الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التبرج الزوجي ضروري

7 أغسطس 2006 00:37
منذ فترة تعالت أصوات تنادي بعجرمة النساء، وبالمقابل تنادي أصوات نسائية بضرورة أن يتكظم الرجال في إشارة لنموذج المطرب العراقي كاظم الساهر· وسواء اتفقنا مع هذه الدعوات أو اختلفنا معها، إلا أنها إشارة إلى وجود أزمة بين الأزواج والزوجات في علاقتهما الخاصة مع بعضهما البعض، مما يجعل عملية التجميل للآخر من الأمور غير الواردة في ثقافة الأسرة، بحجة العيب والحياء المزيف لدى المرأة في عدم تبرجها لزوجها والتفنن في إرضائه، بينما هي تتبرج في الخارج تبرج الجاهلية الأولى من غير حياء، فأي تناقض هذا الذي نعيشه في غرف نومنا وهو الذي يوشك أن يذيب أواصر الحياة الأسرية· وأي جاهلية جنسية نعيشها اليوم، وهي البعيدة عن هدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذي حذر أمته من ذلك، وكان يبعث عند عودته من السفر من يخبر أهل المدينة بقدومهم (حتى تمتشط الشعثاء وتستعد المغيبة)· احببت أن أكتب هذه المقدمة وأنا أدعو الأزواج والزوجات إلى (التبرج الزوجي) وهو يختلف عن تبرج الجاهلية الأولى ويختلف أيضاً عن تبرج جاهلية القرن الحادي والعشرين، ولكن أريد أن (تتبرج الزوجة لزوجها وأن يتجمل الزوج لامرأته) من أجل الاستمتاع بالحياة الزوجية وحتى يرضي كل واحد منهما الآخر· وليس بالضرورة أن تكون العجرمة والتكظم هما النموذجان البديلان ولكن الأصل أن يسعى الطرفان إلى أن يتذكر أنه يعيش مع كائن له احتياجات لن يحصل عليها بطريقة شرعية سوى منه، وإلا سيفتح على شريكه أبواب الفضائيات والمواقع الإباحية المجانية ودروب الرذيلة بشتى عناوينها· فالواقع اليوم لا يرحم، كما صرحت بذلك الكاتبة البريطانية فيكس وارد في تحقيق صحفي كشف وجود تحالف واضح وقوي بين مجلات المرأة ومجلات الجنس، وربما يتمكن الطرفان من إسعاد بعضهما إذا استطاعا أن يفرقا بين مفهوم النضج والربط بينه وبين الهدوء والجدية، فقد يكون نضج العلاقة الزوجية في الرجوع للكثير من عبث الطفولة ومرح الشباب مضافة إليها القليل من إمكانات مرحلة النضج· وفي النهاية سنلحظ أنه لو اهتم كل طرف بشريكه في أدق التفصيلات التي تسعده فإنه بذلك يتأسى بنموذج اسلامي· نحن لاندعو لعجرمة النساء أوتكظيم الرجال بل ندعو ''لتفطيم النساء'' و''علية الرجال'' فتلك هي النماذج التي نجحت في تقديم النموذج المثالي والقدوة الحسنة للعش الهادئ· داليا الحديدي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©