لابد من اليمن وإن طال السفر!!

كنت ومازلت وسأظل أطالب بإقامة دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم في جمهورية اليمن الحبيبة، ولكن الآن ومع تغير الأوضاع وتسارعها خاصة الأوضاع الأمنية تحديداً وبعد أن طال التخريب أشخاصاً وأماكن عدة منها ملعب نادي الشعلة أحد ملاعب التدريب في الدورة الذي تم تخريبه من قبل بعض الخارجين. أقول الآن لابد من قرار جريء وسريع يدعو الى تأجيل البطولة عاما أو أكثر أو ترحيلها من اليمن هذه المرة على أن تعود إلى اليمن مرة أخرى في أقرب فرصة بعد أن تستقر الأوضاع بشكل يطمئن الجميع، ولن يضر هذا القرار أحداً. الهاجس الأمني يظل أهم هاجس لدى كل الناس، وحتى وإن وضعت اليمن 30 ألف جندي لحراسة وحماية الدورة وهو عدد هائل وكبير ومكلف، غير أن حادثاً واحداً قد يحدث ـ لا سمح الله ـ قد يعكر صفو الدورة ككل ويوقفها وقد يلغيها وهو ما قد يؤثر على مستقبل الدورة ككل وعلى شكل اليمن من الأساس. أعرف أن عدة مدربين لمنتخبات خليجية منها منتخب سلطنة عمان والكويت يرفضان بشدة الذهاب مع فريقيهما لليمن للمشاركة في الدورة وهو ما أعلن بكل صراحة ..إذن ماذا ننتظر !! إذا كانت كل دولنا الخليجية أصيبت بحالة من “الخجل السياسي” تجاه ما يحدث في اليمن في الوقت الراهن وتسارع الأحداث فيها في الأسابيع الماضية ولم تستطع حتى الآن أن تطالب بتأجيل البطولة أو ترحيلها مع أنه أمر واجب وضروري الآن، فإنني أطالب الأخوة في اليمن وأعرف قدرتهم وشجاعتهم على مواجهة الأمر بطلب منهم بتأجيل البطولة، وأثق أن هذا الأمر سيجد ترحيباً من الجميع، خاصة وأن ظروفاً أخرى معاكسة كثيرة واجهت وستواجه البطولة كان منها إلغاء الألعاب المصاحبة.. ثم القرعة.. ثم تزامن البطولة مع أحداث دولية أهم، منها دورة الألعاب الآسيوية ثم كأس الأمم الآسيوية وكلا البطولتين تمثلان من الأهمية ما يدعو الجميع لتغليب المصلحة الدولية الرسمية على بطولة نعرف قدرها وقيمتها، وهو ما يدفع معظم الدول للمشاركة في الدورة بالمنتخبات السنية الأقل وفي كل الحالات ستفقد البطولة مذاقها. لقد عدت من اليمن قبل عدة أيام في الزيارة الدورية التي نقوم بها في قناة أبوظبي الرياضية من أجل الوقوف على كافة الترتيبات الخاصة بنقل البطولة، وإن بدت الأمور مستقرة إلا أنه تظل هناك لمسات تشعرك بالقلق. إن القلق الذي تسببه البطولة للإخوة في اليمن الآن أكثر من القلق الذي لدينا، وكلنا سيتفهم طلب التأجيل. الأفضل للجميع هو تأجيل البطولة بدلاً من أن تلغى في منتصفها، والأفضل أن يأتي طلب التأجيل من الإخوة في اليمن قبل أن يأتي من اتحادات الكرة في دول الخليج التي تنتظر إشارة بالتأجيل. البعد الخامس: الموقف المتشائم ليس كله سلبي.. بل بإمعان النظر سنجد أنه يحمل عقلانية تضاعف حجم المسؤولية الذاتية. يعقوب السعدي | Yakoob.Alsaadi@admedia.ae