الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حبر على الإشارة الضوئية

حبر على الإشارة الضوئية
14 يوليو 2012
(1) هذه الموجات البشرية الهائلة التي تجتاح العالم العربي، وتطالب بمحاكمة الفاسدين.. هذه الموجات تنسى حقيقة مهمة لا يمكن لأحد إنكارها وهي أن هؤلاء هم عرب أقحاح مثلنا.... مخا ومخيخا ونخاعات، ولا يستحقون منا هذه المعاملة الجافة، وهم لم يسرقوا ولم يبطشوا ولم ينفشوا أنفسهم علينا لأنهم يريدون ذلك، بل لأن الشيطان .. الشيطان ما غيره .. طغاهم وضللهم وأبعدهم عن سواء السبيل. ما كان لأي ممن نسميهم بالفاسدين أن يمد يديه للمال العام، ولا أن يستغل الخصخصة والتحول الاقتصادي ليجني المليارات، ما كان لأي منهم أن يفعل ذلك بنا وبوطنه وأمته لولا غواية الشيطان. ينبغي أن لا نشغل أجهزتنا الحكومية، ولا القضاء العسكري والمدني وما بينهما، بهذا الهراء الذي يسمى محاكمات، فنوقف أبناء الوطن ونسجنهم ونحكم عليهم، لكأنهم جناة أو مجرمون وشذاذ آفاق.. حرام يا جماعة الخير!! الشر واضح ، ومصدر الشر واضح، إنه الشيطان ما غيره .. إنه عدونا جميعا ليوم الدين، فلنترك أخوتنا الفاسدين، ولنركز على أصل الشر، فلنطارد الشيطان ونحاكمه، ونترك أخوتنا المرضى بالفساد والإفساد، ولنقدم لهم كل مساعدة ممكنة، الى أن نستأصل أصل الداء .. الشيطان .. ما غيره. ملاحظة للجادين فقط: صدقوني أنا أسخر..!! (2) قامت دار نشر أرجنتينية مستقلة بابتكار مذهل في عالم الكتاب، حيث قامت بطباعة كتبها بحبر خاص يشرع في الاختفاء تدريجيا بعد شهرين من فتح الغلاف الخارجي للكتاب، ويختفي ما هو مكتوب في الكتاب بعد أربعة أشهر من فتح الغلاف. يقصدون من هذا الابتكار أن الكتاب لا ينتظر، وأن عليك قراءته فور فتح الغلاف، ولو انتقل هذا الغلاف لمكتبتي الخاصة، لتحولت خلال أشهر الى قرطاسية ورقية تحتوي على حوالي أربعة آلاف دفتر أبيض غير مسطر، لأنني أفتح الكتب وأقرأ منها القليل، ثم أنساها لأشهر، ولأحيانا لسنوات. لا أعرف مدى نجاح دار النشر هذه، خصوصا وهي تنافس الآلاف من دور النشر ذات الكتب الثابتة، ولا أعتقد أن لها فرصة في الفوز إلا إذا قدمت امتيازات للمشترين، في السعر أو بتقديم كتب مجانية في حال الانهماك في القراءة، أو ما شابه ذلك من أشياء تغري القارئ، وإلا ما فائدة أن يتحول كتابه الى ورق أبيض بعد أشهر من شرائه. لكن هذا الحبر يصلح تماما ليتم التعامل به في الدوائر الحكومية في العالم العربي، حيث تطلق الوعود مثل الرعود ثم يضطر المسؤولون “المساكين” إلى لحسها، أما مع هذا الحبر الرائع، فما عليك -عزيزي المسؤول- سوى أن تصدر القرارات وتعد، والحبر الجديد يتكفل بالباقي. (3) أحدث الرجل فوضى في شركة توزيع الكهرباء وهو يؤكد لهم بأن الكهرباء في بيته تصل دقيقة كاملة ثم تنقطع لدقيقة ثم تعود ثم تنقطع دقيقة.. وهكذا.. وقد أشعلت احتجاجاته الضحك في البداية، لكنهم اضطروا الى أخذ أقواله على محمل الجد. قد قامت الورشة بفحص الكهرباء الواصلة لبيت الرجل، فتأكد لهم بأن ما يقوله صحيح تماما، وبأن الكهرباء تصل الى بيته لدقيقة ثم تنقطع لدقيقة ثم تعود ثم تنقطع.. وهكذا دواليك. المهندس الكهربائي أدرك ما يحصل، فأخذ الرجل الى الخارج، وقال له وهو يشير الى السلك الكهربائي الموصول بالبيت: - يا رجل ..... من ينوي أن يسرق كهرباء.. يسرقها من العمود الرئيسي.. وليس من سلك الإشارة الضوئية!! انتهت النكتة... اضحكوا!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©