بعد انتهاء دوامي وأثناء عودتي الى بيتي، اعترضتني امرأة في كامل زينتها، قبل وصولي الى سيارتي، يبدو من مظهرها كل احترام فقالت لي إنها في ورطة مادية وطلبت مني مبلغاً من المال فأعطيتها، ولكن عندما صعدت السيارة دقت على زجاج السيارة طالبة ان افتح لها زجاج النافذة، ثم قالت إنها سوف تسدي لي معروفاً وخدمة تجازيني بها مقابل انني اعطيتها مبلغاً من المال بدون سابق معرفة بها، فطلبت مني ان تجلس جواري في السيارة فرحبت بها·
قالت قبل أيام كان معكم ضيوف ظلوا معكم اياماً ثم راحوا، فكان هذا صحيحاً وأضافت: زوجك يقترض مبلغاً قدره كذا وكان ذلك صحيحاً· ثم ذكرت لي عدة حقائق ومواقف كانت كلها صحيحة فاستغربت: كيف عرفت كل هذه المعلومات؟
وفجأة نظرت في عيني مباشرةً وقالت ''اختي انك محسودة إن إحدى السيدات التي كانت مع الضيوف عملت لك عملاً تقصد سحراً ولكن لطيب قلبك سوف افكه لك ''ثم أخرجت من حقيبتها خيط صوف لونه احمر وعقدته عدة عقد وكل عقدة تقول لي بك كذا وحصل لك كذا - والعجيب أن قولها صحيح - واستمرت هكذا الى أن وصلت الى آخر عقدة من الخيط·
وقالت لي اطلبي من الله ان يفك كل عقدك وذكرت مجموعة من الأدعية والأذكار رددتها وأنا منساقة اليها مسلوبة الإرادة، ثم وضعت الخيط في يدي وقالت ضمي يدك وانفخي عدة مرات ففعلت ما طلبت مني فكانت المفاجأة أن انحلت جميع العقد تلقائياً· فصاحت المرأة :الله اكبر الله اكبر لقد انقذتك ولطيبتك انحلت عقدك جميعاً·
وبعدها أصبحت تصيح وتبكي انقذيني كما أنقذتك وهي تتوسل، فخفت كثيراً وقلت: كيف انقذك؟ فقالت إن قدميها مقيدتان لا تقدر الحراك وان ''الجماعة الذين فكوا عملي قيدوها'' ويطلبون مبلغاً معيناً من المال فاعطيتها كل ما لدي ولكن المبلغ لم يكن كافياً فطلبت مني ان اكمله ''بأي شيء من حر مالي: قطعة ذهب او موبايل'' وهي تتوسل وان لم أعطها سوف ينقلب هذا كله علي ويظهر في عيالي وأهلي، فأعطيتها ما تصبو اليه فخرجت من السيارة مسرعة فتبعتها بنظري حتى اختفت وانا في حالة من الذهول والريبة·
وجلست قرابة الربع ساعة استعيد توازني وأفكر في هذا الموقف الغريب وشرد تفكيري فيما حصل لي إلا اني قلت كذب المنجمون ولو صدقوا ·
واستغفرت الله وقرأت قرآناً وتوجهت بعدها الى بيتي منهارة· وتأكدت انني تعرضت لعملية غش وخداع وسحر وشعوذة· وانني اذكر هذا الموقف لكي تنتبه إليه جميع النساء حتى لا يقعن ضحية لهذا الغش فما هو الا سحر مغلف فاحذروه·
شذى الفحل سعد
عدد اليوم
