السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمن غربة الحياة

7 أغسطس 2006 00:37
الحياة جميلة ومشوقة ومليئة تارة بالسعادة والحب وتارة اخرى مليئة بالشقاء والتعب والاحزان وساعات كثيرة لا تحوي لنا شيئا خاصة في ظل المغريات الحالية والمنتشرة في كل مكان كالانترنت والكمبيوتر والفضائيات ونحن في هذه الحياة نبحث ونجرب ونأكل ونشرب ونولد ونموت ثم نحيى في الاخرة ولا نبقى في مكان واحد نذهب الى اميركا واوروبا وافريقيا ثم نعود مرة اخرى في المكان الذي ولدنا فيه ونحن سائرون في الحياة مخيرين احيانا ومسيرين احيانا اخرى تحكمنا القوانين الوضعية وفي حالة مخالفتها نعاقب ونسجن وندفع من اعمارنا الشيء الكثير وقد نخسر كل شيء فلا يبقى لنا صاحب ولا سند ولا زوجة ولا حبيب ونعيش حياة الغربة فكل شيء من حولنا سيصبح فيما بعد غربة فلا احد يعرف احد ولا صديق يستجيب لك ولا يبقى أخ يمد لك يده، كل يبحث عن ضالته وعن شهواته واكثرنا يجري ويلهث وراء جمع الدراهم والدولارات والجنيهات ليزيد رصيده في البنك وآخرون يكنزون الذهب والمجوهرات في حين ان غالبية الناس لا يملكون قنطارا من الشعير أو القمح وبالطبع الأغنياء يزدادون ثروة على حساب هؤلاء الفقراء وبعضا من الاغنياء لو كان باستطاعته ان يمنع الهواء عن الضعفاء لفعل دون تردد دون وازع من ضمير أو دين أما الفقير المحتاج يبقى ساعات النهار كالفأر يبحث عن قطعة جبن تسد رمقه بينما يبقى ساعات الليل نائما على الرصيف أو تحت شاحنة متوقفة·· وان غضب ورفع صوته ورفع الرايات فلن يسمعه احد ولن يستجيب فرد لنداءاته وعليه ان يحلم ويحلم الى ما لا نهاية وقد يتعجله الموت دهسا تحت عجلات السيارات واذا كان سائق السيارة بلا ضمير فيلوذ بالفرار واذا كانت الاشارة حمراء لا يتوقف فشبع جثة الفقير تطارده نعم هكذا الحياة فلا أحد يسأل عن احد ان اصابه مكروه ورغم ذلك نتمنى العودة الى الماضي ونتمنى العيش في عالم افضل بكل ما في النفس من امل ومن تفاؤل كيف لنا ان نتعلم الحب الحقيقي والتعاون والمساعدة ما بين الناس حتى تكون كلمتنا خضراء وقلوبنا صافية لكن للأسف تصاب القلوب بالتصحر وتموت الانسانية في اعماقنا نعم يولد معنا الحقد والحسد والكراهية والبغض والانانية لأن الاشياء الجميلة انعدمت فينا كبشر، فالحياة العصرية الحالية جعلتنا نتوقف في محطة العذاب فكيف للانسان الضعيف ان يمارس حياته بشكل طبيعي وسط هذا العذاب وسط هذه الغربة؟ وللحديث بقية·· محمد صالح بداه - دبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©