موسكو (رويترز، د ب ا) - قالت وكالات أنباء أمس، إن سفينتين روسيتين في طريقهما إلى مناورات بحرية قبالة سوريا هذا الشهر تقومان بتحميل ذخيرة لتفريغها في ميناء طرطوس السوري. وروسيا هي الداعم الأجنبي الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد في الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهراً ضد حكمه وأكبر مورد سلاح له. وتستأجر روسيا منشأة للصيانة البحرية والامداد في طرطوس تمثل القاعدة العسكرية الوحيدة لروسيا خارج الاتحاد السوفييتي السابق. وقال مصدر في هيئة الأركان العامة الروسية لوكالة «ايتار تاس» للأنباء إن سفينة الانزال كاليننجراد رست في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود لتحميل ذخيرة وأن من المقرر أيضاً وصول سفينة الانزال الكسندر شابالين إلى هناك لنفس الغرض. غير أنه لم تتضح الجهة التي سترسل إليها الذخيرة.
وقال اندريه فرولوف وهو خبير بحري في مركز كاست للدراسات الأمنية والدفاعية الروسي «من المحتمل أن تكون السفينتان تسلمان ذخيرة ما للسوريين أو ربما تحملانها للقاعدة البحرية الروسية». وأضاف أنها إذا كانت للسوريين «فمن المستبعد أن تكون شيئاً جديداً. لكن قد تكون بعض أجزاء أنظمة أسلحة. ربما تنقلان ذخيرة ما تم إصلاحها في روسيا». ورفضت وزارة الدفاع التعليق بشأن التقارير. ونقلت وكالة ايتار تاس عن مصدر عسكري لم تكشف عنه قوله إن السفينتين الحربيتين ستنضمان إلى 7 سفن أخرى على الأقل قبالة سوريا لما قالت وزارة الدفاع إنها ستكون أكبر مناورة بحرية تجريها روسيا منذ عقود. وقال فرولوف إن نطاق المناورات ربما يهدف إلى تسليط الضوء على المصالح الروسية في سوريا حيث رفضت مراراً التدخل الخارجي. وعرقلت روسيا 3 مرات صدور قرار من مجلس الأمن الدولي للضغط على الأسد لإنهاء العنف من جانب القوات الموالية له وسلمت أسلحة بنحو مليار دولار لسوريا عام 2011 . وقال كاست إنه كان من المقرر أن ترسل أسلحة بنصف مليار دولار في العام الماضي.
وأفاد مصدر مقرب من روسوبورونكسبورت التي تحتكر صادرات الأسلحة الروسية أن موسكو لم توقع عقوداً جديدة مع سوريا في 2012 لكنها دافعت عن التزامها بالعقود القائمة. وفي الصيف الماضي انتقدت أميركا محاولة روسيا تسليم طائرات هليكوبتر تم اصلاحها لسوريا ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مزاعم روسيا بأن تسليم الطائرات لا علاقة له بالعنف في سوريا بأنها «غير صحيحة بالمرة». وعادت السفينة التي تحمل الطائرات الهليكوبتر عندما الغت شركة تأمين بريطانية تغطيتها للسفينة بعد أن علمت أنها تحمل أسلحة. ووعدت روسيا بتسليم الطائرات بعد رفع علم آخر على السفينة.
من جهة أخرى، قال الجنرال جيراسيموف رئيس هيئة الأركان الروسية إن أي تدخل عسكري في سوريا سيكون له عواقب كارثية. وذكر جيراسيموف «يستند موقفنا على أن السوريين يجب أن يحلوا مشاكلهم. ويمكن أن يكون لأي تدخل عسكري خارجي عواقب كارثية للمنطقة». وأعلن جيراسيموف عقب اجتماع مجلس روسيا - الناتو في بروكسل أن الأركان العامة الروسية تتابع الأوضاع الخاصة بنشر منظومات صواريخ باتريوت في تركيا. وقال «يشكل أي تجميع للأسلحة، وخاصة في المناطق التي تواجه أزمات، أخطاراً إضافية». وأضاف «هناك خطر آخر مرتبط باحتمال تدبير استفزازات تجاه الأسلحة أو العسكريين المشغولين بصيانتها».
عدد اليوم
