العنابي يستعيد روح البطل والعميد يفتقد إلى التركيز

ضرب الفريق الأول بنادي الوحدة عدة عصافير بالفوز المستحق الذي حققه على النصر أمس الأول في الجولة السادسة من بطولة دوري المحترفين، باستاد آل نهيان بأبوظبي، حيث استعاد روح البطل التي ظهر بها وقدم عرضا هو الأفضل له منذ انطلاقة الموسم الحالي وتوجه بهدفين رائعين كفلا له نقاط المباراة الثلاث ولولا سوء الطالع وتألق حارس النصر عبد الله موسى لكانت الغلة مضاعفة. أيضا من الإيجابيات تثبيت الحارس الشاب علي الحوسني لقدميه وأدائه لمباراة جيدة في مواجهة مهاجمين متميزين مثل بانجورا وكارلوس اللذان سببا صداعا مستمرا لدفاع الوحدة. ويحسب الظهور الجيد للاعب يعقوب الحوسني الذي أخطأ لكنه اجتهد في تصحيح خطئه في كرة بانجورا التي أبعدها من على خط المرمى مانعا هدفا أكيدا للعميد. وبالرغم من ذلك ظهرت بعض السلبيات على أداء المنظومة الدفاعية للفريق ككل وكادت تكلفه أهدافا، وتمثلت هذه السلبيات في الاندفاع المبالغ فيه نحو الهجوم للظهيرين في غياب التغطية السليمة. ومع أن البرازيلي بيانو قدم واحدة من أفضل مبارياته ولعب أدوارا دفاعية في كثير من الأحيان بجانب إحرازه لهدفي المباراة، إلا أنه في بعض المناسبات كان أنانينا أكثر من اللازم ولم يتعاون بالشكل المطلوب مع زملائه في خط المقدمة. وإجمالا أبدع الوحدة في الأداء وتميز بشكل لافت لكنه ما زال يمتلك الأفضل ليقدمه في المباريات المقبلة، والجيد أن لاعبيه ركزوا على تقديم السهل الممتنع حيث وهذا ما جعلهم يقدمون كرة قدم نظيفة حيث لم يتلق أي لاعب وحداوي إنذارا في المباراة. الأسلوب الدفاعي أرهق العميد في المقابل لم يكن العميد سيئا لكن الاستراتيجية التي اعتمد عليها في البداية بترك كارلوس وحيدا مع التركيز على التمرير الطويل أتاحت الفرصة للوحدة الذي فرض إيقاعه على المباراة بشكل كامل ليكون الضغط كبيرا على المدافعين الذين وقعوا في أخطاء كثيرة ليلجأوا في كثير من الأحيان إلى تعطيل اللعب بالشد من القميص أو ارتكاب المخالفات الصريحة وكلفهم ذلك ثلاث إنذارات. ومن الغرائب أن يحافظ الفريق على نفس أسلوب اللعب بعد أن تأخر بالهدف الأول في مرماه، كما كانت من أبرز العيوب غياب التركيز بالذات لمهاجمين بحجم كارلوس وبانجورا اللذين لم يكونا في يومهما. ويجب هنا أن نرفع القبعة للحارس عبد الله موسى الذي كان النجم الأول في المباراة وحرم الوحدة من ثلاثة أهداف أكيدة على الأقل. المباراة بصفة عامة كانت جيدة حفلت بالمتعة والإثارة خاصة في جزئها الأخير الذي شهد هجمات متبادلة سريعة وفرصا كثيفة ضائعة. أما بالنسبة للطاقم التحكيمي بقيادة محمد عبد الكريم فقد كان مرنا وساعده في ذلك الأداء السلس والتعاون التام من اللاعبين. تيتي سعيد بالأداء وعقب المباراة قال البرازيلي تيتي مدرب فريق الوحدة: قدمنا مباراة جيدة، وأداء ممتازاً على مدار الشوطين، وأعتبر هذه المباراة هي الأفضل للفريق منذ أن توليت مهمة الإشراف على تدريبه، وهذا لا يعني أننا لم نرتكب بعض الأخطاء لكنها تبقى أخطاء واردة، والجيد أن الخط البياني واصل الصعود بشكل ملحوظ وأعتقد أنه لولا براعة حارس النصر لتمكننا من إضافة ثلاثة أهداف أخرى. وأضاف: إذا استثنينا مباراة العين في كأس الرابطة التي افتقدنا فيها عناصر كثيرة، فإن الفريق منذ لقاء الجزيرة في تطور ملحوظ، خاصة في المنظومة الدفاعية التي تحسنت بشكل ملحوظ عن ما كانت عليه قبل ذلك، وهذا نتيجة عمل على جميع الخطوط لأن العمل الدفاعي لا يقتصر على المدافعين فقط بل يشمل كل الفريق بدءا من المهاجمين عندما يفقد الفريق الكرة، والآن اللاعبين أصبحوا أكثر ثقة وهناك توازن في العمل وهدوء في الأداء وهذا هو المطلوب، كما أن إضاعة الفرص أصبحت في طريقها إلى التلاشي قياسا بمباراتي الجزيرة والعين في الدوري واللتين تعتبر من المباريات القوية جدا وهذا ما يجب أن نأخذه في الحسبان، وفي النهاية المهم بالنسبة لنا بالدرجة الأولى هو الفوز وهذا ما أصبح يتحقق في المباراتين الأخيرتين في البطولة. وتابع: لقد ركزنا بشكل كبير خلال عملنا في الفترة الماضية على الجانب الأيسر الذي عانى الخلل والوضع تحسن كثيرا، ولن نكتفي بذلك بل سنواصل العمل على جميع خطوط اللعب حتى نصل إلى المستوى الذي نتطلع إليه خاصة أن الثقة أصبحت حاضرة عند الفريق والانسجام كبير. وعن استبداله لمواطنه هوجو الذي قدم مباراة جيدة قياسا بمبارياته السابقة وصنع الهدف الثاني، قال: هوجو قلت سرعته لذلك سحبته ودفعت بالشحي حتى أحافظ على الرتم السريع للفريق الذي كان خلاقا في هذه المباراة. وأكد تيتي رضاه التام وسعادته الكبيرة بالمستوى والنتيجة متمنيا أن تكون مباراة أمس الأول بمثابة انطلاقة جديدة للفريق الذي يهمه الدفاع عن لقبه كبطل للدوري وحاليا استعاد مساره الصحيح، كما أن مباريات الدوري تعتبر أفضل إعداد للاستحقاق الأكبر المتمثل في المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية التي بدأ عدها التنازلي. واختتم متمنيا العودة السريعة للاعبيه المصابين حتى تتكامل الصفوف بشكل كامل ويكون الفريق ككل على أهبة الاستعداد. باروت: نحتاج إلى عمل شاق والوحدة استحق الفوز أبوظبي (الاتحاد) ـ هنأ عيد باروت مدرب فريق النصر، فريق الوحدة بالفوز، مؤكداً أن الأخير يستحق الفوز، قياسا بمردود الطرفين في المباراة واستثماره لفرصه بشكل أفضل وقال: ينتظرنا عمل شاق في المرحلة المقبلة وقد تسلمت مهمة التدريب قبل خمسة أيام فقط من هذه المباراة وهي فترة ليست كافية لعلاج السلبيات التي يعاني منها الفريق، وسأواصل العمل حتى يعود النصر إلى وضعه الطبيعي. وعن الأسلوب الذي اعتمد عليه فريقه وهو التمركز في الخلف والتركيز على الإرسال الطويل، قال: هذا ليس أسلوبي لكن أحيانا يفرض هذا الواقع نفسه على اللاعبين خلال مجريات المباراة وقد صنعنا فرصا كثيرة لكن كارلوس وبانجورا لم يحالفهما التوفيق في استثمارها، إلا أنني أؤكد على أن هذين اللاعبين يمثلان إضافة كبيرة للفريق وهما قادران على تقديم أفضل ما عندهما في الفترة القادمة. وأوضح: يمكن في أي مباراة ألا يصل الفريق في شوط كامل إلى مرمى المنافس لكنه رغم ذلك يستطيع أن يفوز بعد ذلك وهذا ليس مقياساً فلكل مباراة ظروفها وقد كنا نلعب مع الوحدة على ملعبه وصحيح أننا لم نهاجم في ربع الساعة الأول لكن بعد ذلك هاجمنا وخلقنا فرص التسجيل. وأضاف: تعاملنا مع فريق الوحدة باحترام ولا أريد أن أتحدث عن لاعبين بعينهم في فريقي أو أنتقدهم في وسائل الإعلام لكن كانت هناك أخطاء وسلبيات في الأداء قادت إلى هذه الخسارة وسنعمل على علاجها وسيكون العمل مع كل اللاعبين وفي كل خطوط اللعب. وأبدى باروت سعادته الكبيرة بالمستوى الذي قدمه لاعبه البديل عبد الله أحمد، وقال: هذا اللاعب من اللاعبين الشباب وسعدت كثيرا بالمستوى الذي قدمه حيث مثل إضافة للفريق، وأتمنى أن يحافظ على هذا المستوى وأن يثبت نفسه بقوة هو وزملاؤه الشباب. واعتبر أن فرصة بانجورا التي أنقذها يعقوب الحوسني لو جاء منها هدف لكان شكل المباراة تغير. وجدد باروت في ختام حديثه خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة التأكيد على أن العمل سيتواصل بجدية وصولا إلى المستوى المنتظر أن يقدمه فريق النصر واضعا ثقته الكبيرة في لاعبيه من ذوي الخبرة والشباب والأجانب. مطر: ظهرنا بمستوانا الحقيقي أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد إسماعيل مطر أن فريقه الوحدة ظهر بمستواه الحقيقي أمام النصر حيث لعب بروح عالية وجماعية، معتبرا أن هذه المباراة تمثل استمرار العودة التدريجية للفريق الذي يتطور من مباراة إلى أخرى وهذا مؤشر على أن الفترة المقبلة ستشهد استمرار هذا التطور خاصة أن الروح الجماعية والانسجام أصبحا سمتين مميزتين للفريق مؤخرا. وقال: المباراة كانت جيدة والنصر قدم مباراة كبيرة حيث أضاع فرصا كما أضعنا فرصا أيضا كان بالإمكان أن تجعل النتيجة أكبر والمباراة إجمالا كانت جيدة وجميلة وحفلت بالعطاء. وعن زميله هوجو، قال: مع مرور الوقت يزداد انسجامه مع المجموعة وفي هذه المباراة كان أفضل عن المباريات التي سبقتها، والانسجام بشكل عام يساهم في الأداء الجماعي. واعتبر مطر أن عدم تعاون بيانو بالشكل المطلوب في خط المقدمة ليس أمرا غريبا لأن المهاجم بطبعه يميل إلى التسجيل بنفسه، لكن التفاهم والانسجام بينه وبقية اللاعبين موجود. فهد مسعود يلوم بيانو على الأنانية أبوظبي (الاتحاد) ـ عاتب مدفعجي الوحدة فهد مسعود زميله في الفريق المهاجم بيانو على عدم تمريره الكرة إلى زملائه الذين يكونون في وضعية أفضل منه في مواجهة المرمى وإصراره على التسجيل بنفسه الشئ الذي تسبب في إهدار الفرص، وهو ما جعله يستاء بشكل لافت خلال مجريات المباراة، وقال: في بعض الأحيان كان من الممكن أن يمرر بيانو الكرة إلى إسماعيل أو الشحي اللذين كانا في وضعية جيدة للتسجيل وأعتقد أنه مال إلى اللعب الفردي في بعض الأحيان وهذا لا ينفي أنه تألق في المباراة وسجل الهدفين لكن كان بالإمكان أفضل مما كان. وعن توجهه إلى فريق النصر مباشرة بعد صافرة النهاية، قال: ذهبت لتحية المدرب المتميز عيد باروت وأهنئه وفريقه على المستوى الجيد فهو مدرب كفء يستحق الاحترام والتقدير على عمله المتميز وأتمنى له التوفيق مع النصر. وعن المباراة، قال: هذه أفضل مباراة لنا منذ بداية الموسم وحفلت بالبذل والعطاء والتركيز على لعب الكرة السهلة ونعتبرها بداية جديدة لنا هذا الموسم وسنعمل على المواصلة بذات النسق في الفترة القادمة حتى نعود بالفريق إلى مكانه الطبيعي في قمة ترتيب البطولة. محمد علي: التغيير لا يحدث في يوم وليلة أبوظبي (الاتحاد) ـ قال محمد علي عمر لاعب فريق النصر: نبارك للوحدة الفوز ونواسي أنفسنا في هذه الخسارة التي لم تكن لأننا كنا سيئين بقدر ما إننا لم نتمكن من استثمار الفرص التي تهيأت بالشكل الجيد بعكس الوحدة الذي استطاع تسجيل هدفين. وأضاف: النصر قادم ويجب ألا نتعجل على المدرب عيد باروت الذي تولى المهمة منذ وقت قصير جدا، والتغيير لا يحدث في يوم وليلة بل يحتاج إلى وقت، والفريق قادر تحت قيادته على استعادة وضعه الطبيعي ويقدم المستويات المطلوبة. وأكد محمد علي أن الوضع الحالي للفريق ليس جيدا لكن المنافسة ما زالت في جولاتها الأولى والمشوار ما زال طويلا وبالعمل الجاد والتركيز في الفترة المقبلة سيعود العميد قويا. وأبدى اللاعب النصراوي ثقته مع زملائه في قدرتهم على تحسين صورة الفريق إلى الأفضل في المستقبل.