلك وجود الأطفال في الأماكن المزدحمة، وعدم مراعاة قواعد النظافة العامة، وازدياد السفر والرحلات، وتناول الوجبات الجاهزة خارج المنزل، وتكمن خطورتها في أنها تؤدي إلى الجفاف الذي قد يودي بحياة الأطفال، خاصة الرضع منهم الذين يعجزون عن التعبير عن شعورهم بالعطش، فتتدهور أحوالهم الصحية.
ويقول حسن حمد العامري، أب لخمسة أبناء: إنه لم يغفل منذ ولادة ابنه البكر تطعيمه في الوقت المحدد، منوهاً بأن الدولة قدمت مشكورة كل وسائل الصحة والسلامة للأطفال منذ الصغر، وبشكل مجاني موضحاً أن الجرعة التطعيمية الواحدة تتراوح بين 250- 400 درهم.
وقال محمد غانم «أبو منصور»: إن برنامج التطعيم الوطني من أهم وأكثر البرامج التطعيمية المهمة التي تنتهجها الإمارات ويراد منها تحقيق مستوى طبي عالمي المستوى يشمل مختلف فئات المجتمع منذ سن الولادة، موضحاً أن الدولة لا تدخر جهداً ولا مادة من أجل إدراج أي لقاح جديد يعود بالفائدة على المواطنين، والأمر لا يتوقف عند التطعيمات فقط، بل يشمل برامج للتوعية والإرشاد الذي من جانب وزارة الصحة.
وقالت أم سلامة: إنها لازمت ابنها المريض بالفيروس طوال فترة مرضه ونتيجة لقلة الوعي لم تكن تعلم أنه معد خصوصاً في هذا العمر ومع مراجعتها للطبيب نصحها بعزل المريض عن باقي إخوته، خاصة الطفل الحديث الولادة وبالسؤال والتحري عرفت أن هناك لقاحاً لعلاج فيروس الروتا ضمن برنامج التطعيم الوطني، لكن لتعدي عمر ابنها أربعة أشهر لم تتمكن من الاستفادة من الجرعة، مطالبة الجهات المعنية بضرورة رفع مستوى المعرفة لدى الأسر والإخبار بوجود لقاح جديد للمرض يتم صرفه مجاناً للأطفال من سن الولادة حتى عمر أربعة أشهر.
التطعيم المبكر
أكدت إدارة منطقة رأس الخيمة الطبية أن الإجراء الأكثر فاعلية للوقاية من الأمراض الميكروبية والبكتيرية والفيروسية المعدية، هو التطعيم المبكر في من سن الولادة، حيث تخصص عدة تطعيمات متنوعة واستطاعت الإمارات استئصال الكثير من الأمراض المعدية المستهدفة بالبرنامج مثل «الجدري، وشلل الأطفال، والكزاز الوليدى، والحصبة، والحصبة الألمانية»، بالإضافة إلى السيطرة على الأمراض المعدية الأخرى مثل «السل، والأمراض المعدية، إلى جانب إدراج تطعيمات جديدة ضمن البرنامج الوطني للتحصين وهو لقاح الروتا ولقاح الثلاثي للأطفال، وبدأت وزارة الصحة منذ أسابيع في إدخال تطعيم الروتا «الفيروس الديمقراطي» والذي يعطى للأطفال من سن الشهرين، حيث تعتمد منظمة الصحة العالمية التطعيم على أنه الإستراتيجية الوحيدة الفعالة للوقاية من الإصابة بالتهابات المعدة والأمعاء، التي تنتج عن الإصابة بفيروس الروتا وجرعة التلقيح «التطعيم» من فيروس الروتا متوفرة في الدولة.
عدد اليوم
