إعداد - عدنان عضيمة:
مع الطفرة الكبيرة التي تشهدها عروض الفيديو عبر شبكة الإنترنت، سارعت كبريات شركات الإنتاج التلفزيوني في الولايات المتحدة إلى استغلال الفكرة عن طريق ابتكار باقة جديدة من قنوات الحزمة العريضة يكون في وسعها عرض عدد ضخم من الأفلام إلى المشاهدين دفعة واحدة· والآن، تسعى محطة إن بي سي يونيفيرسال التابعة لشركة جنرال إلكتريك إلى تأسيس سلسلة من مواقع الفيديو على شبكة الويب موجهة إلى الشباب مثل outzoneTV.com وموقع للبرامج الكوميدية عنوانه dotcomedy.com وغيرهما· ومن ناحية أخرى، شرعت شركة سي بي إس كوربوريشن بتشغيل قناة جديدة تدعى Innertube وهي قناة إنترنت تبث أفلام الفيديو دون انقطاع للشباب والمراهقين؛ وتم أيضاً افتتاح قناة أخرى تدعى showbuza.com تبث قصصاً مصورة عن حياة وفضائح نجوم هوليوود·
ويبدو بوضوح للخبراء أن هذه الموجة الجديدة من الاختراق الفيديو الضخم لمواقع الإنترنت لن تتوقف أبداً بل إنها آخذة بالنمو والانتشار، حيث افتتحت شركة واحدة تدعى سكريبس أكثر من 12 قناة ذات حزمة عريضة مخصصة لعرض الأفلام التثقيفية الخاصة بأعمال التصميم الجمالي الدقيق كنحت المجوهرات والأشغال الخشبية وغيرها·
ولا يختلف أمر هذه الأنظمة الجديدة في بث الأفلام عن تلك التي تبثّ بموجبها الأقنية التلفزيونية برامجها، إلا في كون التحكم بها يتم عن طريق الماوس · وبدلاً من ظهور العرض الحي متواصلاً لا انقطاع فيه مثلما يحدث في بث الأفلام التلفزيونية، فإن عروض أفلام الفيديو عبر الويب تتم عن طريق الاختيار من قائمة مثبتة على شكل شريط يمكن استحضاره بنقر الفأرة إلى جانب الشاشة ليتولى المشاهد انتقاء الفيلم الذي يناسب مزاجه· وفيما تقدم بعض مواقع الإنترنت عروضاً كاملة غير متقطعة، فإن بعض مواقع الإنترنت تتخصص بعرض لقطات ومشاهد مختارة من الأفلام التي تعرضها المواقع الأخرى·
ولعل أهم ما تجدر الإشارة إليه في هذا الشأن هو أن عروض الفيديو على الويب مازالت مجانية بحيث لا يطلب ممن يريد الدخول إليها أن يكون مشتركاً فيها ولا أن يدفع أي رسوم للدخول· ومن المحتمل ألا يستمر الحال على هذا النحو في المستقبل، خاصة وأن الكثير من مشغلي الإنترنت يتدارسون الآن عدة طروحات لزيادة عوائدهم؛ ومنها مثلاً نظام ادفع لكل مشاهدة وادفع لكل نقرة فأرة بالإضافة لأنظمة الاشتراك في المواقع ذاتها· وفي الوقت الراهن، تحصل الشركات المشرفة على تشغيل فيديو الإنترنت على عوائدها وأرباحها من خلال الإعلانات وحدها لتشبه بذلك شركات تشغيل محركات البحث وبعض أنواع المواقع الأخرى·
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الفوز بقناة أفلام على أحد مواقع الإنترنت يمكن أن ينطوي على بعض الصعوبات· وخلال السنوات الماضية، عمدت شركات الإنتاج التلفزيوني إلى العمل على زيادة أرباحها من خلال طرق غير تقليدية عندما راحت تعرض قسماً من إنتاجها على مواقع الإنترنت· واتجهت شركة سي بي إس نحو بيع حلقات مسلسلاتها وأفلامها لشركتي جوجل فيديو ووالت ديزني ·
والسؤال المطروح الآن في أوساط الإنتاج التلفزيوني في الولايات المتحدة: ما تأثير هذا التطور على الشركات المتخصصة بتشغيل التقنية التلفزيونية؟·
وتضيف الصحيفة أن المدراء التنفيذيين لشبكات التلفزيون عبروا عن مخاوفهم من سحب البساط من تحت أرجلهم بسبب هذا التوجه الجديد الذي يصب في مصلحة شركات أخرى لا علاقة لها بالإنتاج التلفزيوني على الإطلاق مثل جوجل وياهو ومايكروسوفت؛ كما أن ذلك سيؤثر على عوائد الشركات المتخصصة ببث أفلام الفيديو العادية على مواقع الإنترنت·
وعبّر منتجو مواد الفيديو عن عدم قلقهم من أن يعرض إنتاجهم عن طريق جوجل وياهو بدلاً من الأقنية التلفزيونية طالما أنهم سيحصلون في نهاية المطاف على عوائدهم من بيعها؛ ولكنهم عبروا عن بعض التذمر من أن إنتاجهم سوف يعرض عن طريق مواقع الإنترنت على مشاهدين انتقائيين طالما أن هذه المواقع تتيح لهم اختيار ما يناسب أذواقهم· ويعود ذلك لكون الأفلام المتخصصة أرخص من الأفلام الخاصة بالتسلية والترفيه لأنها لا تعتمد على السيناريو والقيم الإنتاجية الرفيعة كفنيات الإخراج والمؤثرات الصوتية والخدع السينمائية وغيرها·
كادر تطور كبير
يقول جوردان ليفين المدير التنفيذي السابق لشركة ''وورنر بروس'' لإنتاج الأفلام: نحن الآن في مستهلّ تطور كبير في عدد أقنية الفيديو ذات الحزمة العريضة المبثوثة على شبكة الإنترنت · وعمد ليفين مؤخراً إلى تأسيس شركة إنتاج تلفزيوني تدعى Generate تعمل في ميدان إنتاج مواد أفلام الفيديو الصالحة للبث عبر الحزم العريضة للإنترنت والموبايل؛ وهي فكرة استثمارية يمكنها أن تحقق أرباحاً طائلة من خلال بيع الأفلام إلى الأقنية الجديدة التي تحثّ الخطى لاحتلال أكبر عدد من مواقع الإنترنت·
الصورة شركات الإنتاج التلفزيوني تعرض قسماً من إنتاجها على مواقع الإنترنت
عدد اليوم
